لا شك أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلادنا هذه الأيام تفرض علي كل أسرة معاناة شديدة في تدبير احتياجاتها الأساسية من مأكل وملبس وتعليم ومصروفات وكهرباء ومياه وإيجار وغيرها من المتطلبات الأساسية. والسؤال الذي يفرض نفسه كيف تستطيع "ست البيت" وهي بمثابة وزيرة المالية أن تدبر احتياجات أسرتها دون اللجوء إلي الاستدانة و"السلف" من الجيران أو الأقارب؟! طرحنا هذا السؤال علي عدد من المتخصصين في هذا المجال.. وكذلك علي عدد من السيدات العاملات وربات البيوت.. وكانت البداية مع ستات البيوت. تقول مني عبدالمقصود -موظفة بأحد أحياء محافظة القاهرة- بصراحة تدبير احتياجات الأسرة يتم بالبركة دون تخطيط. لأن متطلبات الحياة كثيرة والدخل محدود. لذلك نلجأ إلي التقشف وتخفيض نفقات الغذاء نظراً لارتفاع الأسعار وذلك حتي لا نلجأ للاقتراض. تتفق معها صفاء.ح -ربة منزل- مؤكدة أنها لا تستطيع وضع ميزانية محددة في ظل الظروف الحالية. فالأسعار ترتفع فجأة سواء الغذاء أو المواصلات أو الكهرباء أو المياه. وبالتالي من المستحيل وضع ميزانية. كما أنه من الطبيعي جداً أن يمرض أحد أفراد الأسرة. وبالتالي يضيع جزء ليس بقليل من الدخل في العلاج. فتضطر الأسرة في أغلب الأحيان إلي الاقتراض. أقساط الديون تؤكد مديحة عبدالله -مهندسة معمارية- أن أقساط الديون أخطر ما يواجه ست البيت في تدبير احتياجات أسرتها. حيث قسط السيارة الذي يمثل عبئاً كبيراً لعدة سنوات كذلك مصروفات المدارس الخاصة التي تثقل كاهل أي أسرة. تؤكد فاطمة السيد -مدرسة بإحدي المدارس الخاصة- ست البيت الذكية هي التي لا تشتري شيئاً لا تحتاجه حتي لا ترهق ميزانية البيت وتضطر إلي الاقتراض وتؤدي الديون في النهاية إلي مشاكل مع زوجها وأولادها. سوسن اسماعيل -ربة منزل حاصلة علي بكالوريوس تجارة- لابد من وضع قائمة بالأولويات المهم فالأقل أهمية حتي يمكنها تدبير احتياجات ومطالب الأسرة. تؤكد ضرورة أن تسعي كل أسرة إلي ادخار أي مبلغ شهرياً حتي تواجه أي ظروف غير متوقعة. الخبراء تقول الدكتورة عواطف حسين -أستاذ بكلية التربية- لابد أن تكون مهمة الزوجة هي مراقبة المصروفات ومتابعة الإيرادات لأن البركة لا تحل إلا عندما يتحري الإنسان الأسباب. أكدت ضرورة أن يجلس الزوجان مع أبنائهما للتحدث بخصوص الميزانية وكتابة الحسابات حتي يتعلم الابن أن الوالدين يخططان للأسرة. فليس كل ما تشتهيه تشتريه إلا إذا سمحت الميزانية بهذا. كما أن الأبناء يستفيدون من كيفية إدارة حياتهم المستقبلية. أشارت إلي أن كلما كان الهدف واضحاً كانت الميزانية ملبية لحاجات الأسرة. تقول هناء صدقي -أستاذ تكنولوجيا الغذاء- ست البيت المصرية لا تهتم بالتخطيط للميزانية حتي تفي باحتياجات أسرتها ولا تلجأ إلي الاقتراض من الآخرين وتعيش مع أسرتها علي طريقة المثل الشعبي "اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب" لذلك تحدث المشاكل سواء بين الزوجين أو مع الأولاد. أشارت إلي أن الأسر الأوروبية تختلف تماماً.. حيث تحرص علي وضع ميزانية لنفقاتها الأسبوعية أو الشهرية ولا تتجاوزها مهما كانت الظروف. وقد يرجع ذلك إلي مستوي الدخل والمعيشة مختلف بشكل كبير. تري أن الأسر الفقيرة يذهب كل دخلها علي الغذاء ولا تفكر في الكساء إلا كل عدة سنوات. بينما لا يوجد أي دخل يخصص للترفية أو "الفسح"!! تؤكد د.هدي محمود -أستاذة الاقتصاد- أنه علي كل ست بيت أن تدرك الأزمة الاقتصادية التي تعيشها والتي تؤثر علي الغالبية العظمي من الشعب. لذلك يجب ألا تصرف أي جنيه إلا فيما هو ضروري. وأن تبدأ بالضروريات عند وضع ميزانيتها مثل فواتير المياه والكهرباء والغاز. بالإضافة إلي إيجار الشقة. والذي يتبقي من الميزانية يخصص للمأكل والملبس والعلاج.