رحب خبراء التعليم بإنشاء هيئة قومية للتعليم الفني والتدريب تتولي جميع الأمور المتعلقة بالتعليم الفني سواء قبل الجامعي أو العالي وتضم كل ما يتعلق بهذا النوع من التعليم وتشرف عليه إشرافاً فنياً ومهنياً ومادياً كاملاً. طالب الخبراء بزيادة قدرات الموارد البشرية وتخصيص ميزانية ضخمة وإنشاء مجمعات تكنولوجية تضم المعاهد والمدارس والوحدات التدريبية في مكان واحد وخفض عدد المدارس وتدعيمها بأحدث التقنيات وتجهيز المعامل والورش بالإضافة إلي إدخال الماكينات الحديثة لتوفير المزيد من فرص العمل وتدعيم الصناعة الوطنية خاصة أن هذا القطاع عاني كثيراً من الظلم والإهمال في ظل النظام السابق. كانت اللجنة التشريعية بمجلس الوزراء برئاسة وزير العدل قد انتهت من إعداد مشروع القرار الجمهوري الخاص بإنشاء الهيئة القومية للتعليم الفني والتدريب المهني وسوف تتولي هذه الهيئة الإشراف الكامل علي التعليم الفني والتأهيل المهني وسينضم إليها جميع المدارس الفنية والتجارية والزراعية.. باعتبار أن الهيئة تمثل خطوة كبيرة للاقتراب من حل مشاكل التعليم الفني. الهيئة الجديدة سوف تمنح ثلاثة مؤهلات من الدبلومات وهي دبلوم الثلاث سنوات ودبلوم فوق المتوسط بعد الثانوية بعامين ومؤهل عال بعد تطوير كل أشكال المؤسسات التعليمية القائمة. * د.مجدي بخيت رئيس قطاع التعليم الفني يقول نحن في انتظار إصدار قرار جمهوري بإنشاء الهيئة القومية للتعليم الفني في مصر. أضاف أيضاً أن مصر لديها 27 جهة مشتركة في التعليم الفني يحملون الدولة ميزانيات طائلة إذا قمنا باختيار الجهات الفعالة في هذه الجهات وقمنا بزيادة الموارد البشرية وتخصيص ميزانية مناسبة تساعد علي التغلب علي كثير من المعوقات للارتقاء بالتعليم الفني. مشيراً إلي أن الهيئة من المقرر أن تتكون من ممثلين بوزارات التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الصناعة والقوي العاملة والزراعة وما تردد عن قرار إلغاء مدارس الإعدادي الفني والتدريب المهني غير صحيح وإشاعات مغرضة لأن التعليم الأساسي مسئولية الدولة أن تعلم الطالب حتي شهادة التعليم الأساسي "الإعدادي" لا يمكن إلغاؤه لأنه لا يجوز حرمان أي فرد من التعليم. أشار إلي أنه مع إنشاء مجمعات تكنولوجية تضم المعاهد الفنية والمدارس والكليات ووحدات التدريب في مكان واحد أسوة بدول كثيرة تعمل وفقاً لهذا النظام وتستفيد جيداً من خريج التعليم الفني. يؤكد الدكتور فاروق إسماعيل رئيس لجنة التعليم بمجلس الشوري أن إنشاء هيئة قومية للتعليم الفني لن يحل مشاكله الأزلية المتراكمة منذ سنوات حيث تناسي الوزراء إما سهواً أو قصداً التعليم الفني وأسقطوه من حساباتهم حيث يعاني من مشكلات عديدة فتكاليف إنشاء مدرسة واحدة للتعليم الفني تكفي لبناء 5 مدارس ثانوية أخري كما أن الطلبة بهذه المدارس والمعلمين أيضاً حقهم مهضوم منوهاً إلي أن هذا يؤدي إلي انهيار المنظومة بالكامل فغالبية المدارس للأسف تفتقر لأبسط المتطلبات وفكرة خفض مدارس التعليم الفني من 850 مدرسة إلي 250 مدرسة فقط فكرة مقبولة لكن لابد من تدعيمها بشكل كامل بشرط أن يتم تجهيز العدد المتبقي من المدارس بأحدث التقنيات حتي يكون لدينا خريج متميز وجاهز لسوق العمل. أضاف أن مصر حصلت منذ 12 عاماً علي منحة أوروبية بتكلفة 40 مليون دولار تم تخصيصها للنهوض بالتعليم الفني ولكن للأسف وزارة الصناعة استولت علي هذه المنحة وقامت بصرفها علي إنشاء مبان فاخرة أما المدارس الفنية فلم تحصل علي مليم واحد. أشار د.