برلمانية: تكليفات الرئيس للحكومة الجديدة واضحة لاستكمال مسار الإصلاح    مجلس النواب يشكر حكومة مدبولي: بذلت جهدًا كبيرًا داخليًا وخارجيًا    محافظ الغربية يتابع الإقبال على تقديم طلبات التصالح فى مخالفات البناء بقطور    تذكرة الطيران ب48 ألف جنيه.. برلماني ينتقد الحكومة لعدم تحديد أولويات الإنفاق    ناجى الشهابي: حكومة مدبولي قادوا البلد في ظروف صعبة بحرفية شديدة وضرورة الاهتمام بالصحة والتعليم    محافظ الغربية: نتابع باستمرار ملف التصالح وتبسيط الإجراءات على المواطنين    رئيس المكسيك المنتهية ولايته يهنئ كلوديا شينباوم على فوزها بالانتخابات    قطر تدين محاولة الاحتلال الصهيوني تصنيف "الأونروا" منظمة إرهابية    روسيا :كشف عملاء للمخابرات الأوكرانية يعدون لهجمات ضد أسطول البحر الأسود    بعد الثلاثية.. الأهلي يكرم فريق سيدات الطائرة    الإصابة الثانية.. منتخب إيطاليا يعلن استبعاد مدافع أتالانتا قبل يورو 2024    رودري: اعتزال كروس يلهم الجميع    «بلاش نعمل هيصة ونزودها».. شوبير يحذر قبل مباراة مصر وبوركينا فاسو    محافظ الإسماعيلية يعتمد بروتوكول تعاون بين المديريات استعدادا لامتحانات الثانوية العامة    تعديل تركيب وامتداد مسير عدد من القطارات على خط «القاهرة / الإسماعيلية»والعكس بدءًا من السبت المقبل    رئيس حزب الاتحادى الديمقراطى: حكومة مصطفى مدبولى عملت فى صمت وحققت الكثير من الإنجازات    ثقافة الإسكندرية تقدم "قميص السعادة" ضمن عروض مسرح الطفل    نتنياهو: الحرب فى غزة ستتوقف لإعادة المحتجزين ثم ستتبعها مناقشات أخرى    "التابعى.. أمير الصحافة".. على شاشة "الوثائقية" قريبًا    سُنن صلاة عيد الأضحى.. «الإفتاء» توضح    رئيس الوزراء يتفقد المعرض الطبي الأفريقي الثالث    جامعة كفر الشيخ تتسلم شهادة رخصة مركز تدريب معتمد من المجلس الأعلي للجامعات    الأربعاء المقبل.. انطلاق مهرجان الأفلام اليابانية بالقاهرة    مي عمر عن علاقتها بمحمد سامي: «مبخافش من الحسد ومبركزش في كلام الناس»    تعرف على موعد حفل زفاف جميلة عوض على المونتير أحمد حافظ (خاص)    شاهد.. مجدي أفشة: أنا أفضل لاعب في مصر.. والقاضية ظلمتني    إصابة 4 أشخاص في انقلاب سيارة بالطريق الصحراوي الغربي بقنا    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات والانهيارات الأرضية في سريلانكا إلى 12 شخصًا    الرئيس الأوكراني يشكر الفلبين لدعم قمة السلام في سويسرا    من الترويج للمثلية الجنسية إلى إشراف «التعليم».. القصة الكاملة لأزمة مدرسة «ران» الألمانية    محافظ الشرقية: إزالة 372 إعلانا مخالفا وغير مرخص خلال شهر    مجموعة "إي اف جي" القابضة تعتزم شراء 4.5 مليون سهم خزينة    نقيب البيطريين: حصلنا على وعد بضم أعضاء النقابة إلى تعيينات ال120 ألف فرصة عمل    6 قرارات للمجلس الأعلى للجامعات لشئون الدراسات العليا والبحوث    بعد الفوز على الاتحاد السكندري.. أبوقير للأسمدة يجدد الثقة في محمد عطية    التحفظ على مدير حملة أحمد طنطاوي لتنفيذ حكم حبسه في تزوير توكيلات انتخابات الرئاسة    أسامة قابيل يوضح حكم تفويض شخص آخر فى ذبح الأضحية؟    