حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«ملحدون» فى عصر الإخوان مصريون ملحدون مسلمون ومسيحيون يحكون تجربتهم ويؤكدون: سنتزايد.. ووصول «الإسلاميين» للحكم كشف زيف الاعتقاد بأنهم ملائكة يمشون على الأرض
نشر في إيجي برس يوم 21 - 04 - 2013

نقلا عن اليومى.. «الشعب المصرى متدين بطبعه».. عبارة تقليدية دأب الكثيرون على إطلاقها عند توصيفهم علاقة الشعب المصرى بالأديان.. لكن ذلك لا ينفى وجود ظواهر ترفضها طبيعة الغالبية من أبناء الشعب المصرى سواء من المسلمين أو المسيحيين، وبينها ما يؤكده البعض عن وجود ملحدين ويذهبون إلى أن هذه الظاهرة قد تكون تزايدت فى الفترة الأخيرة. الخلاف حول حجم الظاهرة ومدى انتشارها فى مصر لا ينفى حقيقة وجودها منذ فترة، وهو ما يرصده البعض عبر انتشار صفحات بالفضاء الإلكترونى تتحدث صراحة بلسان ملحدين وتدعو إلى الدفاع عن حقوقهم، كما تؤكده حالات التقت بهم «اليوم السابع» وتحدثوا إلينا بعد أن شددوا على رفضهم نشر أسمائهم منعا للتعرض لأى نوع من الأذى قد يصل إلى حد الموت! حقيقة الروح.. الجنة والنار، الثواب والعقاب، والإيمان بالغيبيات.. أسئلة كثيرة يطرحها هؤلاء الناس –الملحدون– على أنفسهم، بعضهم يصل للاقتناع المطلق ويمسك بتلابيب الحقيقة الإيمانية ويرضى بالمسلمات، فيما البعض الآخر ينتهى به الأمر لرفض الكل والإبحار فى عالم الإنكار وعدم اليقين الدينى.. تلك الفئة الأخيرة إذا أردت أن تثبت أى شىء لهم لابد أن تجتهد فى ذلك بشكل مادى ملموس، ف«هم من هواة الجدل» كما قال دكتور مصطفى محمود فى مؤلفه الأشهر «حوار مع صديقى الملحد»، أسباب مختلفة دفعتهم إلى هذا الاتجاه فما بين التمرد على الأديان والتشكيك فى أصولها كانت النتيجة النهائية برفضها كافة، لا فرق بين مسلم ومسيحى فالإله بالنسبة لهم غير موجود، نتيجة توصلوا إليها بقناعة تامة ولا تراجع عنها حتى وإن تسبب ذلك فى أن يواجهوا عقبات أو تخوفات إما بالمطالبة بإهدار دمهم أو الطرد من العمل أو التعرض لمشاكل أسرية. م. ف: من الأزهر إلى التصّوف إلى الإلحاد م.ف: خريج الأزهر الذى تحول إلى التصوف فى فترة ثم انتهى به المطاف إلى الإلحاد، يقول إن وصوله لهذه النتيجة استغرق 7 سنوات من البحث والتدقيق فى كل شىء.. هو شاب فى السابعة والعشرين من عمره تخرج فى الأزهر فى عام 2003 مما جعله مطلعا على النصوص الدينية بشكل جيد وفقا لما أكده. م.ف يقول: استغرقت 7 سنوات من القراءة والبحث والتنقيب واتجهت فى فترة ما إلى التصوف، إلا أننى اتخذت قرار الإلحاد تحديدا فى شهر أكتوبر عام 2010، مشيرا إلى أنه لم يكشف عن إلحاده لأسرته فهو لا يعلن عن ذلك إلا على نطاق ضيق جدا بين من يثق بهم وبفكرهم قائلا: اثنان فقط من إخوته على علم بالأمر لأنه لمح فيهم قدرا كافيا من التفتح يسمح بأن يكاشفهم. ويؤكد أنه غير موافق على نشر الإلحاد الآن فى مصر قائلا «فى الحالة التى نعيشها فى مصر وحجم الجهل نشر فكرة عدم وجود إله يسبب مشاكل كبيرة»، واصفا مطالبات بعض الملحدين بوضع مادة لهم فى الدستور ب«الخيالى» متسائلا كيف يمكن أن نطالب بذلك ونحن مازلنا غير قادرين على الكشف عن كوننا ملحدين حتى لا يهدر دمنا؟. ويتابع: «نحن نعيش فى مجتمع لا يعترف حتى بحقوق الآخر فهل يعقل أن يعترف بنا كملحدين، مشيرا إلى أن كل ما يأمله فى هذه المرحلة أن تكون له آراؤه وتوجهاته الخاصة دون الدخول فى أى صدام مع المجتمع.... «أعدادنا ستتزايد والأديان ستندثر بالعلم «بهذه الكلمات يؤكد» م.