يوم 21 رمضان سنة 1275 هجرية الموافق 25 أبريل سنة 1859 ذهب السيد فرديناند ديليسبس بصحبة أعضاء مجلس إدارة شركة قناة السويس إلي شاطيء البحر الأبيض المتوسط في الموقع الذي انشأت فيه مدينة بورسعيد.. واقام هناك احتفالا كبيرا حيث قام بدق أول معول في أرض القناة وتبعه الحاضرون.. ودقوا بالمعاول أرض القناة.. كان ذلك ايذاناً ببدء العمل في المشروع.. ثم اخذ العمال يعملون في حفر الأرض علي الرغم من عدم صدور الفرمان العثماني بالتصديق علي الامتياز الذي منحه الوالي سعيد باشا لديليسبس وقد اراد ان يضع تركياوانجلترا أمام الأمر الواقع ويؤكد حرصه علي استمرار المشروع.. الحكومة البريطانية لم تكن راضية علي حفر القناة وسعت لدي تركيا طالبة بأيقاف العمل وكاد ان يتوقف بالفعل ووصل الأمر إلي حد قيام انجلترا باتخاذ عدة تدابير لمنع استمرار المشروع.. لولا ان نابليون الثالث بذل نفوذه لدي تركيا.. ونجحت مساعيه واطمأن سعيد باشا لرعاية فرنسا ودعمها له.. وعاد الحفر مرة أخري بسخرة آلاف العمال والفلاحين.. وفي 18 نوفمبر 1862 جرت مياه البحر المتوسط حتي بحيرة التمساح وبعدها بشهرين مات سعيد باشا.. واستمر الحفر في عهد إسماعيل إلي ان تم الافتتاح في 16 نوفمبر .1869