معظم النار من مستصغر الشرر ومشكلتنا أننا أصبحنا نهون من قيم كبيرة في حياتنا دون أن ندري عواقبها الوخيمة.. فقد هان الغش في الامتحانات لدرجة أنه أصبح بمساعدة المدرسين أنفسهم.. منهم من يظن أنه يفعل خيراً ومنهم من يريد أن يخدم من يحصل علي دروس خصوصية لديه. وهناك من يريد رفع نتيجة مدرسته ليعلو صيتها بين المدارس بإدارتها التعليمية لا يدرك هؤلاء أنهم يرسخون في أولادنا مفاهيم خاطئة ستؤثر علي حياتهم المستقبلية فالمدرس القدوة يجب عليه أن يعلمهم حديث الرسول صلي الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا" لأنه يسرق مجهود غيره ويجعل المجتهد يتساوي مع المهمل ولأن ما بني علي باطل يكون باطلاً سيحصل علي مؤهل ليس من حقه ووظيفة من حق غيره . ومن يعتد الغش يصبح سمة من سمات حياته لهذا انتشر فساد الأخلاق والرشاوي وأكل الحقوق وخرق القانون. ليست هذه مبالغة ولكنها حقيقة يؤيدها الواقع ولأن ما نزرعه في أولادنا في الصغر من المنطقي أن نحصده عندما يكبرون. إصلاح العملية التعليمية الذي نحلم به يبدأ بالمعلم نفسه وإذا كنا لا نقدر أن نحكم ضمائرهم فعلينا أن نشدد الرقابة عليهم ونجري لهم اختبارات سلوكية وتربوية بصفة دورية لإعادة تقييمهم مع وضع عقوبات مشددة وفعالة لمن يخرق المباديء والقيم لأنها أهم من المواد العلمية نفسها. يجب أن يعاد وضع الأمور في نصابها الحقيقي فنري الحق حقا والباطل باطلاً لأن هناك من يقلبون الأمور رأسا علي عقب لدرجة أن بعض أولياء الأمور يدعون علي المدرسين المتشددين مع أولادهم في الامتحانات ويدعون لمن يطلقون لهم الحبل علي الغارب.