الفخر من شيمة العرب كانت القبائل تفتخر اذا ولد لها فارس أو شاعر أو خطيب ويبدو انني واحد من سلالة تلك القبائل أفرح لنصرة العرب وأحزن لإخفاقاتهم وتراني أشد التحيز لأهلي الصعايدة أفتخر بهم دوما وعادتي أتصفح في كتب التاريخ وأثناء زيارتي لإحدي المكتبات الكبري لفت نظري بعض المخطوطات عن الاخوان المسلمين والوفد وقد انتبهت جيدا لإحدي المخطوطات لشخصية وفدية مسيحية وهو مكرم باشا عبيد ابن قنا وزير مالية مصر في الخمسينيات وواحد من أكبر مفكري النصاري في القرن الماضي. اخترت له من مجموعة المخطوطات بعض العبارات والجمل عساها تنفع الشباب.. قال مكرم نحن مسلمين وطنا ونصاري دينا اللهم اجعلنا لك وللوطن أنصار اللهم اجعلنا نحن نصاري لك وللوطن مسلمين.. وهو الرجل الوحيد الذي شيع جنازة الشهيد حسن البنا بجانب والده بعد أن منع البوليس السياسي أي مواطن من المشاركة.. كان مكرم وفديا واصبح سكرتيرا عاما لحزب الوفد وأشهر خطيب في التاريخ السياسي ومن أقواله مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا.. ماذا قال عن حسن البنا اسلم وجهه لله حنيفا.. اسلم روحه للوطن عفيفا حسبكم أن تذكروه حبا في مجده كلما ذكر غده ميتا في لحده واذا كان الموت والحياة يتنازعان السيطرة في محكمة الانسان ويتبادلان النصر والهزيمة فيتساويان في الحياة والموت.. ولهذا انما الميت حي لديك اذا ذكرته والحي ميت لديك اذا نسيته.. اشهد ربي اذا ينطق لساني من وحي قلبي هي شهادة رجل يجمع بينه وبين دينه انه الفقيد المرشد المغفور له الشيخ حسن البنا.. زارني في منزلي رحمه الله وزرته عند موته في منزل والده فكانت زيارة لا أنساها ما صببت لما لها أثر ناجح ودامي وقد هالني ما رأيت من البوليس السياسي تحاصر منزلي القصير ولولا انهم يعرفوني ما سمحوا بدخولي لأداء واجب العزاء.. جلست بجوار والده وعيناه مملوءتان بالدموع وهو آسف ان منعوا الناس من تشييع الجنازة ثم استطرد مكرم قائلا وأنا أواسي والده ان واجب العزاء هو فرض واجب الأداء فإذا ما قصرت فيه أنا أو أي مصري كان ذلك تنكر لتقاليدنا وأولويات الوقار.. نعم انتم اخواني أي نعم انتم اخواني ايها الاخوان المسلمين.. انتم اخوان وطن بل اخوان نفسي وحسي بل انتم لي اخوان ما أقربكم لأنكم في الوطن اخواني احبائي ولما كانت الوطنية من الايمان فنحن اذن اخوات في الله الواحد المنان ماذكرتم اليوم الفضيلة في قيدها فاذكروا ايضا ما كان يذكره علي الدوام اذ يذكر الحرية في سجنها فلنطالب اذن بتحرير بلادنا وتحرير أولادنا المساجين المساكين فإن الافراج عنهم عزاء وجزاء في وقت واحد معا.. هذه هي علاقة الامام حسن البنا مرشد الاخوان المسلمين ومكرم باشا عبيد المسيحي الوفدي الصعيدي.. ما أحلاها علامة واجملها عندما تتجرد عن الهويوتنصب في حب الوطن ملقيتا وراء ظهورهم الانتماءات والعقائد والصراعات ظهر وتعلو قيم أعلي وأسمي هي حب مصر المجرد الذي يبني ولا يهدم يجمع ولا يفر يشيد بثبات من المحبة بعيدا عن الغلو والتقصر والاسفاف. حب وطن بعيدا عن الفتنة والتي صدق رسولنا الكريم حينما قال "الفتنة أشد من القتل" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا أري ان هناك نوعا من الفتنة العلاقية التي تحض علي الانقسام والكراهية وحملات غير مبررة ولا تستند إلي منطق أو قانون وهي حملات بعض القنوات الفضائية وكذلك بعض الكتاب والمحللين.. أرجوكم ونحن في عام جديد وحدوا لغة الخطاب وانظروا الينا نحن الشعب الفقير نحن لا نستحق الفرقة نحن نسيج واحد وأمة خير أمة أخرجت للناس الكلمة الحسنة صدقة أرجوكم قدموا الصدقات والحسنات في أقوالكم واعلموا ايها الأفراد انكم إلي زوال والباقية مصر بإذن الله تعالي ووحدتها وشعبها وتعلموا من المواطن المصري الباشا مكرم عبيد النصاري الذي ارتفع من فوق العقيدة والحزبية لصالح مصر.