كان يوم 18/12/2012 يوما مجيدا في تاريخ اللغة العربية هذا اليوم جعل كل غيور علي لغتنا الجميلة يفخر ويزهور لأن لغته تم اعتمادها ضمن اللغات الرسمية بالأمم المتحدة وأطلق عليه "اليوم العالمي للغة العربية". لقد جاء قرار الجمعية العمومية لأمم المتحدة رقم 3190 بمثابة نقلة حضارية تضاف إلي اسهامات لغتنا الجميلة عبر العصور المختلفة والتي مازالت علومها وفنونها تدرس في كافة ربوع العالم في الفلك والطب والهندسة والفيزياء وعلم الضوء وغيرها من العلوم التي نقلها العرب في العصور الوسطي. إن لغتنا العربية هي لغة الجمال والبيان والمترادفات وموسيقي الألفاظ وهي التي قال فيها الشاعر "إن الذي ملأ اللغات محاسنا.. جعل الجمال وسره في الضاد" ولنا أن نتذكر علي سبيل المثال ذلك الإيجاز الرائع في قول أحدهم: "فك كفيك وكف فكيك" ففيه يوجد أكثر من خمسة فنون بلاغية. وعلي سبيل المثال أيضا ففي كلام النملة لسيدنا سليمان في سورة النمل عشرة أبواب من علم البلاغة والبديع بالخبر- النداء- التنبيه- الأمد- العطف- النهي- الإشارة- الاعتذار وغيرها أما كلمة "جنة" فلها ثلاثة معان بحركة الجيم بالضم والفتح والكسر. إن هذا الجمال وهذه الروعة تدعونا لمزيد من الإبداع والاهتمام مثلما يهتم العالم كله بهذه اللغة الجميلة الرائعة ويجعلنا نعيد النظر في أمور كثيرة لعل أهمها تحديث الخطاب الإعلامي وكذلك الدرس اللغوي داخل قاعات التعليم مع ضرورة كتابة أسماء المحال والشركات باللغة العربية وتشجيع الدارسين علي التمكن من لغتهم فالمثل التشيكي يقول: "لا تموت الأمة ما عاشت لغتها" وتطوير المناهج الدراسية بكافة مراحل التعليم وربط النص الشعري وجمالياته بقواعد النحو والصور البلاغية معنا مع مضاعفة درجة اللغة العربية بالمرحلة الثانوية إلي ثلاثة أضعاف الدرجة الحالية. هل تتحقق تلك الأحلام والطموحات ويتحقق معها قول شاعر النيل: "وكم عز أقوام بعز لغات؟". حمادة عجور خبير لغوي وتربوي