مستشفيات وعيادات التأمين الصحي بالإسكندرية ينطبق عليها المثل القائل "الداخل مفقود والخارج مولود".. فلا صحة ولا أمان ولا رعاية!! الكشف علي المريض عن طريق السمع والتشخيص في أغلب الأحيان غير دقيق.. والتحاليل الطبية متضاربة.. والطبيب لا يتحدث مع المريض أكثر من دقيقتين فقط! ومعظم الأجهزة الطبية معطلة وعفي عليها الزمن والباقي في الطريق والعنابر غير نظيفة.. ويمكن لأي زائر اصطحاب الأطعمة للمرضي ولكن بعد دفع "المعلوم"!! "المساء" تجولت داخل العنابر بالعديد من المستشفيات وشاهدت حالة من الفوضي العارمة.. واكتشفت أن المرضي يهربون من المستشفيات خوفاً علي حياتهم وكتبوا اقرارات علي أنفسهم للخروج بعد أن وجدوا الإهمال وعدم الرعاية والمعاملة السيئة سواء من التمريض أو الأطباء الصغار! في قسم الأمراض الباطنة بمستشفي جمال عبدالناصر كانت الحاجة هند مجدي تشكو من أن العاملة لا تقوم بتغيير سلة القمامة إلا مرة واحدة باليوم وإذا دفع المريض 10 جنيهات يتم تغييرها مرتين باليوم. وتشير هند مصطفي موظفة إلي أنها تعاني من مرض اللثة فتوجهت إلي العيادة الشاملة وبعد الكشف عليها صرفوا لها دواء مضمضة ومسكناً ولكن زادت آلامها فتوجهت إلي طبيب أسنان فتبين وجود خراج كبير باللثة ولابد من فتحه فوراً وقد تسبب هذا في خلع أحد الأسنان!! أما هاني شعبان بالمعاش فيقول: لقد كتبت اقراراً علي نفسي بالخروج بسبب سوء الخدمة في مستشفي طوسون وغياب النظافة وخاصة داخل دورات المياه. يؤكد محمد شعبان موظف أن التأمين الصحي ما هو إلا أكذوبة يضحكون بها علي الغلابة فلا يسمح لأحد بالدخول إلا بعد المرور علي عيادات الاستشاريين لضمان تحويله بسرعة وإجراء الجراحة مشيراً إلي أن صرف الأدوية يتم بالواسطة!! تحكي فاطمة مسعود ربة منزل مأساة زوجها فتقول إن زوجها كان يعاني من جلطة في القلب وتوجهت إلي عيادة الحرية وكشف عليه الطبيب في أقل من دقيقة وقال لنا: قلبه سليم ولا يحتاج لشيء.. وما أن خرج من العيادة حتي سقط علي الأرض مغشياً عليه وتم تحويله إلي الاستشاري الذي أكد إصابته بالجلطة!! ويحتاج لعمل قسطرة في القلب. تضيف أنه تم الحصول علي موعد بعد ثلاثة أيام لإجراء الجراحة بعد أن أكدوا لنا أنه أسرع ميعاد!! فهل هذا تأمين صحي؟! د.محمود الكسباني وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية يؤكد أن أزمة الإمكانيات لا يستطيع التأمين الصحي تغطيتها بالكامل للمرضي داخل المستشفيات مشيراً إلي أن ميزانية الدواء لفرع شمال وغرب الدلتا فقط تبلغ 120 مليون جنيه سنوياً بينما التأمين مديون ب 60 مليون جنيه لشركات الأدوية!!