حالة من الرعب والفزع ممزوجة باليقظة والحذر يعيشها العاملون بمحطات مترو الأنفاق بخطوطه الثلاثة بعد اكتشاف عبوات ناسفة في عدد من المحطات.. هكذا عبر العاملون بمحطة مترو العباسية - الخط الثالث للمترو - علي مائدة إفطار المساء. استنكروا أعمال التفجيرات التي استهدفت محطات المترو في الفترة الأخيرة مؤكدين أن مثل هذه الحوادث تستهدف المواطنين الأبرياء لاشاعة مناخ من الخوف والفوضي. أشاد العاملون بالإجراءات الأمنية المشددة وتواجد قيادات الشرطة بمداخل المحطات لبث نوع من الطمأنينة في نفوس الركاب. تحدثوا عن الفائدة التي حققها الخط الثالث للمترو الذي يربط العباسية بمصر الجديدة من خلال 5 محطات هي "العباسية - معرض القاهرة - الاستاد - كلية البنات - الأهرام" بطول 7.7 كيلو متر وافتتحها المستشار عدلي منصور في شهر مايو الماضي لتحقق سيولة مرورية في شوارع القاهرة وتخفف الازدحام المروري. قالوا إن المترو وسيلة مواصلات رخيصة وآمنة وموفرة للطاقة وصديقة للبيئة وتختصر الوقت والمسافات ويكفي أن الرحلة من العتبة إلي العباسية تستغرق 7 دقائق ومن العباسية إلي مصر الجديدة 15 دقيقة ليرتفع عدد المستفيدين من الركاب إلي 200 ألف راكب يومياً. يقول المهندس إبراهيم المهني مساعد رئيس الشركة المصرية لإدارة وتشغيل الخط الثالث للمترو: عشنا الأيام الماضية فترات عصيبة وسيطر علينا وعلي الركاب الرغبة والفزع وأيضاً علي المكان خوفاً من أعمال التدمير خاصة بعد اكتشاف عدد من العبوات الناسفة البدائية التي اكتشفت في سلات المهملات في عدد من محطات المترو كغمرة وعزبة النخل.. لكن يقظة رجال الأمن بددت مخاوفنا وزرعت نوعاً من الطمأنينة لدي جمهور الركاب الذين تخوف البعض من استخدامهم المترو خوفاً من التفجيرات. تحدث عن الخط الثالث للمترو وإمكانياته والفائدة التي حققها للركاب في اختصار الوقت مشيراً إلي أنه اختصر الرحلة من العتبة إلي العباسية لتصبح 7 دقائق ومن العباسية إلي مصر الجديدة في 8 دقائق لتستغرق الرحلة من العتبة إلي مصر الجديدة ربع ساعة وهو ما لم توفره وسيلة مواصلات أخري. قال إن الخط الثالث يتميز بأنه مكيف وهو ميزة تم إضافتها لراحة الركاب في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي نلمسها جميعاً كما يتوافر به مصاعد للمعوقين وسلالم متحركة لراحة المواطنين. أضاف أن المرحلة الثانية من الخط الثالث بطول 7.7 كيلو متر تمتد من العباسية إلي مصر الجديدة وتخدم العديد من المحطات الهامة منها الاستاد وأرض المعارض وكلية البنات وهي أماكن كانت تعاني من الاختناق حقق المترو لها سهولة وحرية التنقل إليها. قال إن الركاب يستشعرون أهمية المترو في حالة حدوث أي عطل طارئ لا قدر الله.. نري التكدس وشلل المرور في شوارع القاهرة ورغم ذلك بعض المواطنين لا يتعاملون معه باحترام ويكفي البوابات التالفة هم سبب أعطالها وهي تمثل هدراً ما بين 20% و25% من الايراد الذي يضيع بسبب تلف البوابات رغم أن هذا الإيراد يوجه لأعمال الصيانة والتجديدات. انتقد المهندس المهني بعض السلوكيات السلبية من البعض كفتح الأبواب عنوة مما يسبب