ف «ثقته فى ارتفاع نسبة الإلحاد فى مصر خلال الفترة المقبلة مرجعا ذلك لعدة أسباب». ويقول مفسرا: «زيادة الأعداد تعود بسبب رئيسى لثورة يناير التى أحدثت حالة من الجرأة بالإضافة إلى أن وصول الإسلاميين للحكم جعلهم ينزلون أول مرة إلى أرض الواقع وصورتهم الحقيقية انكشفت خاصة أن الناس كانت تعتبرهم ملائكة يمشون على الأرض»، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يتم تكوين روابط للملحدين فى مصر لافتا إلى أنهم يكتفون بالتواصل الاجتماعى من خلال «الجروبات» على صفحات «الفيس بوك»، مؤكدا أن كثيرا من الملحدين يتخفى تحت اسم العلمانيين لأنه لا يستطيع أن يواجه المجتمع بإلحاده. هذا الشاب لم يكن الوحيد الذى أكد على أن الثورة ساعدت فى ازدياد أعداد الملحدين، فالبعض ربط بين ثورات الربيع العربى والكشف عن عدد الملحدين فى هذه الدول أو على الأقل الكشف عن إلحادهم بشكل أكبر مما قبل على خلفية مساحة الجرأة والحرية التى ساعدت هذه الثورات فى نشرها فى المجتمعات العربية، ووفقا لآخر التقارير فإن مؤشرا حديثا لمركز تحالف الإلحاد الدولى أوضح أن ما يزيد على 333 مصريا سجل بياناته حتى الآن للانضمام لتجمع الملحدين. ومن ملاحظة عدد الدخول على الصفحة الخاصة ببيانات المصريين وجد أن عددهم زاد 4 خلال أقل من 12 ساعة، ذلك بالمقارنة ب133 عضوا فى الأسبوع الأول من تأسيسه، مما يشير إلى تزايد التردد على الموقع الذى تم إنشاؤه فقط فى 7 ديسمبر الجارى. ويظهر موقع المنظمة التى تضم جماعات وأفرادا ملحدين وغير دينيين مهتمين بدعم أفكارهم والدفاع عنها، أن %47.2 أى ما يعادل 136 من المصريين المسجلين لديها يفضلون وصفهم ب«الملحدين» فيما يفضل %18.1 وصفه بأنه «لا قدرى» و%12.8 بأنه «لا دينى». ويمثل المصريون الأعضاء بالمنظمة %87.2 بواقع 251 شخصا مقابل %11.5 أى 33 من المصريين المسيحيين، ويبدو أن هناك تفوقا واضحا فى نسبة الملحدين من الذكور فى مصر مقابل الإناث بواقع 242 إلى 42، واللافت أن هناك 4 أشخاص لم يصفوا فئتهم الجنسية. ومن بين حوالى 333 مصريا مسجلا ضمن المنظمة فإن هناك 175 يقعون فى الفئة العمرية من 15 إلى 24 عاما، و131 شخصا فى الفئة العمرية من 25 حتى 34 عاما، وتشير البيانات إلى أن %75.1 من المسجلين حاملون مؤهلات عليا، فيما هناك %18.7 مازالوا يدرسون فى الجامعة والنسبة المتبقية هى من طلاب المرحلة الثانوية والحاصلين على دبلومات. ويشارك 211 تونسيا حتى الآن فى عضوية المنظمة عبر الإنترنت، يفضل %46.9 منهم وصفه بالملحد و%14.7 وصفه بغير الدينى وحوالى %85 من هولاء يقعون فى الفئة العمرية من 15–34 عاما و%75.4 من الذكور. وبالنظر إلى بعض الصفحات الخاصة بالإلحاد