في 28 أغسطس عام 1878 بدأ النظام الوزاري المصري بتشكيل أول مجلس للنظار وكان يتكون من رئيس للنظار أي رئيس وزراء وثلاثة نظار وبقيت هذه الوزارة حتي 10 مارس سنة 1879 حيث تم تغييرها وأصبح عدد الوزراء خمسة ثم تطور عدد الوزراء بعد ذلك فأصبح مثلا في عام 1952 "11 وزيراً" ثم زاد العدد ليكون بين 30 و37 وزيرا منذ ثورة يوليو وحتي الآن. ولم تكن هناك لا في عصر الملكية ولا أثناء ثورة 23 يوليو وما بعدها أي قواعد لتشكيل مجلس الوزراء.. وكان من النادر أن يبادر رئيس الوزراء بالاستقالة من تلقاء نفسه بل كان المعتاد إما أن يجبر علي الاستقالة أو لتلقي خطاب إقالة.. وفي أحيان أخري خاصة في ظل ثورة 23 يوليو وما بعدها.. لم يكن هناك خطاب إقالة أو استقالة.. بل كان الجميع يفاجئون بخبر تشكيل وزارة جديدة في الصحف وأجهزة الإعلام. وكان الرئيس الراحل أنور السادات ينوي إجراء حركة تشكيل وزارات جديدة حتي أن عدد الوزارات الجديدة في عهده ابتداء من أكتوبر 1970 حتي نهاية مدة حكمه عام 1981 قد بغلت 16 وزارة جديدة بينما كانت التغيرات الوزارية في عهد الرئيس الأسبق مبارك تتم في أضيق الحدود وبلغ عدد الحكومات خلال فترة حكمه التي بلغت ثلاثين عاما "11" وزارة فقط!! ويقول عبدالرحمن الرافعي في كتابه مقدمات ثورة 23 يوليو: انه اعتباراً من 27 يناير 1952 وحتي يوليو 1952 تعاقب علي البلاد وزارات من المستقلين يمكن تسميتها "وزارات الموظفين" فرؤساؤها لا علاقة لهم بالاحزاب وكانوا أصلا من كبار الموظفين وأعضاؤها من الموظفين لا من رجال السياسة وهذه الوزارات فرضت فرضا علي البلاد.. وكان الشعب يريد وزراء تتجاوب أراؤهم ومناهجهم مع حاجات الشعب ومطالبه لا موظفين كل ما ضيهم أنهم كانوا ينفذون أوامر رؤسائهم. أما حسن يوسف وكيل الديوان الملكي فقد ذكر في كتابه "القصر" أن عام 1952 كان عام وزارات الانقاذ ففي مساء 26 يناير 1952 تمت إقالة مصطفي النحاس باشا عقب حريق القاهرة وتقرر تكليف نجيب الهلالي باشا بتشكيل حكومة جديدة فاعتذر ولكن علي ماهر باشا قبل المهمة ومن أهم اهدافها محاربة الغلاء ولكن الملك فاروق قرر فجأة وضع العراقيل أمامه حتي اضطر إلي الاستقالة. وعاد القصر في أول مارس ليطلب من الهلالي باشا تشكيل الوزارة فقبل ولكنه استقال في 28 يونيو 1952 أي أنه لم يستمر سوي ثلاثة أشهر وتم تكليف حسين سري باشا بتشكيل الوزارة يوم 2 يوليو وكان عمر هذه الوزارة 20 يوما فقط إذ تقدم سري باشا باستقالته وبعدها تولي نجيب الهلالي باشا مرة ثانية ولكنه لم يستمر إلا يوماً واحدا واستقال بعدها لقيام ثورة 23 يوليو.. ثم تولي علي ماهر رئاسة الوزراء. كان هذا عام 1952 وقد تشابهت هذه المواقف مع تشكيل الوزارات بعد 25 يناير 2011 وفي خلال ثلاث سنوات فقط تم تشكيل 6 وزارات بدأت بحكومة أحمد شفيق وتلاه د. عصام شرف وجاء بعده الدكتور كمال الجنزوري ليعقبه د. هشام قنديل الذي استمر أقل من عام إذ تمت إقالته بعد ثورة 30 يونيه 2013 ثم أتي بعده الدكتور حازم الببلاوي الذي طاردته مشاكل متعددة بين طلبات فئوية واضرابات وحوادث اغتيال كثيرة ومظاهرات وأعمال شغب وفوضي.. واضطر أخيراً إلي الاستقالة أو الاقالة .