حكاياتي مع المرور لا تنتهي. وكما قلت في السابق إنها مادة خصبة لكتاب ساخر قوامه 300 ورقة. رحلة تجديد رخصة السيارة هذه المرة لها واقع مختلف. أولاً لأسباب خاصة بي أنا شخصياً. وثانياً لأسباب خاصة بالمنظومة ككل. حيث إنني من سكان مدينة السادس من أكتوبر. أما بطاقتي الشخصية. والتي من المفترض أن يكون تجديد رخصة السيارة من خلالها فهي مستخرجة من "المرج". أما المرور التابعة له منطقة المرج فيقع في "مدينة السلام". أما رخصة السيارة الأصلية فتتبع مرور "المعادي" الذي لم يعد به خزينة لتلقي غرامات المخالفات منذ ثورة يناير. وتم نقلها علي مسافة قريبة تبعد نحو 60 كيلو متراً فقط. في مرور "الدراسة"! العملية شاقة ومتعبة. في مثل هذا البلد الذي لا يعرف عن التكنولوجيا أكثر من مواقع التواصل الاجتماعي. وكارت الصراف الالكتروني. وتذكرة مترو الأنفاق الممغنطة. التي يحتفظ بها الراكب للذكري بينما يمارس رياضة القفز علي المتوازي. وهو يعبر ماكينات الدخول والخروج المعطلة!! استيقظت مبكراً يوم السبت حوالي السادسة صباحاً أعلم أن اليوم لن يكون عادياً. الغريب أن الطريق من 6 أكتوبر إلي مدينة السلام "70 كيلو متراً تقريباً" لم يستغرق أكثر من الساعة. فانتابتني الدهشة من خلو الطريق وسهولته إلي هذه الدرجة. لكن سرعان مازالت دهشتي عندما وجدت الزحام الشديد في مرور السلام! قبل أن تصل إلي بوابة المرور بعشرات الأمتار. ينتشر سماسرة تخليص الأوراق. أو ما يعرفون ب"المخلصاتية". فبين كل متر والثاني. تجد رقبة شخص اقتحمت عليك السيارة من النافذة قائلاً: "شهادة بيانات.. نقل ملكية.. دفع مخالفات.. فحص.. تجديد رخصة". ولأنني خبرة في هذه المسائل. بعد خوض عدة تجارب سابقة مع هؤلاء "المخلصاتية". فقد وضعت أذناً من طين وأخري في "الهيدفون" متجاهلاً كافة الرءوس التي اقتحمت علي خصوصيتي داخل سيارتي! داخل المرور "ناس طيبين قوي" لكن هذه الطيبة متوقفة عليك شخصياً. "سامعك بتقول رشوة". إياك وأن تسميها كذلك. إنها إعانة موظف حكومي علي تأدية وظيفته. والإعانة متدرجة من موظف إلي آخر. الحقيقة أنا مسالم جداً في الأمور الخاصة بالبقشيش وترضية الموظفين وغيرها فقد خصصت 4 أيام سبت علي مدار شهر لتجديد رخصة السيارة. اليوم الأول انتهي بسلام في مرور "السلام" بعد رفع البصمات من السيارة. "لأ مش مسروقة ولا حاجة". إنهما بصمتا الشاسيه والموتور. وأخذت خطاباً إلي مرور المعادي لمطابقة البصمة. في مرور المعادي الناس شيك بصراحة ورائحتهم حلوة. لكنهم لم يعترفوا ببصمة "السلام" وقرروا رفع البصمة مرة ثانية. نسيت أقول لكم. إن سيارتي مختلفة عن باقي السيارات. حيث يستلزم الأمر. فك وش الهواية. وإزالة بعض السلوك. وعمل بعض التوسيعات. للوصول إلي رقم الموتور. القصة طويلة. وأنا زهقت من الكتابة والوقفة في الطابور. إنما عم أحمد حسن صديقي الذي يعيش في الولاياتالمتحدة عكنن علي. عندما قال لي إنه جدد رخصة سيارته في أمريكا "أون لاين" في دقيقتين وهو في منزله. وتسلم الرخصة بعدها ب 3 أيام!! الله يسامحك يا شيخ.. "فين يا بني ورق الهجرة؟"