مرصد الأزهر: الحفاظ على عقول الأفراد من الانحراف أحد أهم مقاصد الشريعة    نائب رئيس جامعة الزقازيق يتفقد سير الامتحانات بكلية التمريض    صيادلة الإسكندرية: توزيع 4.8 ألف علبة دواء مجانا في 5 قوافل طبية (صور)    عاشور: الجامعة الفرنسية تقدم برامج علمية مُتميزة تتوافق مع أعلى المعايير العالمية    المؤهلات والأوراق المطلوبة للتقديم على وظائف المدارس المصرية اليابانية    الحكومة تتقدم باستقالتها.. والرئيس السيسي يكلف مدبولي بتشكيل جديد    تحرير 94 محضر إنتاج خبز غير مطابق للمواصفات بالمنوفية    دعاء لأمي المتوفية في عيد الأضحى.. «اللهم انزلها منزلا مباركا»    رئيس بعثة الحج الرسمية: الحالة الصحية العامة للحجاج المصريين جيدة.. ولا أمراض وبائية    برلماني يطالب الحكومة بدعم الاستثمار الزراعي والصناعي    الكشف وتوفير العلاج ل 1600 حالة في قافلة للصحة بقرية النويرة ببني سويف    حالات وإجراءات تأجيل امتحانات الثانوية العامة 2024 للدور الثانى بالدرجة الفعلية    هل يجوز للمُضحي حلاقة الشعر وتقليم الأظافر قبل العيد؟.. معلومات مهمة قبل عيد الأضحى    شكري: مصر تستضيف المؤتمر الاقتصادي المصري الأوروبي نهاية الشهر الجاري    بعد انسحاب قوات الاحتلال.. فلسطينيون يرون كيف أصبح حال مخيم جباليا    كوريا الجنوبية تعلق اتفاقية خفض التوتر مع نظيرتها الشمالية    علقت نفسها في المروحة.. سيدة تتخلص من حياتها بسوهاج    للتدخلات الجراحية العاجلة.. كيف تستفيد من مبادرة إنهاء قوائم الانتظار؟    تحرك من الزمالك للمطالبة بحق رعاية إمام عاشور من الأهلي    35 جنيها للمادة.. ما رسوم التظلم على نتيجة الشهادة الإعدادية بالجيزة؟    أفشة: ظُلمت بسبب هدفي في نهائي القرن.. و95% لا يفقهون ما يدور داخل الملعب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالورقة والقلم‏..‏
الميزانية ماتستحملش‏!‏

ما لبثت الأسر المصرية ترفع موائد رمضان التي استنفدت الميزانية إلا قليلا حتي ظهرت متطلبات العيد التي قضت علي البقية الباقية من تحويشة الأب الذي بدأ استعداده مبكرا لاستقبال رمضان ومن بعده العيد.
ثم بداية عام دراسي جديد له ميزانية خاصة جدا نظرا لاستمراره مع الأسرة فترة أطول‏,‏ وعليه فإنه يظل مطالبا بتوفير جميع متطلبات المواسم الثلاثة الأساسي منها وحتي الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها ولكنه لا يستطيع ذلك في ظل عادات توارثناها جيلا بعد جيل‏.‏
ما بين رجال ضحايا ومجني عليهم أو هكذا تحدثوا عن أنفسهم وسيدات يرفعن شعار العيشة صعبة بس لازم نتصرف قام الأهرام المسائي بجولة ميدانية في الساعات الرمضانية الأخيرة قبل استقبال عيد الفطر المبارك لمعرفة خطة الخروج من المأزق لتبدأ حسابات الميزانية داخل كل بيت بالورقة والقلم لتتمكن الميزانية الضئيلة من شراء المستلزمات في موسم الطلبات والمستلزمات التي لا تنتهي‏..‏
