عرفت مصر علي مر عصور التاريخ بأنها بلد زراعي فهي تمتلك مقومات الزراعة الأساسية من مياه وأرض خصبة وعمالة زراعية متمرسة. وكانت دائما تحقق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية المختلفة وخاصة الرئيسية منها مثل القمح والأرز والفواكة والخضراوات والقطن الذي كانت تتميز به علي جميع بلدان العالم سواء طويل التيلة أو قصير التيلة . ثم حدثت انتكاسة كبيرة في القطاع الزراعي بالنسبة للانتاج وللمساحات المنزرعة في الثلاثين سنة الماضية وطوال عهد النظام الفاسد حيث تم التعدي علي الأراضي الزراعية بشكل صارخ وتبويرها عمدا لصالح أصحاب النفوذ للبناء عليها أو للاتجار فيها. وبالنسبة للانتاج الزراعي فقد تم اهمال المحاصيل الرئيسية والاهتمام بزراعة أنواع أخري أقل أهمية مثل الفراولة والكنتالوب وغيرها لصالح أناس بعينهم بالداخل والخارج ضاربين عرض الحائط بمصلحة البلد. والآن وبعد قيام ثورة 25 يناير المباركة وزوال هذا النظام الفاسد استبشر الجميع خيرا بالعودة مرة أخري الي الاهتمام بالانتاج الزراعي والعمل علي تنمية الرقعة الزراعية والتركيز علي المحاصيل الاستراتيجية المهمة والأساسية وعلي رأسها القمح حتي لانخضع لابتزاز أي دولة لنا في هذا الخصوص إلا أنه مازالت هناك بعض السلبيات التي تقف حجر عثرة في هذا السبيل وهو ما أكدت عليه الرسالة التي بين أيدينا والتي بعث بها المواطن "أيمن عبد العال عيسي" نيابة عن أهالي الجعافرة بالدقهلية. يقول: نحن أكثر من 50 ألف مزارع نقوم بزراعة مساحة 1200 فدان بناحية قرية الجعافرة مركز ميت سلسيل تعتمد في ريها علي مسقي الجعافرة من مصرف عمومي البحيرة علي مصرف عبد الرحمن ك 2.5 وهو مصدر الري الوحيد لها ومغذي رئيسي لنهاية ترعة الجوابر إلا انه تم اهمال هذا المسقي ولم يتم إحلاله وتجديده رغم اعتماد الادارة العامة للتخطيط والمتابعة بمصلحة الري لمبلغ 400 ألف جنيه لهذا الغرض في خطة العام المالي 2010/2011 حيث تصر الادارة العامة لري الدقهلية علي عدم التنفيذ مما يعرض أراضينا البالغة 1200 فدان للبوار وتلف المحاصيل الزراعية وتشريدنا. كل ما نرجوه أن يتم تدارك الموقف قبل فوات الآوان. "انتهت الرسالة". أعتقد أن الدكتور حسين العطفي وزير الموارد المائية والري لن يرضيه هذا الموقف الغريب لادارة ري الدقهلية وسيتخذ القرار المناسب الذي يحافظ علي هذه الأفدنة من البوار وعلي مزارعيها من الضياع.