السقوط الأخير لفرق المنصورة وغزل المحلة من الدوري الممتاز مع نهاية هذا الموسم جاء استمراراً لفشل الأندية الشعبية في مقاومة الأندية الاجتماعية والتابعة للمؤسسات التي بدأت تفرض نفسها رويداً رويداً خاصة أن الثلاث فرق الصاعدة تابعة لشركات اثنتان منها اجتماعية هي سموحة ووادي دجلة والثالث هو مصر للمقاصة بالفيوم ليصل عددها للرقم 11 أي ثلثي عدد فرق الدوري وهو ما يؤكد أن عقد الأندية الشعبية بدأ ينفرط حيث لم يتبق سوي خمسة أندية فقط ستمثل الفرق الجماهيرية في الموسم المقبل علي رأسها قطبا الكرة المصرية الزمالك والأهلي ومعهما الإسماعيلي دراويش الكرة وزعيم القناة والاتحاد السكندري سيد البلد والمصري البورسعيدي ابن المدينة الحرة يأتي هذا في الوقت الذي كان فيه الدوري العام بدأ في أواخر النصف الأول من العقد الماضي ب11 نادياً وكان ذلك في أول مسابقة للدوري العام وتحديداً موسم 49/48 وجاء علي رأسها الأهلي الذي فاز بأول بطولة ومعه الزمالك والترسانة والسكة الحديد من القاهرة وأندية الإسكندرية بقيادة الاتحاد والأوليمبي والترام واليونان أما بورسعيد فمثلها المصري ونادي بورفؤاد التابع لهيئة قناة السويس وبالنظر لهذه الأندية التي شاركت في أول مسابقة رسمية للدوري الممتاز نجد أن جميعها باستثناء الأهلي والزمالك ذاقت طعم الهبوط للمظاليم لكن معظمها استطاع العودة من جديد مثل الإسماعيلي الذي حصل علي بطولة الدوري أكثر من مرة والاتحاد والمصري اللذان مازالا يقاومان الهبوط منذ عدة سنوات وكان آخرها الموسم المنتهي حيث نجح أبناء المدينة الحرة في الحصول علي نقطة البقاء خلال الجولة الأخيرة من البطولة بعد التعادل مع الجونة 1/1 أما باقي الأندية الشعبية التي شاركت في مسابقة 49/48 فقد اختفت من الساحة رويداً رويداً ويكفي أن فرقاً مثل اليونان والترام بطلاً كأس مصر عام 30 لم يعد لهما وجود علي الساحة وبدأ يلحق بهما بورفؤاد الذي سقط للدرجة الثانية ولحق به السكة الحديد أقدم الأندية المصرية مع الأهلي والزمالك والأوليمبي حتي الأخير الذي حصل علي درع الدوري 66/65 يعاني هو الآخر في دوري الدرجة الأولي حيث نجح سموحة في الصعود علي حسابه للدوري الممتاز. ابتعاد الأندية الشعبية عن الدوري الممتاز لم يقتصر علي الأوليمبي والترسانة وبورفؤاد فهناك أندية أكثر شعبية باتت فرصة عودتها للعب مع الكبار شبه مستحيلة في ظل نقص الامكانات وسقوطها للدرجة الثالثة والرابعة مثل البلاستيك وإسكو والطيران ومصنع 36 وغزل دمياط. وبالنظر لجدول المسابقة في سنواته الأخيرة نجد أن محافظات بأكملها لم يعد لها تمثيل بالدروي الممتاز بل إنه بسقوط غزل المحلة والمنصورة نجد أن منطقة الدلتا بأكملها لم يعد لها وجود في دوري الأضواء والشهرة وكان سبقهما لعالم المظاليم فرق طنطا وبلدية المحلة التي كان لها وجود متميز قبل سنوات قليلة في الممتاز وما ينطبق علي أندية الدلتا ينطق علي أندية الوجه البحري التي كانت تمثلها كفر الشيخ ودمنهور الذي شارك في الدوري مع مطلع التسعينات والشرقية وأندية المنوفية وتحديداً جمهورية شبين وغزل شبين التي كان لهاصولات وجولات وسط الكبار وكانت هناك ثلاثة أندية تمثل السويس هي السويس وأسمنت السويس وغزل السويس لكنها سقطت جميعاً بل إن الأول والثاني كادا أن يهبطا لدوري النسيان أو الدرجة الثالثة لولا العناية الإلهية. ابتعاد الأندية الشعبية عن الدوري الممتاز امتد أيضاً للوجه القبلي ويكفي أن الصعيد بأكمله عجز في السنوات الماضية عن تقديم ممثل له من الأندية الشعبية حيث اقتصر الصاعدون للممتاز علي فرق المؤسسات وكان آخرها مصر للمقاصة بالفيوم وقبلها الجونة وبترول أسيوط وسبقهما أسمنت أسيوط وسكة حديد سوهاج والألمونيوم في الوقت الذي غابت فيه أندية لها ثقلها الشعبي والجماهيري كانت تمثل عقده للأندية الكبيرة مثل فرق المنيا عروس الصعيد وأسوان وسوهاج وقبلها بني سويف يأتي هذا في الوقت الذي فرضت فيه الأندية البترولية بقيادة إنبي وبتروجت نفسها بقوة علي الجماهير ومعهما حرس الحدود وطلائع الجيش والانتاج الحربي حيث بدأت تجتذب الجماهير ومع مرور الوقت ستتحول لأندية شعبية مثلما حدث مع المقاولون العرب الذي أصبح له جماهير تؤازره وكما حدث من قبل مع الترسانة والسكة والألمونيوم.