علي عكس قواعد الإتيكيت التي تبدأ بالسيدات أولا‏..‏ كانت البداية مع الرجال لأنهم أرباب الأسر والمسئولون عن جميع متطلباتها من الألف إلي الياء منذ ولادته إلي ما شاء الله لأنه حتي بعد زواجه تظل مساعدة الوالد شيئا رئيسيا ضمن ميزانية الأب‏.‏
كانت البداية من أمام مجمع المحاكم مع ذلك الرجل المسن الجالس علي كرسي خشب متهالك ويمسك بيده عكازه الذي يستند إليه‏,‏ ويعلق في رقبته كارنيها عليه اسمه محمد كامل سعيد رجل في العقد السادس من عمره يشكو غدر الزمان ويدعو الله لأننا في أيام مفترجة أن يعود عمله في المجمع لسابق عهده‏.‏
تحدث عن العيد الذي ما إن بدأ الحديث عنه حتي تذكر مرتبه الضئيل الذي يستحيل معه تدبير الميزانية المطلوبة لمواجهة هذه المواسم المتتالية والخروج منها بسلام دون الإستدانة من أحد حيث قال سعيد‏:‏ ماجبتش كسوة العيد للعيال ولو معايا كنت جبتلهم كعك لكن العين بصيرة والإيد قصيرة‏.‏
وأضاف أنه كان يذهب للمجمع ويتقاضي‏300‏ جنيه ولكن بعد حرق المجمع بعد الثورة تغير الوضع ولم يعد الحال كما كان من قبل‏,‏ مشيرا إلي أنه لولا مساعدة أهل الخير لكان مصيره وأسرته أسوأ كثيرا‏..‏ وأكد أنه يخرج من بيته الآن لا يشغل باله إلا قوت يوم أسرته‏.‏
واستكمل حديثه قائلا‏:‏ الحمد لله رمضان ده عدي علي خير وعرفنا نقضيه‏,‏ أما عن ميزانية المدارس فقال ان لديه طفلين أحدهما في الصف الأول الاعدادي والثاني في معهد وبالتالي يحتاجان ميزانية خاصة‏.‏ واختتم حديثه قائلا‏:‏ ربنا يسهل الحال والفترة دي تعدي علي خير‏.‏
وعلي بعد خطوات منه كان يقف عم دهود هريدي سالم مستندا إلي الحائط لم تفارق الإبتسامة وجهه ابدا‏..‏ ذلك الوجه المليء بالتجاعيد التي تؤكد لك انه تجاوز السبعين من عمره تحدث عن العيد قائلا‏:‏ أنا فاتح بيوت كثيرة لأني جد لأحفاد كتيرة مؤكدا أن صعوبة المعيشة تفرض عليه مساعدة أولاده حتي بعد الزواج خاصة أنهم في النهاية موظفون ولا يستطيعون تدبير جميع نفقات أولادهم‏.‏
وأكد دهود أن تدبير مستلزمات رمضان الأصعب بين كل هذه المواسم المتزامنة لأنها ضرورية أما العيد فأهم ما فيه العيدية عشان العيال تفرح علي حد قوله لأنها أكثر الأشياء التي ينتظرها الأطفال في العيد يعني جنيه للصغير وخمسة جنيه للكبير عشان اعيد علي احفادي أما بناتي المتجوزين وعيديتهم‏20‏ جنيها وهما بيرضوا بالعيدية عشان عارفين أني ارزقي علي باب الله‏.‏
أما عن ميزانية المدارس فأكد دهود أنه يري ويعيش معاناة أولاده المتزوجين ولديهم أطفال في المدارس ويؤكد أنهم يوفرون بالكاد ميزانية العام الدراسي وبالطبع تكون نهاية العام الدراسي بداية تسديد الديون المتراكمة التي خلفتها مصاريف المدارس والدروس الخصوصية‏.‏
وأمام أحد المستشفيات عند مدخل عربات الإسعاف وقف جمال السيد خليل الذي تخطي الأربعين عاما وهو رئيس الحملة بالمستشفي يضحك ويلقي النكات مع زملائه وما إن بدأ الحديث عن ميزانية العيد والمدارس انقلبت ملامح وجهه للجدية والحزن أيضا‏,‏ حيث أكد أن ميزانية البيت المصري أقل متوسط أسرة‏90‏ جنيها في اليوم لو بنتكلم علي إن الأكل ما بين فول وطعمية والأكل العادي بدون لحمة‏.‏ وأضاف أن لديه‏4‏ أولاد واحدة منهم تزوجت وأخري في آخر سنواتها الدراسية وتجهز مستلزماتها استعدادا للزواج وابن يعمل ولكن مازال مصدر دخله الأساسي من والده مؤكدا أننا نعيش الآن في وقت صعب يفرض علي الآباء تحمل مسئوليات إضافية بعد زواج الابناء‏.‏
