عندما يصرخ شخص بلا سبب وبطريقة هيستيرية قائلا: "إن رأسه ليس عليه بطحة" ويكرر الصراخ مرارا وتكرارا فأعلم انه مبطوح مبطوح وليس في رأسه فقط بل البطح والجروح تغطي جميع أنحاء جسده ويحاول إخفاءها بأرق أنواع الثياب وأغلي أصناف العطور حتي لا تشم رائحة تقيح جروحه. من يصرخ بلا سبب ودون ان يوجه إليه أحد تهمة ما اعلم انه واحد من الفسدة ويحاول قدر استطاعته ان يلفت نظر الناس إلي نزاهته المفودة وإلي براءته وبراءة ذمته المشكوك فيها وليس ببعيد الآن عن الأذهان مقولة زكريا عزمي تحت قبة البرلمان عندما صرخ وظنه السذج انه صادق. زكريا عزمي كان يصرخ حينذاك محذرا من الفساد الذي وصل للركب في المحليات وهاجم الفسدة واللصوص والمرتشين ومستغلي النفوذ الذين تربحوا واغتنوا من حرام. كان يتحدث بكل ثقة فهو كبير الياوران ورئيس ديوان رئيس الجمهورية وها هو الآن رهن التحقيق في كثير من قضايا الفساد واستغلال النفوذ. كان زكريا عزمي يتحدث بلسان الحكومة والمعارضة وكأن رأسه خال من البطح والجروح وانه نظيف اليد واللسان وعندما تم حصر ممتلكاته عن طريق الأجهزة الرقابية وجدوا ان مغارة علي بابا الشهيرة بما فيها لا تقارن بما يملكه السيد زكريا عزمي.. وجدوا ستمائة ساعة مرصعة بالماس والذهب والياقوت والمرجان.. احذروا من يتحدث عن الشرف بلا داع ومن يصرخ بلا سبب بأن "رأسه ليس عليه بطحة" فالأيام القليلة القادمة ستكشف الكثير من البطحات في جميع أجزاء جسده.