عام 1952 من الأعوام المهمة في تاريخ مصر.. كانت مصر تغلي وتئن وتتوجع.. تغلي من الفوضي المنتشرة والفساد المستشري وتئن من الظلم والتفاوت في الأجور.. والدخول.. وتتوجع مما نراه.. حيث انقسمت البلاد!! فئة تعيش في نعيم.. وأخري لا تجد قوت اليوم. هكذا كانت مصر في عام ..1952 يوم 26 يناير من هذا العام.. احترقت القاهرة.. كانت هذه صورة مصر في سنة ..1952 وتتضح الصورة أكثر بعدم الاستقرار الوزاري.. ففي خلال الستة أشهر الأولي من ذلك العام توافد علي حكم مصر ثلاث وزارات الأولي بعد إقالة النحاس باشا في 27 يناير وكلف بها علي ماهر باشا ولكنه لم يستمر سوي 33 يوما استقال بعدها وتبعه نجيب الهلالي باشا وامضي في الحكم أربعة أشهر واستقال بعدها. أما الوزارة الثالثة فقد كان تشكيلها في غاية الغرابة فقد تم تكليف حسين سري باشا بتشكيلها وأمضي الرجل ثلاثة أيام في اتصالات مع الشخصيات المرشحة.. ولكن واجهته عدة عقبات في التشكيل حتي استقر رأي حسين سري علي قبول رئاسة الوزارة. في الوقت نفسه تم تكليف الدكتور بهي الدين بركات بتشكيل الوزارة وأمضي الدكتور بركات اليوم بأكمله في اتصالات وتم ترشيح عدد من الشخصيات كوزراء علي أن يستكمل باقي التشكيل في صباح اليوم التالي. وفي الصباح كانت المفاجأة الصحف نشرت أخبار قيام حسين سري باشا بتشكيل الوزارة الجديدة.. وكان موقفاً محرجاً.. فقد خاف الملك فاروق أن يتأخر الدكتور بركات في تشكيله للوزارة وتظل مصر بدون وزارة لعدة أيام.. وعهد بالتشكيل فوراً إلي حسين سري .