ذكر معهد جالوب الأمريكي لاستطلاعات الرأي أن 3% من الشعب المصري أي ما يقرب من مليوني شخص قد غيروا موقفهم من الدين وفقدوا ثقتهم فيه.. ورغم أن كثيرين يشككون في صدق هذا الاستطلاع وتوجهاته وأهدافه إلا أن بعض وسائل الإعلام المحلية والعالمية أخذت علي عاتقها الترويج لما تسميه ب "ظاهرة" الالحاد والملحدين في مصر. والسؤال: ما هو موقف الأزهر والكنيسة في مواجهة هذه الظاهرة الغريبة علي المجتمع المصري الذي عرف منذ فجر التاريخ بتدينه الشديد؟! د. عبدالفتاح ادريس أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر يري أن السبب في ظهور قضية الملحدين هو عدم الالتزام بشرع الله سبحانه وتعالي ممكن يكون قدوة لهم.. ومن ثم فإن هؤلاء الملحدين كفروا بكل قيم المجتمع الدينية أو العرفية ونظروا إلي الماديات البحتة باعتبار أنها تحقق لهم ما يطمحون إليه وهذا الالحاد ليس وليد اليوم وانما هو من تراكمات الماضي ومن مظاهره احتقار الملتزمين بشرع الله تعالي من أفراد هذا المجتمع وهذا الاحتقار ظهر أثره في اضطهاد الملتحين والمنتقبات والمحجبات من سفهاء هذا المجتمع. وهذا أمر متيقن من الواقع المعاش والذي ظهر بصورة واضحة بعد أحداث التظاهرات التي أعقبت عزل الرئيس السابق والتي كانت لها تداعياتها حيث أخذ المجتمع بجريرة من أساء لهذا المجتمع وقد رسخ هذا الالحاد وجلاه وأظهره بصورة واضحة كثيراً من وسائل الإعلام التي تطفح بالعلمانية وتدعو إليها وتحقر من شأن الالتزام بالدين.. وأبسط الأمثلة علي هذا التناول الفج برموز الدين وعلمائه في مصر من تهكم وسخرية ومحاولات النيل منهم وهذا كله ما هو إلا صورة فاعلة لمن ألحدوا في دين الله تعالي ولم يلتزموا بشرعه. أكد د. ادريس أن معالجة هذه الظاهرة ليست بالكلام والخطب الرنانة والشعارات الجوفاء الغثة التي سئم الناس ترديدها وانما يكمن العلاج في اجتثاث جذور احتقار الدين من نفوس هؤلاء الملحدين لأن معالجة الداء انما تكون من خلال اقتلاع أسبابه وبدون ذلك سوف يزداد عدد الملحدين حتي نجد في هذا البلد كثرة كاثرة من أهله لا يؤمنون بالله رغم أن أسلافهم كانوا من الورع بحيث يصدق علي أكثرهم أنهم كانوا يترسمون نهج السلف الصالح من هذه الأمة. د. محمد أبوليلة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر قال ان الملحدين ليسوا ظاهرة العصر بل هم موجودون في كل زمان ومكان وإلا ما أرسل الله تعالي الأنبياء لهداية البشر.. ويري أن الهدف من الحديث عنها هذه الأيام سياسي لضرب التيار الإسلامي في مقتل وتشتيت أفكار الشباب.. كما أن ضعف الايمان أو التعمق الزائد عن الحد في الدين يفقد الانسان توازنه ويبلبل أفكاره وعقله فيحتار بين الأمور المادية والتطرف حتي يصيبه اليأس والضعف ويفقد وعيه الإيماني. يري د. أبو ليلة أن المتأسلمين الذين تعج بهم الفضائيات وينشرون التشدد والتطرف ويبعدون بأفكارهم عن سماحة الدين هم الذين أبعدوا الناس عن الدين وساعدوا في كرههم له والاتجاه للالحاد لذلك يجب التصدي لهذه الفئة وتبصير الجماهير بمبادئ الدين الصحيحة حتي يعود كل ملحد إلي رشده ووعيه. د. حمدي طه الأستاذ بجامعة الأزهر يشير إلي أن من أسباب الالحاد عند شبابنا الشك وعدم وجود القدوة التي يقتدي بها الشباب فهم يسمعون وينظرون فاذا سمعوا سمعوا كلاما طيبا واذا نظروا إلي القاتل الذي يستمعون اليه يجدونه علي عكس ما يقول فتنتاب الشباب الحيرة. كما ان انقسام أهل الأديان إلي شيع وأحزاب وجماعات وفرق كل منهم يطعن في الآخر ويكفره أيضا من الأسباب الرئيسية بالاضافة إلي المواقع الالكترونية التي تدعو إلي الإباحية والتحرر من الأديان مما يجعل بعض ضعاف القيم الدينية يلجأون إلي تمثيلها وتقليدها بجانب الغياب الكامل لدور الأزهر والكنيسة في دعوة الناس إلي الإصلاح والعمل الصالح. يري د. طه أنه لابد أن تقوم المؤسسات الدينية بدورها في تبصير الشباب بأمور دينهم الصحيحة فيقوم الأزهر بنشر الدعوة الاسلامية الصحيحة وتقوم الكنيسة بتطوير خطابها الديني وأن يعيد المجتمع النظر في النظام القائم بوزارة الأوقاف فلا يجوز بحال من الأحوال أن يعلو المنابر شباب حديث التخرج لا يحسنون الالقاء ولا توصيل المعلومة الدينية الصحيحة.