تمر الأيام بسرعة ويقترب موعد انتخابات الرئاسة القادمة في نيجيريا. ولم يتحدد بعد موعد رسمي لإجراء هذه الانتخابات إلا أنه من المرجح أن تجري في يناير 2011. وبين الحين والآخر يعلن المزيد من المرشحين خوض السباق سواء كمستقلين أو عن أحزاب. وكان أحدث وأبرز من أعلنوا ترشيح أنفسهم عتيقو أبوبكار نائب الرئيس النيجيري الأسبق أولوسيجون أوباسانجو خلال فترتي رئاسته التي امتدت 8 سنوات. وكان أبوبكار "63 سنة" قد انشق عن حزب الشعب الديمقراطي الحاكم قبل انتخابات عام 2007 بعد رفض الحزب إدخال تعديل دستوري يفتح الباب أمام ترشيح أوباسانجو لفترة رئاسة ثالثة. ورشح نفسه عن حزب معارض في انتخابات عام 2007 لكنه مني بالهزيمة. وهذه المرة ينوي عتيقو ترشيح نفسه عن الحزب الحاكم بعد أن انشق عليه في الانتخابات الماضية. وهو يعتقد أن كفته ستكون راجحة بسبب العرف السائد في الحزب وهو تبادل المرشحين لانتخابات الرئاسة. فقد جري العرف علي أن يكون مرشح الحزب للرئاسة مسلماً من الشمال مرة ومسيحياً من الجنوب مرة. وإذا كان المرشح مسلماً فيكون نائبه مسيحياً والعكس. ويري عتيقو أن كفته سوف تكون راجحة في هذه الحالة نظراً لأن رئاسة نيجيريا يتولاها حالياً المسيحي الجنوبي جودلاك جوناثان بعد وفاة عمر يار عادوا في مطلع مايو الماضي. وهو يتمتع حالياً بشعبية كبيرة في الحزب أو يعتقد ذلك. لكن خطته يمكن أن تنقلب رأساً علي عقب. فالمفروض أنه سيخوض معركة انتخابات داخلية في الحزب للفوز بالترشيح الذي يأمله. وحتي يخوض هذه المعركة فلابد وأن يكون عضواً في الحزب. وهو ليس كذلك حتي الآن. وعليه أن يسعي للعودة إلي عضوية الحزب الذي سبق وانشق عليه قبل 4 سنوات. وقد يحالفه التوفيق أو لا يحالفه. ولا أحد يعرف ما سيحدث بعد ذلك. وهو يدرك كل هذه المصاعب لكنه كما يقول في مؤتمر صحفي مصمم علي خوض التحدي. وحتي إذا عاد إلي عضوية الحزب فقد تنهار خطته رأساً علي عقب إذا أعلن جودلاك ترشيح نفسه للرئاسة حسمها الحزب بأن ذلك من حقه علي ألا يلغي ذلك حق المرشحين الآخرين في خوض الانتخابات الداخلية في مواجهته. وبقي الجميع الآن في انتظار قراره. ويفخر عتيقو بأنه عصامي اعتمد علي نفسه منذ نعومة أظافره عندما توفي أبوه وهو في الثامنة من عمره حتي تخرج في مدرسة القانون والتحق بالعمل في مصلحة الجمارك و ترقي في مناصبها بسرعة ثم تركها بعد عشرين عاماً وأصبح رجل أعمال يملك النفوذ والثروة. وساعده هذا النفوذ في دعم أوباسانجو الذي فاز بالرئاسة مرتين واختاره نائباً له. وكان عتيقو قد أثار ضجة في الولاياتالمتحدة عندما اكتشف مكتب التحقيقات الفيدرالي مبلغ 90 ألف دولار في ثلاجة عضو الكونجرس السابق عن ولاية لويزيانا وليم جيفرسون أثناء مداهمة منزله. وخلال محاكمة جيفرسون العام الماضي شهد رجل أعمال نيجيري أن عتيقو قدم هذا المبلغ إليه ليساعده علي إجراء اتصالات سياسية في الولاياتالمتحدة وقد نفي محامي عتيقو ذلك.