اختلف خبراء التعليم حول مشروع تدوير الكتاب المدرسي حيث يري وزير التعليم أن تطبيقه سوف يوفر الملايين خاصة أن تدوير 10% فقط من الكتب المدرسية سيؤدي لتوفير 100 مليون جنيه عن طريق التخلص من الكتب الراكدة بمخازن الوزارة. أكد مديرو الإدارات التعليمية أن التطبيق قد ينجح في المناطق الراقية فقط لكن في الريفية والشعبية لن ينجح من الأساس. كما أن تشكيل لجان لفرز صلاحية الكتب كل عام سيكلف الوزارة الملايين وسوف يصعب تطوير الكتاب أو إضافة دروس جديدة للمنهج. من ناحية أخري يري فريق آخر من خبراء المناهج وطرق التدريس وخبراء الاقتصاد أن طبع الكتب عملية غير اقتصادية ومكلفة كل عام لكن التدوير سوف يلزم الوزارة بخطة دورية كل 5 سنوات أو ثلاث سنوات لتطوير الكتاب والمشكلة هي عدم وجود ثقافة الحفاظ علي الكتاب المدرسي لعدة أعوام. تقول شهيناز الدسوقي وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالقاهرة: تدوير الكتاب المدرسي فكرة جيدة لتوفير الملايين التي تنفق علي طباعة الكتب المدرسية كل عام كما أن استخدام الكتب المدرسية لا يتجاوز 30% رغم أن الوزارة تضخ المليارات للإنفاق علي توزيع الكتاب المدرسي مجاناً مع ضرورة إيجاد بدائل للكتاب المطبوع وتوعية الطلاب بكيفية استعادة الكتاب المدرسي لتدويره مرة أخري والاستفادة من الأموال التي سيتم توفيرها. أضافت: إذا كانت هناك ضرورة للتطوير قبل مرور الثلاث سنوات يمكن طبع ملاحق للفصول الجديدة أو التمرينات والتدريبات. أشارت إلي أن الكتاب المدرسي متهم بالحشو الزائد أو المضمون عند مقارنته بالكتاب الخارجي من حيث شكله وإخراجه غير المناسب وفي النهاية يعتمد الطالب علي الكتاب الخارجي الذي يقدم العديد من الأسئلة والتدريبات بعد كل درس مع عرض المعلومة بشكل أيسر للطالب. يري سيد سويلم وكيل مديرية التربية والتعليم بالقاهرة لشئون الإدارات التعليمية أن تدوير الكتاب المدرسي سلاح ذو حدين لأن إعادة التسليم من طالب إلي طالب تحتاج لجان لفرز الكتب وتحديد مدي صلاحيتها للاستخدام من عدمه وذلك لأن هناك طلاباً يقومون بقطع صفحات من الكتاب المدرسي مما يمنع استخدامه مرة أخري. أضاف: نتمني أن نصل إلي مرحلة إلغاء الكتاب الورقي والاعتماد علي مناهج إلكترونية يقوم التلميذ بالبحث عن المواد الدراسية بنفسه مع وضع إطار عام للمنهج دون تقييد الطلاب بكتاب مدرسي مما يعزز تنمية مهارات وقدرات الطلاب ولا ننسي أن لجان فرز الكتب المدرسية سوف تكلف الدولة الملايين. تؤكد الدكتورة عايدة أبوغريب أستاذ المناهج وطرق التدريس بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية أن الوزارة تطبع 357 مليون كتاب كل عام ولديها 16 ألف طالب في مراحل التعليم المختلفة واتجاه الوزارة لتدوير الكتاب المدرسي شيء جيد لمنع إهدار المال العام مع ضرورة إخلاء مخازن الكتب بالمحافظات من الكتب الراكدة وإعداد غلاف جيد يتحمل تدوير الكتاب وفي حالة عدم الحفاظ علي الكتاب المدرسي تقوم أسرة الطالب بشراء كتاب جديد له طالما أنه لم يسلم الكتب الدراسية سليمة للحصول علي الكتب الدراسية للعام الجديد مجاناً. نقوم حالياً بعمل دراسة متكاملة حول "اقتصاديات الكتاب المدرسي" لتحديد تكلفة طباعة الكتب المدرسية ومدي استفادة الطالب من الكتاب المدرسي خاصة في حالة عدم تطويره وتحديثه وثبت من الدراسة أن طباعة الكتب كل عام عملية غير اقتصادية ومكلفة. محمد عطية مدير إدارة غرب القاهرة