أگثر من مليون بطحة قال جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني في واحدة من دورات ظهوره الإعلامي - حيث إن لظهوره دورات ولاختفائه أيضا دورات - إن مرشحي الحزب الوطني في السابق كانوا يدخلون الانتخابات وكأن علي رأسهم بطحة، أما الآن «فنحن في موقع الهجوم وليس الدفاع» ويقصد بنحن تلك الحزب الحاكم وأعضاءه ومرشحيه. وفسر مبارك الابن حالة الإحساس بالبطحة التي كانت علي رأس أعضاء حزبه والتي تضعهم في موقف الدفاع بأنها مرتبطة باتهام دائم موجه لهم بأنهم لا يعملون لمصلحة الناس وأن المواطن المصري ليس في أولوياتهم. أما الآن من وجهة نظر أمين لجنة السياسات فالوضع قد اختلف وعلي مرشحي الحزب الوطني أن يخوضوا الانتخابات من موقع الهجوم وليس الدفاع والسبب «إيه بقي» في حالة الانتشاء والتحقق العميقة هذه التي يعيشها جمال إن - وبرضه هذا ما يراه - مبادرات الإصلاح التي تشهدها البلاد لم يطلقها إلا الحزب الوطني.. قال جمال هذا الكلام في مؤتمر لدعم مرشحي حزبه في انتخابات مجلس الشوري، ولم ينس أن يؤكد أن «هدفنا» - يقصد حزبه وحكوماته - استقرار البلاد وتحقيق التنمية في شتي المجالات والوقوف مع الأسر الفقيرة، والاهتمام بالعمال، وحث مبارك الصغير أعضاء حزبه علي النزول للشارع لاستعراض إنجازات الحزب السياسية والاقتصادية خلال الفترة الماضية. رغم أن كلام جمال وغيره من قيادات الحزب الحاكم عن الإصلاح الذي أحدثه الحزب كلام مكرر ومعاد ولا معني له أو أمارات علي أرض الواقع إلا أن أطرف ما في كلام أمين السياسات حكاية «البطحة». أما حكاية أن الحزب الوطني هو الحزب الوحيد الذي أطلق مبادرات الإصلاح، فالتعليق علي إصلاحهم لا ضرورة له، ونترك ما قاله الدكتور زكريا عزمي وهو من هو عن حرامية بيع شركات القطاع العام وعن الفساد الذي وصل للركب، ويبدو أن جمال يحتاج لدورات تثقيفية عله يقوم بها دكاترة الحزب وهم كثيرون ليطلعوه علي برامج الأحزاب وتاريخها حتي يتوقف الزعم بأن حزبهم الوحيد الذي لديه برامج لمرشحيه. أما نتائج الإصلاح والاهتمام بالعمال والفقراء وعلي رأي المثل ولامؤاخذة يعني «اللي مايشوفش من الغربال ...» فهل كان الجوعي والمقهورون والمطرودون بعد خراب البلد من العمال المعتصمين علي رصيف مجلس الشعب في نزهة خلوية؟. أما الحديث عن البطحة التي علي رءوس أعضاء الحزب الحاكم فهو تأكيد لوجودها المعلن والفاضح، والبطحة ليست واحدة فالبطحات بعدد غرقي عبارة ممدوح إسماعيل أمين الحزب الوطني السابق وأراملهم وأيتامهم وثكلاهم، البطحات بعدد قطع الآثار التي هربها طارق السويسي القيادي سابقا بالحزب الوطني القابع بالسجن حاليا، البطحات بعدد قضايا الفساد والأموال المهربة وأبطالها من نجوم الحزب الحاكم، وبعدد أمتار الأرض المصرية التي تم التفريط فيها للغرباء والمغامرين والمحتكرين. وعدوا يا مصريين فالبطحات علي رأس الحزب الوطني حتما ستتجاوز المليون بطحة بكثير.