وأكد جمال أنه لا يمكن الاستغناء عن الاحتياجات ولا العادات في المواسم خاصة احتياجات الأطفال‏,‏ أما مستلزمات الأب والأم فيمكن الاستغناء عنها دائما لذا يري أنه لابد من عمل شوية كعك في البيت للولاد لأن في النهاية الأطفال ملهمش دعوة هتجيب منين‏!‏
وقال ان المرأة شريكة الرجل في البيت وتشاركه تدبير الميزانية في مثل هذه المواسم لأنها لابد أن تلتزم بالمبلغ المتاح لديها في ضوء المطلوب منها‏,‏ يعني لازم تمشي البيت بالموجود ولكنه يري أن بعض ربات البيوت يبالغن في مطالبة الأزواج بمستلزمات هذه المواسم المكلفة لأنها العادات وكل ذلك في النهاية يقع جزء كبير منها علي عاتق الرجل‏.‏
وأكد جمال أن الحالة ماشية ما بين سلف ورد دين خاصة في تلك المواسم التي تمثل ضغطا كبيرا علي كل أسرة لأنه صعبة التنازل عن مستلزمات العيد من كعك وملابس‏.‏ واختتم حديثه برسالة أراد توصيلها للرئيس مرسي الذي يتمني مقابلته ليعرض عليه أوجاع المصريين البسطاء الباحثين عن أقل القليل علي حد قوله‏,‏ وتساءل جمال قائلا‏:‏ بعد‏32‏ سنة عملا أساسيا مرتبي‏541‏ جنيه دول يكفوا ايه ولا ايه؟‏!‏
أما راضي عبدالمنعم سايس وهو متزوج ولديه بنت صغيرة ولكنه يؤكد أنه يشعر بنفس المعاناة الموجودة في كل بيت بل وأكثر لأنه مسئول عن بيت والدته لأن والده متوفي ولديه اخوات في مدارس وواحدة تستعد للزواج وبالتالي فإنه يتعامل مع المناسبات والمواسم بشكل ثنائي لأن اللي هيتجاب هنا لازم بيجي زيه هنا‏..‏ ولكن في ظل هذه الظروف فإن المستلزمات الضرورية فقط هي التي يشتريها مثل شراء البلح فقط من كل المستلزمات الرمضانية وكذلك كعك العيد الذي أكد أنه لن يشتري منه إلا كيلو علي الأكثر لكل بيت‏,‏ أما ملابس العيد فسيكون لابنته وأخته الأولوية في الشراء‏.‏
ويري راضي أن الجمعية هي الحل لمواجهة تزامن المواسم الثلاثة في السنوات القليلة الماضية خاصة أنه موسم محدد ومعلوم توقيته من قبلها بمدة طويلة‏,‏ حيث نستعد له منذ شهور‏,‏ وأكد أنه في حالة عدم سماح الظروف المادية بشراء جميع المستلزمات فإن الأولي بيت والدته حتي لا يشعران بغياب الوالد‏.‏
ويري أيمن أحمد موظف أن المشكلة تكمن في تفكير ربات المنازل لأن لديهن مبدأ راسخا لا يتغير في كل موسم مهما تغيرت الظروف المادية للز وج فالطلبات والمستلزمات ثابتة لاتتغير ولا يمكن التنازل عنها حتي لو تراكمت الديون‏,‏ مشيرا إلي أن الستات مبيرحموش علي حد وصفه‏.‏
ويقول انه قد تبدي الزوجة بعض التعاطف مع زوجها ولكن هذا الكم من المواسم يحتاج ميزانية من نوع خاص يحمل رب الأسرة عبئها الأكبر‏,‏ لذا يوجه رسالة عاجلة لربات البيوت وهي أن تعاطفهم لوحده مش كفاية‏!‏