فاروق إلي أن هذه الهيئة لابد أن تتوافر لديها الاعتمادات المالية لشراء ماكينات وتجهيز المعامل والورش فكل هذا يحتاج لمبالغ ضخمة. أوضح أن التعليم الفني تعرض لظلم وإهمال خلال العهود السابقة وأدي إهماله إلي نقص شديد في العمالة المهنية الماهرة والتي كانت سبباً مباشراً في تأخر النهضة الصناعية. * أما الدكتور هاني منيب رئيس قطاع التعليم الفني سابقاً أستاذ كلية الهندسة جامعة حلوان وعميد كلية الهندسة جامعة النهضة ببني سويف فيقول: لدينا ثلاث معوقات تعرقل نظام التعليم الفني في مصر أولها انخفاض الكفاءة الإنتاجية سواء بالمعدات والآلات حيث إننا فتحنا المجالات أمام الطلاب للحصول علي درجات علمية ابتداء من الدبلوم الفني حتي الدكتوراه لرفع كفاءة منظومة التعليم بشكل عام والمشكلة الثانية تتمثل في حوكمة نظام التعليم الفني والتدريب المهني بمعني أن هناك 26 وزارة تعمل في مجال التعليم الفني هذه الوزارات لا تهتم بهذا القطاع فلابد أن يكون هناك تكامل بين هذه الجهات للنهوض بها والمشكلة الثالثة هي عدم تفعيل أنظمة الجودة فلابد أن تتولي هذه الهيئة إنشاء نظم حديثة للجودة في كل مؤسسة للتعليم الفني والتدريب المهني. مشيراً إلي أن أول مهام هذه الهيئة هي إنشاء قاعدة بيانات قومية تضم جميع المدارس الفنية الصناعية والزراعية والتجارية بكل تفاصيلها. * يقول فضل بيومي رئيس الإدارة المركزية للتعليم الفني سابقاً ومدير فني في مشروع تطوير وتنمية المراكز الزراعية إننا نطالب بإنشاء هيئة مستقلة خاصة بالتعليم الفني فقط منفصلة تماماً عن وزارة التربية والتعليم تقوم بتقديم خدمات التعليم الفني والتدريب المهني حيث إن هذه الهيئة سوف تتولي الإشراف الكامل علي التعليم الفني وسوف يتم ضم جميع المدارس الفنية الصناعية والتجارية والزراعية إليها حيث إن هذه الهيئة سوف تلغي ازدواجية اتخاذ القرارات وتوحد سياسة العمل وتقوم بوضع آليات ترتقي بالتعليم الفني. طالب بيومي أن يشرف علي هذه الهيئة مجلس الوزراء مباشرة وتتولي وضع إطار قومي للمؤهلات الفنية وفقاً للاتحاد القومي الأوروبي من أجل توفير العمالة الماهرة التي وصلت لسن الشيخوخة ونحن في أمس الحاجة إلي العمالة الماهرة لسد العجز في كل التخصصات خلال الأعوام القادمة ونطالب أيضاً بتدريس اللغة الاجنبية بطريقة مكثفة. أضاف أن لدينا بعض المجمعات التكنولوجية في "مسطرد البحيرة بني سويف" هذه المدارس مجهزة علي أحدث الإمكانيات ويشرف عليها مرفق مياه الشرب وتوفر للطالب بعد تخرجه فرص عمل داخل مرفق المياه لذلك أعتقد أن هذه الهيئة إذا أنشأت بطريقة جيدة تؤدي إلي الارتقاء بمستوي إمكانيات الخريج وسوف تعمل علي توفير عمالة مدربة يستفيد منها قطاعات الإنتاج في مصر. * يري محمد عبدالهادي عمرية موجه عام المرافق الزراعية أن التعليم في مصر يحتاج إلي مقومات لنجاحه لذلك يجب زيادة تخصيص الدعم المالي لهذا القطاع سوف يساعد علي زيادة الدخل القومي للاقتصاد المصري. أضاف أن هناك بعض المعوقات التي تقف حجر عسرة أمام القطاع الفني في مصر أهمها خصم 20% من جملة الإيرادات الخاصة بالمعاهد والمدارس الفنية لحساب البنك المركزي وهناك بعض الأقسام مثل قسم الإنتاج الحيواني يحدث له كوارث عديدة يخصم منها نفس النسبة مما أدي إلي إحباط التعليم لأنه يخصم من جملة الإيرادات وليس من الأرباح السنوية ويدخل للوزارة حوالي 32% مقسمة علي الكوارث والخدمات الطلابية و15% نسبة حسابات إصلاح المقاعد والترميمات وإصلاح المعدات والآلات و68% تدخل للعامل. يقول يحيي سيد عيد مدير تنسيق التعليم الفني بإدارة مصر القديمة التعليمية إن إنشاء هيئة قومية للتعليم الفني مستقلة عن وزارة التعليم أمر يدعو للفخر فهذا الجهاز سوف يتولي جميع الأمور المتعلقة بالتعليم الفني سواء قبل التعليم الجامعي أو العالي وسوف يتم تجميع كل الإدارات والقطاعات الخاصة بهذا التعليم بالاشتراك مع وزارات التربية والتعليم العالي والصناعة والقوي العاملة حيث إنه لابد من الاهتمام بالمعلم فهو العنصر الأساسي في التعليم الفني.