مصائب قوم عند قوم فوائد.. هذا المثل المأثور ينطبق علي حال تجار الاسكندرية حيث أدت الثورة الليبية إلي عجز تجار ليبيا عن استلام بضائعهم التي تم الاتفاق علي استيرادها من الخارج. مما دفعهم إلي ضخ هذه السلع وتحويل مسارها إلي الأسواق السكندرية حيث تباع بنصف سعرها الحقيقي علي الأرصفة والتي لاقت إقبالاً من قبل المستهلك والذي فوجئ بجودة السلع ورخص ثمنها في آن واحد. "المساء" قامت برصد هذه الظاهرة.. وفي البداية يقول جمال جاد الكريم "40 سنة" "حرفي": فوجئت عند ذهابي إلي منطقة البيطاش بتجمع الأفراد علي أحد الأرصفة لشراء سلع غذائية وبضائع مستوردة بأسعار زهيدة واغتنمت الفرصة وقمت بشراء بعض السلع الغذائية وذلك بعد تأكدي من صلاحيتها الممتدة حتي عام 2012 كما أنها فرصة لتوفير بعض الدخل لأسرتي. يوضح أحمد محمد "تاجر متجول" "55 سنة" أنه يبيع المياه الغازية والكمبود وعلب الصلصة بأسعار رخيصة لا تتجاوز نصف سعرها الحقيقي بعد تأكده من أنها صالحة للاستخدام. مشيراً إلي أنه يراعي الله قبل أي شيء ويبيع ما يرضي أن يأكله أولاده. لافتاً إلي أنه لا يوافق علي أن يخاطر بخسارة كبيرة من أجل مكسب سريع. لأن البائع سمعة وأنه يمارس هذا العمل منذ 30 عاماً بسوق القاهرة بمنطقة سيدي بشر. ومعروف عنه أنه يبيع البضائع الجيدة بسعر مناسب. أشار إلي أنه انتهز هذه الفرصة لكي يقدم لزبائنه أصحاب الدخل المتوسط البضائع الجيدة وبأسعار رخيصة. تؤكد سوزان منصور "ربة منزل" أنها لا تهتم بالسلع رخيصة الثمن أكثر من اهتمامها بجودتها ومدي صلاحيتها. مشيرة إلي أن السلع التي أغرقت السوق السكندري كانت تتميز بجودة المنتج ورخص الثمن الذي يناسب جميع الفئات. مضيفة أن هذه السلع تضمنت مواد غذائية وملابس ومستحضرات تجميل لماركات عالمية كان يصعب الحصول عليها من قبل بنفس الأسعار. يستكمل الحديث عبدالنعيم الششتاوي أنه برغم وجود سلع تموينية بمنزله إلا أنه قام بشراء كمية أخري من المواد التموينية وأرجع رخص ثمن هذه البضائع إلي عدم مرورها علي جهات رقابية أو تموينية أو صحية قائلاً: إذا كانت مرت علي هذه الجهات لوصل سعرها إلي أكثر من ثلاثة أضعاف سعرها التي تباع عليها. يضيف سعيد مرزوق: وجدت سلعًا غذائية جيدة وبسعر رخيص وتأكدت من تاريخ صلاحيتها فما المانع من شرائها وأن تباع بأقل الأثمان عن الأسواق؟! تابع قائلاً: انتهزت الفرصة واشتريت احتياطياً من علب الصلصة لأن سعرها مرتفع هذه الأيام حيث تباع هنا بخمسة جنيهات. في حين أنها تتعدي ال 10 جنيهات في الأسواق فضلاً عن شراء الكمبود الليبي الذي يباع ب 5 جنيهات. أوضحت مني رضوان أنها كانت متخوفة من تزوير تاريخ الصلاحية ولكنها تأكدت من ذلك عندما وجدت تاريخ الصلاحية محفوراً علي معلبات السلع الغذائية المباعة بسوق الحقانية بمنطقة المنشية.