انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى صورة ضوئية من امتحان مادة اللغة العربية لطلاب المرحلة الإعدادية بمدرسة القنايات الإعدادية بنين التابعة لإدارة القنايات التعليمية بمحافظة الشرقية، وفى سؤال التعبير يطلب واضعو الامتحان من الطلاب كتابة برقية تهنئة لحزب الحرية والعدالة على حصولهم على المركز الأول فى انتخابات مجلس الشعب، وهو سؤال إجبارى. أما الاختيارى فى التعبير فطلب فيه واضعو الامتحان من الطلاب اختيار موضوع من اثنين الأول "تحدث عن مميزات الثورة وعيوبها"، والثانى "الأمية خطر يهدد مصر فما أسبابها؟ وكيف نعالجها؟ ." واعتبر مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم أن ما فعله واضعو الامتحان يعد خطأً فى تقويم الطلاب ؛ لأنهم أبدوا انحيازاً لتيار سياسى معين ، ووجهوا الطلاب إلى الحديث عنه ، مؤكدا أن الوزارة غير مسئولة عن أسئلة امتحانات صفوف النقل بالمديريات التعليمية فى المحافظات لأنها لا تشرف عليها. وأشار إلى أن رقابة الوزارة تقتصر على امتحان الثانوية العامة وامتحانات الشهادات بدرجة أقل ، أما النقل فمن اختصاص كل مدرسة ، متوقعاً اتخاذ الإدارة التعليمية التابعة لها مدرسة القنايات إجراءً للتحقيق مع واضعى الامتحان على عدم التزامهم بقواعد عدم إقحام السياسة أو الملفات الدينية فى الأسئلة. من جهته دعا عبد الناصر على، منسق حركة " معلمون لا نقابة " ، واضعى الامتحانات على مستوى الجمهورية إلى الالتزام بعدم الانحياز لتيار سياسى معين وإقحامه فى الأسئلة، وتابع " قبل الثورة كنا نشكو كمعلمين من توجيه واضعى الامتحانات لإجبار الطلاب على كتابة موضوعات عن حسنى مبارك وزوجته " . ********* وقد أكد جمال العربى وزير التربية والتعليم أنه لا توجد مشكلة فى وضع أسئلة ضمن امتحانات نصف العام تطلب كتابة برقية تهنئة للحزب الفائز . أو شكر المجلس العسكرى على الدور الذى قام به فى حماية الثورة ، وأن المشكلة تكمن فى وضع أسئلة تتهم قوى سياسية فى وطنيتها . وأبدى الوزير انزعاجه من الضجة المثارة مؤخرًا بسبب ما أطلِق عليه " تسييس الأسئلة " ، مشيرًا إلى أن المعلم عندما وضع سؤالا بكتابة رسالة شكر للمجلس العسكرى كان يقصد زرع روح الوطنية داخل الطلاب . وأضاف أن برقية تهنئة الحزب الفائز فى الانتخابات تعبر عن روح الديمقراطية التى يطالب بها الجميع ، والتى تشجع على قبول الخسارة واحترام الآخر ، موضحًا أن سبب تلك الضجة عدم وضوح الديمقراطية بشكل صحيح فى مجتمعاتنا . وأكد أن وزارة التربية والتعليم أعطت تعليمات لكل المدريات بعدم الدخول فى الأمور السياسية والتى تساند قوى وطنية ضد أخرى ، معترفا أن هناك تقصيرًا أو سوء فهم من جانب بعض القائمين على وضع الأسئلة ، وسيتم محاسبتهم . وأشار إلى أن ما حدث فى أغلب الامتحانات الأسبوع الماضى لم يتعد كونه حالات فردية فى 4 أو 5 مدارس من أصل 45 ألف مدرسة حكومية وخاصة على مستوى الجمهورية . ( صحيفة الحرية والعدالة 15 / 1 / 2012 ) . ********* ومع اعتزازى بانتسابى لجماعة الإخوان المسلمين أرانى حرصا على ما أعتقد أنه حق أقول للوزير لا يا وزير التربية والتعليم : 1- فالمسألة ليست مسألة قلة وكثرة ، ولكن المسألة مسألة مبدأ، ومعروف أن معظم النار من مستصغر الشرر . 2- وإجازة سيادتكم لموضوع برقية التهنئة لا علاقة له بالتعبير عن روح الديمقراطية بأية حال من الأحوال . 3- كما أنها تفتح الباب للولوج من المدخل نفسه ، فمن الممكن أن يوضع سؤال امتحانى صياغته : الوفد هو ضمير الأمة وأقدم أحزابها اكتب رسالة وفاء وتقدير لسعد زغلول زعيم الأمة ومؤسس الوفد . أو سؤال صياغته : أمرنا الله بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وجه نصيحة لزملائك بتشجيع جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر . أو : الله نور السماوات والأرض ، لذلك كان علينا أن نشجع حزب النور السلفى لأنه اسم على مسمى . اكتب مقالا يعبر عن هذا المضمون . 4- وقد رأينا من قبل أن إحدى المدارس جعلت سؤال الرسم عن الاستقبال الشعبى الرائع للزعيم حسنى مبارك . وقد صدق المثل العامى : " الباب إللى يجيلك منه الريح ، سده واستريح " . وفى النهاية ندعو الله سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقا ، ويرزقنا اتباعه . ويرينا الباطل باطلا ، ويرزقنا اجتنابه . إنه نعم المولى ونعم النصير . [email protected]