اتشح سكان شارع المشير وميدان سيدي جابر بالسواد بعد أن تحولت المنطقة إلي مثال للدمار لقيام جماعة الإخوان وأتباعهم بتحطيم أرصفة المنطقة الشمالية ورخام السكة الحديد وأرصفة شارع المشير لاستخدامها في الاعتداء علي قوات الشرطة والجيش في الليلة الدامية التي عاشها ميدان سيدي جابر أول أمس. تحولت سيدي جابر إلي "مزار" بعد أن توافد أبناء الإسكندرية للمنطقة لرؤية العقار الذي ألقي منه طفلان عمرهما "12" و"14" سنة من أعلاها من مجموعة من حاملي أعلام تنظيم القاعدة وانتشر فيديو بالإسكندرية يوضح هذا العمل الوحشي. الدماء انتشرت بالشوارع وأبواب العقارات والحوائط وهو ما دفع سكان المنطقة لإلقاء كميات كبيرة من المياه لغسل الشوارع بعد أن انتشرت رائحة الدم والموت. قامت "المساء" بجولة في شارع الأحزان ليروي أبناء المنطقة مآسي الشهداء. يقول محمد الصاوي محمد "صاحب كافتيريا الصاوي" خلف مسجد سيدي جابر لقد فوجئت بدخول مجموعة من مؤيدي الثورة من نساء وأطفال للاحتماء بالمقهي من اعتداء جماعة الإخوان.. ولم تمض دقائق إلا وقام "20" من الملتحين باقتحام المقهي وإلقاء قنابل المولوتوف لإحراق كل من فيها. والحمد لله ان باب المقهي واسع حيث تمكنا من إخراج الجميع وللأسف كل من يخرج كان يضرب بضراوة دون مراعاة لنساء أو أطفال. أضاف لقد احترق المقهي ولولا تدخل قوات الدفاع المدني في الوقت المناسب لتبريد أنابيب البوتاجاز لانفجر المكان بأكمله. تساءل.. لمصلحة من يحدث ذلك؟ لقد توافد علي الميدان منذ يوم 28 يونيو الآلاف من الأسر في مظاهرات سلمية تعاملت معنا بأدب واحترام وغادرت لنفاجأ بهؤلاء الذين قطعوا عيشي وعيش العمال بالمقهي لخسائري التي تتعدي ال "300 ألف جنيه". أما يوسف عزيز "مكوجي" فيقول: حضرت محلي لفتح لأفاجأ بأنه غارق بالدماء سواء علي الباب والحوائط ومن شقة الدماء تسريب من أسفل الباب إلي الداخل ولم أر في حياتي مثل هذه الدماء.. لقد عشنا احتفالات "30 يونيو" وسط حشود دون أذي من أحد فمن هؤلاء؟ ولمصلحة من يخربون ويذبحون أبناء وطنهم! أما سعيد ربيع "موظف" فيقول شاهدت بعيني "6" ملتحين يقومون بتحطيم سيارتي واللي وضعتها أسفل منزلي ولم أستطع النزول وإلا لقتلوني وسرقوا سماعات وبطارية السيارة ثم قاموا بتجميع الطوب بداخلها وعثرت أيضا علي صندوقين مولوتوف وسيف حيث استخدموها كمخزن لهم. يقول محمد رجب صابر "صاحب كشك للحلوي" علي محطة سيدي جابر ظل المواطنون يترددون أسبوع وأكثر بالآلاف علي الميدان دون أي أذي بل علي العكس كنت أشعر انني أتعامل مع أسرتي أما جماعة الإخوان فمنهم لله.. فعن أول المظاهرات حذرتهم من الهجوم علي الكشك لأنه أكل عيش فأكدوا لي علي سلمية مظاهراتهم.. وما هي إلا لحظات حتي هاجمني مجموعة منهم وسرقوا السجائر بقيمة "ستة آلاف جنيه" و"ألفين جنيه" حصيلة مبيعاتي وسارعوا بالفرار ولم أتمكن من الدفاع عن نفسي لحملهم للسلاح والسيوف. أضاف وفور حضور مؤيدي الثورة قاموا بمساعدتي في جمع بضاعتي ووقفوا لحمايتي. أما سعاد متولي "من سكان المنطقة" فتقول لقد شاهدت الإخوان يحطمون الأرصفة التي قامت المحافظة برصفها مؤخرا ليستعملوها ضد الشرطة والجيش والغريب هو في "النساء" الذين ظهروا بأعداد كبيرة في المظاهرات وفوجئت بهم يحملن الطوب في أكياس لتسليمها لرجالهم ويحملون معهم الأسلحة النارية ويخفونها أسفل ملابسهم. تضيف سيدة متولي "موظفة" السيدان اقتحمن مسجد سيدي جابر بحجة الاحتماء بداخله لكنهم كانوا يخفون الأسلحة والذخيرة ويمدون بها الإخوان في تحركاتهم. أما حسن خميس محمد إبراهيم "حارس عقار" فقد فجر مفاجأة من العيار الثقيل حيث يعمل بعقار بشارع مفيد بالمنطقة حينما قال: فوجئت بالسكان يستغيثون بي لأن مياه الحنفية ينزل منها ماء مختلط بالدماء.. فصعدت أعلي العقار فوجدت داخل خزان المياه جثة "شاب مذبوح" ومعه علم مصر.. وذلك في أعقاب صعود مجموعة من الملتحين وعددهم "5" أعلي السطح وقامت مجموعة أخري بالذقون بترويع سكان العقار بالخرطوش لمنعهم من الخروج وظننا في البداية انهم استولوا علي السطة ولم نكن نعلم انهم يقتلون. أضاف قمت بمساعدة السكان بإخراج الجثة وتسليمها لسيارة إسعاف. علي الجانب الآخر قامت مديرية أمن الإسكندرية بتمشيط أندية الكورنيش المطلة علي منطقة سيدي جابر فجرا لوجود بعض الإخوان مختفين بداخلها. بينما قام المستشار ماهر بيبرس محافظ الإسكندرية بالدفع بسيارات جمع القمامة لإزالة آثار العدوان علي شارع سيدي جابر. أبناء منطقة شرق الإسكندرية شكلوا لجانا شعبية لحماية منزل الشيخ "ياسر البرهامي" نائب رئيس الدعوة السلفية بعد محاولة مظاهرات الإخوان اقتحامه من قبل. علي الجانب الآخر نظم مجموعة من النشطاء مظاهرة أمام مقر القنصلية الأمريكية تأييد الإدارة الأمريكية للرئيس المعزول. انتشرت دعوات بين أبناء الإسكندرية للمشاركة في مظاهرات اليوم لدعم مكتسبات الثورة وتحدي عملية الاعتداءات علي المتظاهرين. انضم أهالي منطقة سيدي جابر في أعقاب الأحداث الدامية التي شهدتها المنطقة إلي اللجان الشعبية ليصل عدد أعضاء اللجنة إلي "500" متطوع وقاموا بتسجيل أسمائهم لدي مديرية أمن الإسكندرية.. ولعبت اللجان الشعبية دورا حيويا حيث كشفت عن مجموعة مدعين انهم من ضباط الشرطة طالبين من المتظاهرين العودة لمنازلهم.