مشكلات التعليم الفني الزراعي جزء لا يتجزأ من مشكلات التعليم المصري بصفة عامة بداية من التنسيق الذي يجبر الطلاب علي الالتحاق بكليات ومدارس ومعاهد علي غير رغبتهم مرورا بضعف مستوي المناهج وعدم مواكبتها للتطور التكنولوجي واحتياجات السوق وأخيرا الاعتماد علي التعليم النظري حتي وإن كانت الدراسة عملية. رجال التعليم دائما يضعون الثانوية الزراعية في آخر مراحل التنسيق ورغم أن مصر بلد زراعي في الأساس إلا أن عدم الاهتمام بهذه المدارس دليل قاطع علي عدم الاهتمام بالزراعة والنتيجة ما وصلنا إليه حاليا حيث نقوم باستيراد كميات كبيرة من الغذاء من الخارج خاصة السلع الاستراتيجية. يوضح فضل صابر بيومي "مدير عام التعليم الزراعي بوزارة التربية والتعليم" أن عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم الفني الزراعي يمثلون 13% من نسبة الطلاب الملتحقين بالتعليم الفني، مشيرا إلي تعدد أنواع المدارس الثانوية الزراعية فهناك المدارس الثانوي الزراعي نظام الثلاث سنوات وعددها 116 مدرسة، كما توجد المدارس الثانوي الزراعي المهنية وعددها مدرسة واحدة مستقلة كما يوجد 57 فصلا وهي فصول ملحقة في مدارس فنية أخري، وهناك نظام ثالث هو المدارس الثانوي الزراعي نظام مبارك كول وهي تعليم مزدوج وهذا النوع من المدارس يوجد منه 4 مدارس مستقلة ومدرسة واحدة ملحقة، والنوع الرابع مدارس ثانوية فنية زراعية متقدمة نظام الخمس سنوات ويبلغ عددها 3 مدارس علي مستوي الجمهورية وهي الإسماعيلية للاستصلاح الزراعي والميكنة الزراعية، ومدرسة مسطرد للتصنيع الغذائي وأخيرا مدرسة دمنهور للإنتاج الحيواني. وينوه بيومي إلي أن أعداد المدارس الفنية الزراعية قليل إذا تم مقارنتها بالتعليم الفني الصناعي أو التجاري وهذا الأمر طبيعي نظرا لوجود عدة محافظات لا يوجد بها مدارس فنية زراعية مثل محافظتي القاهرة والبحر الأحمر، مضيفا أن قلة عدد المدارس الزراعية يعود أيضا إلي كون كل مدرسة زراعية تحتاج عند إنشائها إلي تخصيص مساحة من الأرض الزراعية في حدود 30 فدانا علي الأقل وهو الأمر الذي يعد مشكلة كبري خاصة في الأراضي القديمة في مناطق وادي النيل والدلتا، كما أن تجهيز المدرسة بات مكلفا جدا حيث تحتاج إلي حظائر واسطبلات ومعامل، مشيرا إلي أن المدارس الموجودة حاليا مجهزة بهذه الأماكن حيث يتم كل عام تخصيص ميزانية لتزويد المدارس بالأجهزة الجديدة أو القيام بتحديث المعدات والمعامل والأجهزة الموجودة بالفعل. ويشير مدير عام التعليم الزراعي إلي أن التعليم الفني يتم القبول فيه وفقا لمجموع الدرجات ومن ثم فمن النادر وجود طالب دخل هذا المجال وفق رغبته الخاصة وهذا الأمر نتاج طبيعي لعدم وجود توجيه وارشاد للطفل وهو صغير ومن ثم فنحن نعمل حاليا في وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع الاتحاد الأووبي المؤسسة الأوروبية للتدريب علي إنشاء نظام التوجيه والارشاد والذي من خلاله سوف يتم تعريف التلاميذ منذ سن صغيرة بأنواع المدارس ومستقبلها والمهن التي يحتاجها سوق العمل وبناء علي هذه المعلومات يستطيع الطالب اختيار المجال الذي يري أنه في صالحه، بالإضافة إلي كون الفترة القادمة سوف تشهد إجراء اختبارات يتضح من خلالها قدرات الطالب قبل التحاقه بالمدارس الفنية.. مشيرا إلي أن الوزارة شرعت في تنفيذ هذا المشروع وسوف يبدأ كمشروع تجريبي في عام ،2009 مؤكدا أن المستقبل في السنوات القادمة سوف يكون في الاستثمار الزراعي ومن ثم يجب الاهتمام بالتعليم الفني الزراعي لأنه السبيل الذي يمكن من خلاله غزو الأسواق الخارجية وهذا الأمر لن يتحقق إلا إذا قمنا باتباع اسلوب الاستغلال الزراعي السليم. ويطالب بيومي المجتمع بضرورة تغيير الثقافة العامة للمجتمع والتي تنظر إلي التعليم الفني بازدراء وذلك علي الرغم من إمكانية حصول الطالب علي فرصة عمل فور تخرجه والأمر هذا قد يحتاج إلي تكاتف المسئولين من المدرس وحتي الوزير من خلال وضع معايير للطالب حتي تتواكب قدراته مع سوق العمل وذلك إلي جانب أهمية تحديث المناهج التي تعتمد الآن علي التعليم النظري حتي تتوافق مع متغيرات سوق العمل. ويوضح بيومي أن الوزارة قامت بإجراء اتصال مع مجموعة من المستثمرين في المجال الزراعي حيث رحب الكثير منهم بقبول مجموعات من الطلبة للتدريب أثناء فترات الإجازة ومؤخرا تم منح تصريح لمجموعة من طلبة الصعيد للتدريب في بعض أراضي النوبارية.. مشيرا إلي أنه وبعد انتهاء فترة التدريب والانتهاء من الدراسة قد يحصل كل طالب علي عقد عمل، مطالبا رجال الأعمال خاصة ممثلي اتحاد الصناعات وغرفة الصناعات الغذائية بتوفير فرص تدريب للطلاب بالإضافة إلي ضرورة إبلاغ الوزارة بمجالات العمل والقطاعات التي هم في حاجة إليها والتي يمكن من خلالها تطوير المناهج حتي تتواكب مع سوق العمل.