من حق مصر تلك البلاد الواقعة في أخطر بقعة من الكرة الأرضية وفي ملتقي ثلاث قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا وصاحبة الحضارة منذ فجر التاريخ أن يطلق عليها صاحبة الشعب العظيم العريق القادر علي تحويل دفة الأحداث لصالحه ولصالح بلاده حتي ذكرها الله سبحانه في كتابه العزيز مرات عديدة ومنها ما قاله في قرآنه "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" وذلك بفضل قوة هذا الشعب وإرادته وتحديه لكل الأحداث منذ قديم الزمان حتي العصر الحديث فهو الذي قهر التتار وطرد الهكسوس وأجبر علي المستعمرين علي الخروج بعد استعمار طال سنين. شعب مصر الوحيد الذي أنطق الاستعمار الانجليزي بالعربية ولم يطبع لغته علي ابناء هذا البلد مثلما فعل في كل البلاد التي اغتال فيها شعوبها وبدل لغته إلي لغة المستعمر وتحولت إلي الانجليزية والفرنسية والبرتغالية. ولم يستطع أي مستغل أو قاهر أن يهزم شعب مصر الذي قضي بثوراته علي كل غاصب بخروجه وبثوراته الشعبية التي أطاحت بالسفير الانجليزي بعد حادثة دنشواي عام 1906 وواجه رصاص المستعمر في ثورة 1919 والذي أنهي حكم الملكية في ثورة 1952 إلي أن تجلت قدرات الشعب في الثورات الثلاث الأخيرة في 25 يناير 2011 عندما نجح في طرد رئيس متجبر ظل جاسما علي صدر الشعب ثلاثين عاما عاث فيها فسادا بالنهب والسرقة والتخلف والدكتاتورية إلي أن نجحت ثورة الشعب في القضاء علي النظام الطاغي وفلوله وبنفس القوة والعزيمة والكرامة رفض حكم الاخوان الذين عاثوا في الأرض فسادا وأراد العودة بهذه الأمة إلي الوراء وعهد التخلف والجهل بعد أن نهب ثروات البلاد في سنة واحدة لينجح الشعب في عزل الرئيس المنتخب الذي حول البلاد إلي عزبة وتركة ينهب فيها بلا رحمة وبلا عدل.. إلي أن جاءت الثورة وأطاحت بالرئيس المنتخب وعشيرته. ورغم ما تعرض له الشعب من قسوات الاخوان ونهبهم لثروات البلاد وتحويل الأجواء إلي خراب وأدخل البلاد في حروب مع عناصر خارجية استعان بها وعاث بهم في الأرض فسادا يسرق ويدمر ويقتل بكل الأساليب التي تنوعت بين المظاهرات المعادية وقتل الأبرياء من النساء والرجال والصغار ليتحول الي أسلوب السيارات المفخخة والاسلحة المهربة.. ومع ذلك لم يخف الشعب ولم يتراجع ولم ترهبه تلك التصرفات المعادية والتي جاءت تاكيدا علي هزيمته. وكانت الثورة الثالثة علي عصابة الفساد والإخوان في صورة ما جري بالأمس من خروج افراد هذا الشعب بالملايين واحتشدت في جميع الميادين بأرض مصر من كل جهاتها الاربعة الشرق والغرب والشمال والجنوب وملأت الميادين والشوارع غير عابئة بتصرفات الارهاب الاسود واحتفلت بالذكري الثالثة للثورة الأم 25 يناير 2011 واعلان انتصار الدولة وأكد أن الشرعية هي يد الشعب العظيم وفي نجاحه استرداد ثورته بعد ان شارك افراد الشعب بكل طوائفه في الاحتفالية بلا حزبية ولا طائفية لكن نسيج واحد من شعب واحد وهدف واحد أن هذه الأمة لن تركع وان هذا الشعب لن ينكسر وإن ارادته واختياره لقادته لن يفرض عليه ولكن سوف يأتي بقناعته وحده بعد انتصاره في معاركه ضد الارهاب والتاريخ ليزداد التأكيد ان الشعب المصري شعب عظيم تراه وقت الشدائد من أعظم شعوب العالم.