على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك وجد أن بعضها تم تأسيسه بعد الثورات الربيع العربى ومن ضمنها صفحة الملحدين المصريين التى تأسست فى شهر يوليو عام 2012، الملحدين التونسيين فى مارس عام 2011 أى بعد شهرين من انطلاق الثورة التونسية، فى حين تأسست صفحة «شبكة الملحدين واللادينيين السوريين لدعم الثورة السورية» فى مايو 2012. م. س: فصلت من عملى بسبب إلحادى وأسرتى المسيحية تقبلت الأمر بصعوبة. وصول البعض إلى مرحلة الإلحاد لا يتعلق بديانة معينة ففى مصر يوجد مسلمون ومسيحيون اتجهوا نحو الإلحاد ومن هؤلاء الشاب المسيحى «م.س» والذى أعلن عن رفضه للمسيحية وخروجه من الأديان كافة. ويقول «م.س» الذى ألحد وهو فى سن ال19 عاما: وجدت فى النصوص الدينية المسيحية ما يختلف مع عقلى ومتطلبات الواقع وهو ما جعلنى أتخذ قرارى بالإلحاد»، مضيفا: «أسرتى بدأت تُلاحظ تقصيرى الشديد فى ممارسة طقوسى الدينية خاصة أن أسرتى مسيحية متدينة، والمتدين فى مصر لا يكتفى بتدينه وإنما يريد أن يرى الآخرين متدينين مثله وبدأت أسرتى تسألنى لماذا لا تقرأ الإنجيل؟ لماذا لا تذهب إلى القداس يوم الأحد؟ لماذا لا تصوم؟ لماذا.. ولماذا..؟ وكنت دائما أتحجج بأننى مشغول إلى أن صارحتهم بالحقيقة بشكل مخفف معلناً رفضى للدين ككل فقالوا يعنى انت بقيت كافر، بقيت ملحد، أخبرتهم بأننى لم أكفر وإنما عبدالله على طريقتى الخاصة لأننى أعلم أن واقع كلمة ملحد أو كافر على المتدينين صعبة للغاية». ويضيف: عدد الملحدين تزايد فى الفترة الماضية بسبب ما يصفه بالخطاب الدينى المنغلق الرجعى سواء فى الجانب المسيحى والمسلم، معبرا عن تمنياته بأن يجد الملحدون حماية دستورية وقانونية، محذرا من أن زيادة المضايقات له ستدفعه إلى اللجوء للمنظمات الحقوقية قائلا: إذا لم توفر لى الدولة حقوقى فبإمكانى التمرد عليها، مشيرا إلى أنه يعلم أن مصر موقعة على الميثاق الدولى لحقوق الإنسان وملزمة باحترام كل بنوده وأى مخالفة من جانبها ستواجه بفرض عقوبات عليها ومن الممكن إلغاء عضويتها فى الأمم المتحدة. ويرى م.س أن أحداث يناير لم تؤثر على الفكر ولم تجعل إنسانا يلحد وإنما جعلت المجتمع المصرى يعلن عن آرائه بوضوح «ولذلك سمعنا بعد الثورة مصطلحات مثل مسلم ليبرالى وعلمانى ومدنى وتنويرى»، فيما يشير إلى أنه دفع ثمن إلحاده بفصله من عمله بعد أن أخبره مديره أنه رأى نشاطه على «الفيس بوك» وقال له: لو أحد العملاء عرف أنك ملحد وتعمل معنا ستكون سمعتنا سيئة فى السوق. هذه الطريقة فى تعامل مؤسسات المجتمع مع الملحدين ترفضها الدكتورة هدى زكريا –أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب– جامعة الزقازيق والتى تؤكد أنه لا يجب طردهم من عملهم بسبب إلحادهم، واصفة مثل هذه السلوكيات فى مواجهة الإلحاد بأنها «غباء»، وتؤكد أستاذة علم الاجتماع أن المؤسسات لا يجب أن تحاسب الأشخاص على ما يدور برأسهم من أفكار مذكرة بأن الله تعالى يقول «من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر»، مضيفة أنه سواء كان الشخص ملحدا أو مؤمنا