التعليمية: لن تنجح الوزارة في تطبيق هذا النظام بكل المحافظات فهناك أحياء شعبية ومناطق ريفية يتحول فيها الكتاب المدرسي آخر العام إلي صفحات مهلهلة ولا يمكن استخدامه وقد تنجح الفكرة في الأحياء الراقية ولم تبين الوزارة ماذا ستفعل مع الطالب الذي لن يسلم كتابه المدرسي أو نسبة الهالك من الكتب وكيف تقوم لجان الفرز بمراجعة كل الكتب الدراسية قبل تدويرها وتسليمها لطلاب جدد وبالنسبة للتمرينات والأسئلة هل سيتم توزيع كراسات للتمرينات منفصلة عن الكتب المدرسية كلها أسئلة غامضة لم يجب عنها وزير التربية والتعليم. سميحة الذهبي مدير إدارة شرق مدينة نصر التعليمية: تدوير الكتاب يوفر الملايين ولكن هذا يتطلب فصل الأنشطة والتدريبات والأسئلة عن الكتاب المدرسي وتوزيعها في ملاحق حتي يستطيع الطالب المحافظة علي الكتاب وإعادته في العام التالي ويمكن تشجيع الطلاب عن طريق صرف مكافأة أو إعفائهم من نصف المصروفات المدرسية حتي ينجح المشروع. جمال علي عويس مدير إدارة الزيتون التعليمية: التجربة جيدة تمنع إهدار المال العام وتوفر أموال وزارة التربية والتعليم وسيؤدي ذلك إلي إخلاء مخازن الوزارة من الكتب الراكدة لأن الكتب التالفة والتي لا تصلح لاستخدامها لعام آخر سيتم استبدالها بكتب جديدة من المخازن كما أن الوزارة لن تتحمل التكلفة. عاطف عبدالعواض مدير مدرسة عمر بن الخطاب الإعدادية المهنية: حتي تنجح الفكرة لابد من فصل التمارين والأنشطة عن الكتب المدرسية وتوزع الأنشطة في كراسات علي الطلاب كل عام أما الكتب فيتم تدويرها لأنها توزع مجاناً ولابد من تشكيل لجنة عليا برئاسة وزير التعليم لتحسين جودة الكتاب المدرسي وتطويره كل ثلاث سنوات مع بحث شكل عرض المعلومات بكتاب المدرسة حتي ينافس الكتاب الخارجي. يوضح الدكتور فرج عبدالفتاح أستاذ الاقتصاد بمعهد الدراسات والبحوث الافريقية: حاولت الوزارة منذ عدة سنوات تطبيق هذه الفكرة ولكنها فشلت لأن الطلاب لم يسلموا الكتب المدرسية ولم تتخذ الوزارة أي إجراءات ضدهم بل قامت بتسليمهم كتب العام الدراسي الجديد مجاناً ولابد من وجود آليات وضوابط تلزم الطلاب بالحفاظ علي الكتب المدرسية. الدكتور صلاح الدين عرفة مدير مركز البحوث التربوية ومساعد الوزير لتطوير المناهج سابقاً: لابد من طباعة الكتب بطريقة جيدة وعمل غلاف جيد لها وفصل الأنشطة والتدريبات عن الكتب المدرسية وعلي سبيل المثال الكتب الدراسية في اليابان من البلاستيك وتم تدويرها بكل سهولة وفي سنغافورة الكتاب المدرسي فاخر جداً لذلك لابد من تحسين حال الكتاب المدرسي. يؤكد عصام برهام وكيل أول وزارة الشئون الاجتماعية بالقاهرة: الوزارة توفر الكتب الدراسية للطلاب غير القادرين عن طريق عمل بحث اجتماعي بمديريات الشئون الاجتماعية بأي محافظة وصرف 40 جنيهاً شهرياً ضمن معاش الضمان الاجتماعي وهذا المبلغ كاف لشراء الكتب وإذا كانت أسرة الطالب لا تنطبق عليها شروط المساعدة يتم إرسال الطالب للجمعيات الأهلية التي توفر الكتب الدراسية له. عز الدين أحمد فرغل رئيس الاتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية بالقاهرة: قال أن الجمعيات الأهلية سوف تعقد دورات تدريبية لطلاب المدارس خلال العام الدراسي القادم لكيفية الحفاظ علي الكتاب المدرسي خاصة في الأحياء الفقيرة بالقاهرة والجيزة وسوف نساند وزارة التربية والتعليم في تدوير الكتاب المدرسي لمنع إهدار المال العام وتوفير الملايين لخزانة الدولة.