تلفاً بالدوائر التي تقوم بتشغيلها فضلاً عن الكتابة علي الجدارات والحوائط وجذب طفايات الحريق وكلها سلوكيات تهدده كمرفق هام يستفيد منه آلاف الركاب يومياً. قال إن ساعات العمل تتضاعف في شهر رمضان المبارك حيث تبدأ أولي الرحلات في الخامسة والنصف فجراً وتنتهي في الثانية صباحاً آخر رحلاته وبين التشغيل والتوقف تستمر أعمال النظافة والصيانة. أوضح أن أغلب ركاب المرحلة الثالثة من الركاب الهاي كلاس والحمد لله إلي الآن يتعاملون برقي معه ويشعرون بسعادة بالغد لنظافته وتكييفه. خاصة أنه يعمل عليه 8 قطارات بمعدل تقاطر كل 5 دقائق رحلة. قال محمود عزب - ناظر محطة مترو أنفاق العباسية بالخط الثالث: هناك العديد من السلوكيات الخاطئة يرتكبها الركاب ومنها القفز والمرور من أعلي البوابات الإلكترونية بالمحطات التي قد تؤدي إلي التأثير علي حركة دخول وخروج الركاب وتزيد من الزحام داخل المحطات إلي جانب الخسائر المالية الفادحة التي تتكبدها الهيئة مشيراً إلي أن من الظواهر السلبية أيضاً تواجد بعض الركاب بين فواصل عربات القطار بالمترو وهو ما يمثل خطراً علي حياتهم ويصيب المترو بحالة من الارتباك وينذر بكوارث وخيمة خاصة في ظل حالة الرعب والفزع التي تنتاب السيدات وكبار السن داخل العربات. أضاف: من الظواهر السلبية امساك بعض الركاب بأبواب العربات أثناء غلقها مما يؤدي إلي تأخير فترة التقاطر وتعطلها والزحام الشديد علي الأرصفة خاصة وقت الذروة. نفي محمد صبحي "مراقب بالمحطة" وجود أي باعة متجولين أو اشغالات أو متسولين داخل محطات الخط الثالث لمترو الأنفاق.. حيث نتعاون مع أفراد شرطة النقل والمواصلات لمنعهم تماماً من التواجد داخل المحطات للحفاظ علي الشكل الحضاري التي تتمتع به المحطات بالإضافة إلي تمشيط المحطات كل فترة للتأكد من عدم تسللهم إليها مع تفتيش صناديق القمامة وأسفل المقاعد والأرصفة لمنع وجود أي أجسام غريبة قد تسبب ذعراً للركاب عن طريق اعتقادهم بأنها قد تكون عبوات ناسفة أو متفجرات بالتعاون مع أفراد الأمن الصناعي. أضاف ماهر عتمان "مفتش بالخط": نطبق غرامة فورية 15 جنيهاً علي الركاب المخالفين والمارين من البوابات بدون قطع تذاكر وفي حالة عدم دفع الغرامة نقوم بتحويله إلي أقرب قسم شرطة الذي يقوم بدوره بتحرير ما يسمي بمحضر الإفادة وتحويل الغرامة علي عنوان منزله المدون ببطاقة الرقم القومي والتي قد تصل قيمتها إلي 175 جنيهاً.. مشيراً إلي أنهم يقومون خلال الأيام القادمة بحملات مكثفة للتفتيش علي التذاكر داخل عربات مترو الأنفاق. طالب أحمد إبراهيم "كبير سائقي المحطة" بتشديد الرقابة الأمنية علي جميع مداخل ومخارج المحطات لمنع تهريب أي أجسام غريبة من شأنها إثارة الذعر والخوف في قلوب الركاب. أوضح أن الهيئة تقوم بتنظيم دورات مستمرة للعاملين بمترو الأنفاق لتدريبهم علي فن التعامل مع الجمهور خاصة في ظل الضغوط التي نتعرض لها منذ ثورة 25 يناير وفوضي الركاب. أكد علي ضرورة تفعيل دور النداء الصوتي للركاب لمواجهة المشكلات الطارئة التي يتعرض لها الركاب خاصة الضالين وفقدان الأسر لأطفالها علي أرصفة المحطات.