فهذا معتقد يتعلق به هو ولا يجب أن يعاقب عليه، موضحة أن الملحدين واللادينيين موجودون فى كل العصور، حتى إنهم كانوا موجودين فى قلب الخلافة الإسلامية فى الدولة العباسية والأموية لافتة إلى أن الإلحاد يصاحب البشرية كما يصاحبها الإيمان. وتوضح زكريا أن طبيعة ونوع الخطاب الدينى والقضايا التى يتم تناولها من الممكن أن تساعد على زيادة معدلات الإلحاد «فلكل فعل رد فعل وإذا قدمت خطابا دينيا متطرف فمن الممكن أن يتطرف البعض بالاتجاه نحو الإلحاد»، لافتة إلى أن هذا الخطاب فى الخمسينيات والستينيات كان فى منتهى الرقى على عكس ما نشهده حاليا، مشيرة إلى أن البعض ربط بين هذا الخطاب الدينى والدين نفسه، مما جعلهم كارهين للأديان. «م.ن»: أرفض مهاجمة الأديان «14 يوما من القراءة المتعمقة فى الكتب الدينية كانت كفيلة لاتخاذ قرارى بالإلحاد».. هكذا يقول «م.ن» «20 عاما»، مضيفا : ولدت لأبوين مسلمين وأحسب نفسى على الإسلام لمدة أسبوعين قرأت فيهم عن الإسلام وفيما بعد بقيت ملحد»، موضحا أن والده كان يملك مكتبة كبيرة وبالتالى كان لديه فرصة للقراءة الكثيرة إلا أنه على حد قوله لم تقنعه فكرة وجود قوى عظيمة تتحكم فى الدنيا، ويتابع: «قرأت كثير من الكتب الدينية لكنى لم أقتنع بالفكرة فى مجملها»، مؤكدا رفضه تخصيص صفحات للهجوم على الأديان واصفا من يقومون بذلك بملحدى الموضة، مضيفا: «الهجوم على الدين دليل على عدم ثقة الملحد بما هو فيه». وعن مطالب بعض الملحدين بإضافة مادة خاصة بهم فى الدستور والاعتراف بهم يقول إنه لا يفضل أن يتم تقسيم الشعب إلى مسلم ومسيحى وملحد وغيره «ومن الأفضل أن نكون مصريين وكل واحد يمشى بالتوجه اللى هو عايزه»، مؤكدا أنه لا يرى أيضا حاجة لتكوين روابط خاصة بالملحدين. تحذيرات المؤسسات الدينية تزايدت فى الفترة الأخيرة من انتشار الإلحاد فى الدول العربية ففى شهر ديسمبر الماضى حذر المجمع الفقهى برابطة العالم الإسلامى، فى ختام اجتماعاته فى مكة المكرمة، من بوادر إلحاد فى بعض المجتمعات الإسلامية والتشكيك فى الدين الإسلامى الحنيف»، وحذر المجمع فى بيان له من «خطورة أمر الإلحاد على عقيدة الأمة، ووجوب المسارعة إلى الوقوف فى وجه هذه الظاهرة المشينة، وتنبيه المسلمين إلى فداحة أمرها»، داعياً «الحكومات الإسلامية إلى القيام بمسؤولياتها بالتصدى لبوادر الإلحاد، ومنع قنواته وطرائقه ورموزه من التمكن من وسائل التوجيه والمخاطبة للأجيال»، فيما لم يحدد المجمع الفقهى، الذى يعتبر من أبرز المراجع تأثيراً فى الإسلام السنى، المجتمعات أو الدول التى ظهرت فيها بوادر الإلحاد. وطالب المجمع بتعزيز مكانة القضاء الشرعى، ودعوة وزارات التعليم العالى والجهات المختصة إلى التوسع فى إقامة المعاهد والكليات الشرعية، مؤكدا على أهمية الواجب المُحتم على كل مخلص لدينه وأمته أن يبادر إلى الإسهام فى توعية الأجيال الناشئة بحقائق الإيمان، وتربيتها على تعظيم شعائر الإسلام، وعلى الهدى والخير، ومحبة الله ورسوله، وتوثيق صلتها بذلك فى نفوس أبناء الأمة وبناتها، لتحقيق قيمها وآثارها فى نفوسهم وأخلاقهم، وتحصينهم بالوسائل الإيمانية والفكرية الملائمة لهم. «ف.ن»: الخطاب الدينى دفعنى للإلحاد «لم يكن معقولا بالنسبة لى فى مراحل عمرى المبكرة
