مسابقة كأس مصر هي أقدم مسابقات اتحاد الكرة منذ ظهوره في مطلع القرن الماضي وبداية نشاطه وتواجده علي الساحة المصرية وظلت هذه المسابقة هي اهتمام جماهير اللعبة الشعبية سنوات وعقود طويلة عندما بدأت فاعليتها عام 1916 وعندما قدم السلطان حسين كأساً باسمه أطلقت علي المسابقة وسمح فيها بالاشتراك للفرق المصرية والأجنبية واحتكرت الفرق الإنجليزية للجيش البريطاني كأس المسابقة لمدة أربع سنوات متتالية حتي فاز بها المختلط أول الفرق المصرية موسم 20 1921 ثم توالت الفرق المصرية للفوز بهذه المسابقة سنوات وراء الأخري حتي تغير اسمها مرتين من كأس الأمير فاروق ثم كأس مصر بعد قيام ثورة 23 يوليو حتي الآن. ويبعد الأهلي أبرز الفرق المصرية حصولاً علي لقب المسابقة سنوات طويلة ومعه الزمالك والترسانة والاتحاد السكندري والمقاولون والإسماعيلي وإنبي والترام والمصري وحرس الحدود والقناة. وحتي بعد أن ظهرت بطولة الدوري العام عام 1948 ظلت مسابقة الدوري العام محتفظة بشعبيتها نظراً لنظامها المختلف عن منافستها الدوري. وتدخل المسابقة الأم عامها الحادي والثمانين هذا الموسم بعد أن فاز إنبي بآخر لقب لها إلا أن المسابقة شهدت هذا العام مفاجأة مدوية باعتذار الأهلي عن عدم المشاركة وشاركه فرق حرس الحدود والمقاولون وتليفونات بني سويف واتحاد الشرطة والداخلية لاعتراضهم علي شروط المسابقة وتوزيع نسب البث الفضائي والإعلانات. يبدأ الدور التمهيدي الأول يومي 5. 6 مايو الحالي ثم تقام مباريات دور ال 32 يوم 21 من نفس الشهر. غير ان اعتذار الأهلي بالذات وحامل لقبها لمدة 35 مرة قد أصاب المسابقة في مقتل وحرمها من شعبيتها الجارفة مما دعا أغلب القنوات الفضائية باتت مترددة في شراء حق بث المباريات بالأسعار التي عرضها اتحاد الكرة نظراً لعدم وجود بطل المسابقة وسبب انتشارها وشهرتها والاهتمام بها بسبب تمسك اتحاد الكرة بضرورة وجود شعار الراعي علي صدور اللاعبين وهو ما رفضه الأهلي ولم يصل الطرفان إلي حل مما اضطر الاتحاد إلي إجراء القرعة بدون الأهلي ومعه باقي المعتذرين. ومن ينظر لمباريات دور ال 32 الذي يقام 21 مايو يجد ان فرق الدوري الممتاز التي شاركت وبلغ عددها 12 فريقاً بقيادة الزمالك والإسماعيلي وإنبي بطل النسخة الأخيرة لن تتواجه في هذا الدور تفادي لخروج أحدهما مما يفقد المسابقة مزيداً من الاهتمام بها لتكون فرق القسم الثاني هي فرس الرهان في هذا الدور ومع ذلك فلن تخل المباريات من منافسة بين فرق هذا القسم مع كبار الدوري وذلك عندما يلتقي الزمالك مع الترسانة وكلاهما قد سبق له حمل اللقب غير ان أغلب المباريات سوف تشهد مواجهات بين فرق المظاليم والتي تدخل هذا الدور بعد الانتهاء من الدور التمهيدي يوم 6 مايو. ونظراً لوجود العدد الأكبر من فرق كأس مصر فإنه وكما هي العادة ربما يشهد الأدوار القادمة والمتقدمة من المسابقات مفاجآت قد تسفر عن الإطاحة بفرق من الدوري الممتاز وربما نجد أحدها في النهائي كما شاهدنا في زمن فات لقاءات كثيرة جمعت الأهلي والزمالك مع فرق لا وجود لها حالياً في الممتاز وتحاول العودة إليه مثل الترسانة والسكة الحديد والأوليمبي والترام الذي لعب مع البوليس عام 1939 وفاز الأول بالكأس الوحيدة.. والقناة والسويس والمنصورة وكلها فرق لعبت في النهائي.. كل التوفيق لجميع الفرق المشاركة ولا عزاء للمنسحبين.