وتحدث أيمن عن المصاريف الأساسية التي يدفعها الرجل بشكل ثابت مثل فواتير الكهرباء والمياه وايجار البيت‏,‏ الأمر الذي يواجه معه مشاكل مادية لا حصر لها في الأيام العادية فما الوضع إذن في مواسم متتالية مثل رمضان والعيد والمدارس تحتاج لترتيبات من نوع خاص‏!‏
واستكمل حديثه عن المرتبات قائلا ان الاسعار تتزايد بزيادة المرتبات وبالتالي لانشعر بأي فارق مؤكدا أن الرجل يستغني الآن عن احتياجاته في مقابل توفير ما يحتاجه أولاده في العيد والمدارس‏,‏ وأوضح أن معظم الشباب مازالوا يعتمدون علي والديهم خاصة في مثل هذه المناسبات التي تحتاج مصاريف أكثر‏.‏
ومن علي كرسي أمام محل عمله قال محمود قاسم‏:‏ اللي بيحصل كل موسم حاجة معروفه ومش محتاجة كلام كل البيوت المصرية تعيش نفس المعاناة في وقت و احد‏,‏ مؤكدا أن ميزانية رمضان لا تقل عن‏2000‏ جنيه في الشهر حتي لو عندهم طفل واحد لأن مصاريف هذا الشهر تختلف عن باقي السنة‏.‏
بالإضافة إلي تجهيزات العيد التي لا تتناسب مطلقا مع دخل الفرد الشهري ليتوقف قليلا عن الحديث وكأنه يفكر في تدبير مصاريفه قائلا‏:‏ ربنا يكرم بقي ونعرف نجيب للعيال اللي هما عايزينه‏.‏
ليعود من جديد ويقول لنفسه بصوت عال‏:‏ أنا افضل حالا ممن لهم أطفال في المدارس فابني لايزال صغيرا عمره عامان لكن بيصرف في الشهر‏500‏ جنيه بعيدا عن أي موسم‏,‏ أما عن مصاريف الكعك ويقول انها لن تقل عن ال‏200‏ جنيه وأنه لابد من جلب كل المستلزمات لأنها عادات ورثناها من ابائنا ولن يتنازل عنها أي بيت ونورثها لأولادنا مشيرا إلي أنه لو فكر أنه ماجبش الكعك الزوجة مش هترضي مهما كانت الظروف عشان الولاد مايبصوش بره ولكنه أكد ان الرجال قبل كل موسم يستعد جيدا ويحسبها أكتر من الست‏.‏
إلي هنا انتهي حديث الرجال لتبدأ السيدات باعتبارهن الطرف الثاني في البيت المصري وصاحبات كشف الحساب والميزانية في الأسرة حيث بدأت رشا جمال عاملة نظافة حديثها وملامح الحزن والهم تملأ وجهها حيث قالت عن الموسم المزدحم بالمصاريف والطلبات انها استعدت من خلال مساعدات والدتها وأهل الخير خاصة في مثل هذه المواسم صاحبة الطلبات والمستلزمات الثابتة والضرورية حيث إنها سيدة منفصلة عن زوجها منذ عام‏2007‏ وأصبحت المسئولة عن مصاريفهم بشكل كامل ولا تستطيع تدبير نفقاتهم وحدها‏,‏ مشيرة إلي أنها قد تضطر للسلف لتلبية احتياجات أسرتها حرصا علي مشاعر الصغار‏.‏
وقالت إنها اشترت لبناتها ملابس العيد وتستعد لشراء ولو كمية صغيرة من الكعك لأن اطفالها ينتظرون العيد بفارغ الصبر لهذا السبب ولا يمكنها حرمانهم منها لأي سبب من الأسباب‏.‏ وتوافقها الرأي هالة حنفي ربة منزل حيث تري أنه لا يمكن التنازل عن متطلبات العيد رغم صعوبة الظروف التي تمر بها معظم الأسر المصرية إلا أنه تبقي للعيد طلبات ينبغي إحضارها من أجل الأولاد خاصة إذا كانوا صغارا في السن مشيرة إلي أنهم تعودوا علي الطلبات دي سواء في رمضان أو العيد‏.‏
وأكدت أن موسم المدارس هو الأهم ولا يمكن التقصير فيه بأي شكل‏,‏ مشيرة إلي أننا علي أعتاب عام دراسي جديد يحتاج ميزانية خاصة جدا من أجل الدروس الخصوصية وتري الحل في توفير النفقات مسبقا‏,‏ استعدادا للمدارس من قبل رمضان الأمر الذي قامت به مع ابنتها التي ستدخل الصف الأول الثانوي هذا العام‏.‏