أن أصدق ما يرويه المعلمون من تراث دينى.. كنت سأقبل الدين لو أنه مجموعة نصائح».. كانت هذه هى وجهة نظر «ف.ن» التى انطلق منها لرفض المعتقدات جميعا وإعلان إلحاده، مضيفا: الخطاب الدينى والظروف التى نعيشها هى التى دفعتنى إلى أن أكره الدين كما أننى فى مراحل مبكرة من حياتى فى الصف الثالث الابتدائى تحديداً لم أكن أعقل أغلب القصص التى يرويها المعلمون عن معجزات السابقين. القمص صليب متى ساويرس: الملحدون أعدادهم قليلة جداً.. ومن يصل للإلحاد غالبا ما يكون تربى بعيداً عن الكنيسة وتعليقاً على الانتقاد الموجه للخطاب الدينى يؤكد القمص صليب متى ساويرس كاهن كنيسة مار جرجس بشبرا أن الخطاب الدينى المسيحى يلتزم بقراءات تتلى من الكتاب المقدس وكلها تدور حول موضوع واحد أو فضيلة واحدة ولا يستطيع الواعظ الخروج عن هذا الإطار لأن منبر الكنيسة للتعليم الدينى فقط، مؤكدا أن الكنسية مؤسسة روحية ودينية لا علاقة لها بالسياسة، مشددا على أن الملحدين المسيحيين عددهم قليل جدا «وغالبا ما يكون هؤلاء الأشخاص نشأوا وتربوا بعيدا عن الكنسية»، معتبرا أنه على الكنيسة أن تفتح حوارا مع الملحدين، وأن تستوعبهم ولا ترفض النقاش معهم مشيرا إلى أن معظم من يتجه إلى الإلحاد سيأتى عليه وقت يحتاج مرة أخرى للرجوع إلى الله، موضحا أنه واجه حالات خلال فترة عمله كمفتش للوعظ الدينى فى قطاع السجون كادت أن تصل إلى الإلحاد، قائلا «خلال تلك الفترة قابلت بعض الأشخاص ممن رفضوا الدين، بسبب ما يمرون به من أوضاع سيئة وتناقشت معهم فى العقيدة المسيحية وذكرتهم بتاريخ أجدادنا مما ساهم فى رجوعهم مرة أخرى للدين المسيحى ولذلك لا يجب أن نلفظ الملحدين وألا نفقد الأمل فى رجوعهم». وبدوره يؤكد الدكتور محمد أبوليلة أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أن الإلحاد مجرد ظاهرة سريعة الزوال ستنقضى وتنتهى سريعا لافتا إلى أن الشعب المصرى متدين سواء كان مسلما أو مسيحيا، مضيفا أن الإلحاد ليس له ساق يقف عليه، وأن من كل العلماء والمفكرين دخل إلى عالم الإلحاد ما نسبته %5 فقط. ويعترف أبو ليلة أن هناك تقصيرا فى الخطاب الدينى إلا أنه يؤكد أن هذا القصور لا يؤدى إلى الإلحاد، مشددا على ضرورة وجود خطة لتدريب الأئمة ورفع مستواهم للوصل إلى خطاب دينى صحيح لا يوجد له قصور. وأضاف أبوليلة: نحن ننادى بتحسين الخطاب الدينى على المستويين الإسلامى والمسيحى للوصول إلى وضع سليم فى مصر، رافضا الدعوات لإهدار دم الملحدين أو التعرض لهم بأذى مؤكدا على ضرورة فتح حوار معهم على ألا يكون ذلك فى وسائل الإعلام «لأن الجمهور فى مصر قد لا يستوعب ما سيدور من نقاشات»، مشيرا إلى إمكانية أن تتم هذه الحوارات فى الجامعات أو المؤسسات الأهلية أو النوادى، مطالبا العلماء بالاستماع للملحدين والرد عليهم ومحاججتهم بما يساعدهم فى العودة إلى الدين.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.