"الليلة الوقفة وبكره العيد".. هذا هو هتاف الآلاف من أبناء الإسكندرية الذين احتشدوا بالميادين المختلفة بسيدي جابر ومحطة مصر وكرموز وساحة مسجد القائد إبراهيم. المظاهرات بدأت منذ فترة الظهيرة بساحة مسجد القائد إبراهيم ومنطقة سيدي جابر بتجمعات من المواطنين ما بين المعتصمين والقادمين للميدان في ظل قيام ضباط الشرطة والأمناء والأفراد بمظاهرة تضم المئات وسط الهتاف.. "الجيش والشعب إيد واحدة" و"الشرطة والشعب إيد واحدة". علي الجانب الآخر أكدت الدكتورة "امتياز حسونة" "عضو نقابة أطباء مصر" أن عدد الأطباء المتطوعين بالمستشفي الميداني بسيدي جابر بلغوا "55" طبيباً وبالتالي فاقوا أعداد أطباء المستشفيات الحكومية بالإضافة إلي أعضاء هيئة التمريض المتبرعين وفرق الإنقاذ من الشباب المتطوع المدرب للتعامل في الزحام حاملين حقيبة إسعافات أولية وفي حالة أن المصاب يستدعي نقله إلي المستشفي الميداني يتم نقله فوراً. أضافت أن الأهالي سارعوا بالتبرع بالمعدات الطبية فور علمهم بوجود المستشفي.. كما نقوم بإرسال رسائل علي فيس بوك وتويتر باحتياجاتنا فيسارع الشباب باحضار ما نحتاجه.. موضحة أن الأطباء يعملون 24 ساعة للإسعافات الخاصة بالإغماءلات نتيجة للتكدس الشديد طوال اليوم. قري بنجر السكر بغرب الإسكندرية لم تكن بمعزل عن الأحداث حيث قام الأهالي بالاستعانة بتوينات وسيارات أجرة للمشاركة في مظاهرات سيدي جابر بينما قامت بعض الأسر بالسفر إلي القاهرة للمشاركة في ميدان التحرير وقام قيادات الإخوان بالمنطقة بالسفر للمشاركة في مظاهرة رابعة العدوية. اختفاء الدكتور "حسن البرنس" نائب محافظ الإسكندرية أصبح مصدر تساؤل بالرغم من تصريحاته علي فيس بوك بتواجده بالإسكندرية إلا أنه أخلي مكتبه بالمحافظة من جميع محتوياته الهامة وأجهزة الكمبيوتر واختفي منذ الأربعاء الماضي ويتردد أنه ومجموعة من قيادات الإخوان بالساحل الشمالي في حماية بعض القبائل العربية. دعوات العصيان المدني انتشرت بالإسكندرية سواء من خلال رسائل نصية أو منشورات أو سيارات تحمل ميكرفونات تجوب شوارع الإسكندرية مع الأغاني الوطنية كتصعيد خلال الأيام القادمة. نسبة ذهاب الموظفين لأعمالهم الحكومية لا تتعدي ال 25% حيث خلت أغلب الهيئات منهم. الحال بالإسكندرية بعد إعلان بيان القوات المسلحة غير الحال حيث انطلقت الزغاريد من النوافذ بالمناطق الشعبية وقام أصحاب المحال التجارية باللبان وكرموز والمنتزه والرمل وغيرها بتوزيع الشربات والعصائر وارتفعت أصوات الصواريخ لتهز أرجاء الإسكندرية. ميدان سيدي جابر شهد زحفاً نسائياً غير مسبوق في تاريخ مظاهرات الإسكندرية بمسيرات ضمت ألوف النساء ولأول مرة تظهر سيدات المجتمع الراقي بالإسكندرية في مسيرات من لوران ورشدي وهو ما دفع شباب ميدان سيدي جابر لتكوين لجان شعبية للاحاطة بالنساء طوال التظاهر. انتشرت شائعة بقيام مسيرة لأعضاء جماعة الإخوان إلي موقع التظاهر وهو ما دفع اللجان الشعبية بالاحاطة بجميع جوانب ميدان سيدي جابر. اعتلي المتظاهرون بسيدي جابر أعمدة الإنارة وأعلي سطح محطة سيدي جابر لتعليق الأعلام المصرية. وانتشرت الصواريخ المضيئة بسماء الإسكندرية بجميع أنحاء الإسكندرية.. لأول مرة يظهر جموع من "القساوسة" في مسيرة خاصة لينضموا إلي المتظاهرين وسط تحية الجميع بهم. منصة الميدان بسيدي جابر ظلت تذيع الأغاني الوطنية طوال الوقت لبث الحماس في المتظاهرين. المنطقة الشمالية العسكرية شهدت تظاهر الألوف المطالبين بنزول القوات المسلحة مرددين هتاف الجيش والشعب إيد واحدة. قام أهالي الإسكندرية بإرسال رسائل نصية "مبروك" و"اثبت 48 ساعة" للمطالبة بالتواجد بالميادين طوال مهلة القوات المسلحة. مقاهي منطقة سيدي جابر قامت بتوزيع "المشاريب" مجاناً علي روادها فور صدور بيان القوات المسلحة كما قاموا بتوزيع "الليموناده" والكركديه علي المتظاهرين. أصحاب الميكروباصات فور ظهور بيان القوات المسلحة قاموا بتحميل المتظاهرين مجاناً من فيكتوريا لمنطقة سيدي جابر. أما الصعايدة في شارع "30" بالمندرة فقد اطلقوا أعيرة نارية احتفالاً بانحياز الجيش للشعب ورقصوا رقصة التحطيب علي المزمار الصعيدي وسط زغاريد النساء. أما ساحة مسجد القائد إبراهيم فقد احتشد بها الألوف من مختلف الفئات من المناطق الشعبية بعد تكدس ساحة ميدان سيدي جابر وقام المتظاهرون بترديد كلمة "ارحل" والمطالبة بنزول القوات المسلحة. ترتب علي الزيادة في أعداد المتظاهرين توقف الحركة المرورية بشارع أبوقير والكورنيش بمنطقة محطة الرمل وسيدي جابر. قال محمد إبراهيم قائد فرقة "كبو" المسئولة عن حماية أمن ميدان القائد إبراهيم: نقوم بعملية تمشيط بواسطة الكلاب لمحيط الميدان بعد أن وردت إلينا معلومات عن محاولة إرهاب المتظاهرين والقيام ضدهم بأعمال عنف وهو ما نستعد له لتأمين الميدان. ابتكر المتظاهرون بالإسكندرية أسلوباً جديداً لحصر أعداد المتظاهرين ومعرفة امتداد المظاهرات حيث حرصوا علي اطلاق الصواريخ المضيئة في مكان ليتم الرد عليهم في مظاهرات القائد إبراهيم أو لوران أو الإبراهيمية كنوع من التواصل طوال الليل. منطقة فيكتوريا شهدت مسيرة بالطبل البلدي والهتاف الغنائي برحيل النظام وتمكنت من حشد المئات من شرق الإسكندرية حتي وصولها لسيدي جابر. عقدت الدعوة السلفية اجتماعاً عاجلاً مع ذراعها السياسية وهو حزب النور للتشاور حول بيان المجلس العسكري.. فيما أعلنت الدعوة السلفية بالإسكندرية عن كونها كياناً مختلفاً تماماً عن الجبهة السلفية. قام المتظاهرون بمنطقة برج العرب بإحراق لافتة حزب الحرية والعدالة بينما لم يتمكنوا من اقتحامه لدفاع شباب الإخوان عن المقر.