على خلفية فشل حكومة الوفد فى احتواء الاحتجاج الشعبى العام الذى تضافر فيه العمال والطلبة وجنود بلوكات النظام احتجاجاً على تأخر صرف حوافزهم المقررة وفشلها أيضاً فى الحيلولة دون وقوع حريق القاهرة أو حتى تحجيمه قام الملك فاروق بإقالة حكومة مصطفى النحاس فى اليوم التالى غداة إعلان الأحكام العرفية تحديداً «زى النهارده» من عام 1952م، وصل خطاب الإقالة للنحاس باشا فى بيته مؤرخاً بهذا التاريخ، وقد عبر فاروق هذه المرة عن الإقالة بلفظ أخف وطأة وهو الإعفاء وأعرب فى هذا الخطاب عن أسفه «لما أصيبت به العاصمة أمس من اضطرابات نتجت عنها خسائر فى الأرواح والأموال وسارت الأمور سيراً يدل على أن جهد الوزارة التى ترأسونها قد قصر عن حفظ الأمن والنظام، لذلك رأينا إعفاءكم من منصبكم» هكذا قال فاروق فى خطاب الإقالة لهذه الوزارة التى حملها المسؤولية كاملة.. ولو فى الحد من نطاق هذه الكارثة «نعنى حريق القاهرة» وكانت وزارة النحاس قد مر عليها عامان وبعض أيام وبعد إقالة وزارة النحاس، جاءت وزارة على ماهر.. وبدءًا من هذا التاريخ (27 يناير سنة 1952) إلى يوليو 1952 تعاقبت على مصر وزارات من المستقلين يمكن تسميتها وزارات الموظفين حيث لا علاقة لرؤسائها بأى من الأحزاب وقد فرضت فرضاً على البلاد.