وتحدثت همت مصطفي عن كيلو الكعك الوسط الذي يقدر ب‏30‏ جنيها‏,‏ مؤكدة أنها لا تبحث عن الغالي المبالغ فيه ولا الرخيص اللي مبيتاكلش فالمهم هو وجود جميع مستلزمات العيد قبل دخوله مراعاة لمشاعر الأولاد الذين ينتظرون العيد للحصول علي هذه المستلزمات والاستمتاع بها‏,‏ وتري أنه في ظل الاستعداد للمدارس يمكن الإعتماد علي مستلزمات أقل تكلفة من غيرها بدلا من الاستغناء عنها تماما‏.‏
وتحدثت عن الرجال المطحونين وطالع عينهم علي حد قولها في تدبير مستلزمات العيد والمدارس‏,‏ وقالت احنا عارفين انهم بيتعبوا اوي عشان يدبروا المصاريف دي بس لازم تتجاب ما باليد حيلة‏!.‏
وأضاف أن لديها ابنا في المرحلة الثانوية ويحتاج ميزانية خاصة للدروس بالإضافة إلي إبنة في الجامعة والأخري لن تتنازل عن ملابس العيد‏.‏
أما سميرة وسناء سليمان فهما أختان كل واحدة لديها بيتها وزوجها وأولادها اتفقتا علي أن استقبال العيد وموسم المدارس لم يعد مثل سابق فالميزانية أصبحت أقل مما كانت عليه من قبل ولا يمكن أن توفر كل المتطلبات التي كان يمكن أن توفرها في الماضي‏.‏
حيث بدأت سناء حديثها قائلة‏:‏ في ناس مبقتش تعمل كعك أو بسكويت ممكن تشتري كيلو أو نص كيلو لأن الناس استغنت عن تلك العادة منذ فترة طويلة زمن صاجات الكعك اللي رايحة واللي جاية‏.‏
وتحدثت عن المصيف الذي انضم هو الآخر لقائمة المواسم التي تضغط علي معظم الأسر ولكنها تؤكد أنه في النهاية اللي قادر بيروح وكل واحد بيدبر حاله حسب حالته‏,‏ وأضافت سميرة أن مشكلة كل موسم عند الناس البسطاء هي أطفالهم الصغار لأنهم يتأثرون بتلك العادات الراسخة وبالتالي يلجأون للاستدانة حتي لايكسروا فرحة ابنائهم بالعيد‏..‏ علي عكس الأولاد الكبار الذين قد يتفهموا الوضع المالي للأسرة ويستغنون عن احتياجاتهم‏.‏
أما عن السيدات اللاتي تلزمن أزواجهن بمصاريف زائدة في المواسم والاعياد للكعك والملابس وغيرها فلا يشعرن بمعاناة الرجال في توفير النفقات وتري انهن قلة قليلة لأن معظم ربات البيوت يقمن بتدبير الميزانية وفقا للمتاح لديهن‏.‏
أما سناء فتري أن كل واحد بيمشي علي قد دخله‏,‏ ودي ميزة الشعب المصري معاه كتير بيصرف كتير معاه قليل بيصرف قليل علي حد قولها حيث إنهم يضعون قائمة أولويات يرتبون فيها ما يحتاجونه في ظل الدخل الموجود فمثلا المدارس لها أولوية علي ملابس العيد‏,‏ أما الكعك فميزانيته تتحدد حسب دخل الأسرة وعددها أيضا فهناك من يكتفي بكيلو واحد وهناك من يشتري‏5‏ أو‏6‏ كيلو وآخر قد يكتفي بنصف الكيلو فقط لإرضاء أسرته وإشباع رغبتها‏,‏ والأسلوب نفسه يتبعونه مع الملابس فقد لا يحتاجون هذه السنة ملابس جديدة في مقابل شنط وأدوات مدرسية جديدة‏,‏ وترفض سناء فكرة الاستدانة لتلبية مستلزمات يمكن الاستغناء عنها لأن هناك مصروفات وطلبات أهم واختتمت حديثها قائلة‏:‏ الحالة مستورة والدور والباقي علي الناس اللي بتاخد‏100‏ جنيه معاش ضمان الله يكون في عونهم‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.