الإسكندرية التي كانت مثالاً للنظام والنظافة والجمال حتي أطلقوا عليها لقب عروس البحر المتوسط تحولت الآن إلي مدينة عشوائية شعارها الفوضي.. ولم يقتصر الأمر علي المباني العشوائية بالأحياء.. بل وصل الأمر إلي أن أرصفة الشوارع أصبحت للبيع والإيجار حتي وصل إيجار الرصيف 150 جنيهاً يومياً.. كما تحولت مداخل العمارات السكنية إلي محلات وأسواق.. تصوروا!! والويل لمن يعترض ولمن يفتح فمه!! يقول "حسن رحال" موظف : أي فرد يستطيع أن يستولي علي قطعة أرض ويبني عليها أي شيء دون تراخيص المهم أنه يضع يده عليها أولاً ثم يفعل أي شيء وفي أي وقت مما يدل علي حالة الفوضي والانفلات بالمدينة. يقول "محمد شعبان" موظف : رغم أن الأرصفة والشوارع ملكية عامة فإنها أصبحت تؤجر "عيني عينك" لأي فرد أو بائع وفي كل شبر تجد كشكاً أمامك حتي علي الرصيف يبيع أي شيء.. مشيراً إلي أن عدد الأكشاك بالإسكندرية تجاوز ال 4 آلاف كشك. * أما سوزان محمد ربة منزل فتقول: إن ما يحدث بشارع خالد بن الوليد بسيدي بشر لا يوصف وهو أهم شارع سياحي يأتي إليه السائحون والمصطافون للتنزه والتسوق من المحلات.. ولكن أصبح الشارع في قبضة السريحة والبلطجية الذين افترشوا نهر الطريق لعرض بضائعهم فأصبح المرور فيه صعباً للغاية! * يشير "مجدي زعيري" عامل إلي نقطة بالغة الخطورة وهي قيام أصحاب المحلات بتأجير الأرصفة الموجودة أمام محلاتهم ب 150 جنيهاً في اليوم الواحد. * ويلتقط طرف الحديث "طارق فؤاد" عامل فيقول: الأخطر من ذلك أن السريحة والباعة المتجولين استغلوا مداخل العمارات بشارع خالد بن الوليد لإقامة بوتيكات لأنفسهم فاختنقت المداخل من كثرة البضائع الموجودة بها!! ولا يستطيع أي ساكن الاعتراض وإلا سيكون مصيره الضرب والتوبيخ خاصة أنه لا توجد شرطة تحميه!! * أما أحمد عبدالسميع بالمعاش فيؤكد أن البلطجية يقيمون الأكشاك علناً علي الأرصفة وبالشوارع ويقومون بتأجيرها حتي وصلت لوسط الشوارع لتصبح مقاه ومأوي للمدمنين ويتم إنارتها من أعمدة الشوارع!! * ويشير "طارق فتحي" عامل إلي أن البلطجية في مناطق السيوف والعوايد وقبلي يسحبون المياه من قاطني البدرومات والأدوار الأولي لغسيل السيارات بالشوارع علناً وقد أدي ذلك إلي تلف طبقة الأسفلت نتيجة تراكم المياه والصابون. أكد الأهالي أن الصبية يسيرون بالشوارع بالموتوسيكلات بسرعة جنونية ويقومون بسرقة الشنط الحريمي من الفتيات وأصحاب المقاهي وقاموا باستغلال الأرصفة لأنفسهم بالكراسي للزبائن وأصبح المارة يسيرون بين السيارات بالشوارع!! قالوا: إن الأسلاك الكهربائية يتم سحبها علناً من كل الأعمدة بالشوارع لإنارة أي كشك أو عربة يد صغيرة تبيع أي شيء. تساءلوا: أين رؤساء الأحياء وأين المحافظ من هذه الجرائم التي ترتكب في شوارع الثغر؟!! رئيس الحي يعترف * اللواء "خالد متولي" رئيس حي وسط : اعترف بحجم المأساة في عروس البحر إلا أنه أكد أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو الانفلات الأمني مما يصعب عمليات الإزالة. أما باقي رؤساء الأحياء فقد أكدوا أنه من الصعب إزالة هذه المخالفات وأنها أصبحت أمراً واقعاً إلا في حالة واحدة فقط وهي قيام حملات من الجيش والشرطة لعودة جمال عروس الثغر مرة أخري.. مشيرين إلي أن البائعين يحرسونهم البلطجية وبالتالي يصعب التعامل معهم.