ليس مجرد تفكيك الحزب الوطني الفاسد حلاً عملياً لطي أطول وأحقر وأسوأ صفحة فساد في تاريخ مصر. لو كان الأمر أمري لقررت وشم جميع أعضاء وعضوات هذا الحزب في مكان ظاهر لا يمكن اخفاؤه أو محوه حتي ب"مية النار" - اقترح ان يكون الوشم في الجبهة مباشرة - وأمرت بتسييرهم في الشوارع وإطلاق الأطفال من خلفهم ليزفوهم مثلما كنا نزف حرامية الغسيل في حوارينا زمان.. وإن كنت أحذر من اطلاق الأطفال دون تزويدهم بالأقنعة الواقية حتي لا يصابوا بأية أمراض اذا هم تنفسوا نفس الهواء الذي يتنفسه الموشومون علي جباههم بالعار!! ومن الممكن حتي لا نعطل الإنتاج أو نغضب د.يحيي الجمل أن نخصص لهذه الجرسة يوما واحدا في الأسبوع.. المهم ألا يكون يوم جمعة لأن الناس جميعا يجب أن يخرجوا إلي ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر - بالعند في أي حد - حتي تتحقق جميع المطالب ويتم القضاء نهائيا علي عملاء النظام الفاسد السابق الذين لايزال الكثيرون منهم يديرون شئون البلاد في المركز والأطراف مع ان مكانهم جميعا سجون مصر لأن سجنا واحدا لن يحتملهم معا إما بسبب كثرتهم وإما بسبب الأخطار البيئية التي سيتعرض لها العالم حال تجميعهم في مكان واحد.. الأقنعة الواقية لن تنفع وقتها.. الأمور واضحة تماما.. حزب فاسد وأعضاء فاسدون بلا استثناء.. ومع ذلك فمازالوا مطلقي اليد يعيثون في البلاد فساداً تحت سمع وبصر الجميع.. فما الذي يمنع من فضحهم وتجريسهم إلا اذا كانت هناك "رأس كبيرة" تحميهم حتي الآن وتهيئ لهم الفرصة للانقضاض علي الثورة وإعادة عجلة الزمن إلي الوراء .. الحزب الفاسد الفاجر الذي حاول استخدام مبدأ التقية بالسعي إلي تغيير "اليافطة" وإطلاق حزب جديد تحت مسميات ثورية تلقي علي قفاه من الضرب ما جعله يتراجع عن محاولته المفضوحة وقرر أن يستمر حاملا عاره وممارسا نفس أساليبه الحقيرة التي اشتهر بها أو بالأحري ابتدعها وحصل علي براءة اختراعها. لايزال الحزب يطلق بلطجيته لإحداث فوضي في البلاد والايقاع بين الجيش والثوار - اعتداءات الجمعة الماضية نموذجا - لكن الله سلم وتعامل الجيش مع الأمر بذكاء شديد ثم أطلق تحذيرا لمن يحاولون الوقيعة بينه وبين الثوار.. يقصدهم بالتأكيد. ولايزال حزب اللصوص والفاسدين يعمل في الأقاليم بضراوة من أجل استعادة زمام الأمور.. مرة باطلاق مجموعات تدعي انها تحب مصر وتقوم بتنظيف الشوارع وتصر علي إعلان عدم انتمائها لأي حزب أو تيار سياسي - مع الأخذ في الاعتبار ان هناك جماعات مخلصة ولا تنتمي لهذا الحزب فعلا تقوم بنفس المهمة - ومرة بعقد ندوات ولقاءات في المصالح الحكومية وبرعاية المحافظين ورؤساء المجالس الشعبية المحلية ويتم خلالها تمرير أفكار مناهضة للثورة.. ومرات بإطلاق بلطجية ولصوص لإحداث فوضي في البلاد. أكون كاذباً لو قلت إنني أتمني إبادة أعضاء هذا الحزب.. وجودهم علي قيد الحياة ضرورة.. القذافي سقط أو كاد.. وبالتالي ستصبح الكوميديا شحيحة في الأسواق.. علي من نضحك إذن.. وكيف نوفر لأطفالنا بديلاً عن مدن الملاهي؟!