نقابة الصحفيين المصرية تصدر قرارا بمنع بلوجر من دخول النقابة.    حزب مصر أكتوبر: تأسيس تحالف اتحاد القبائل العربية يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    محافظ مطروح يناقش استعدادات الاشتراك في المبادرة الرئاسية للمشروعات الخضراء الذكية    تراجع جديد لسعر الدولار في البنوك خلال التعاملات المسائية    عاجل| الحكومة تزف بشرى سارة للمصريين بشأن أسعار السلع    مصر للمقاصة تفوز بجائزة أفضل شركة للمقاصة في الوطن العربي    البيت الأبيض: احتمال تغيير سياستنا في حال اقتحام رفح الفلسطينية دون تأمين المدنيين    «بلومبرج»: «تركيا تعلّق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل»    كوريا الجنوبية ترفع حالة التأهب القصوى في السفارات.. هجوم محتمل من جارتها الشمالية    تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 Tom and Jerry لمشاهدة حلقات توم وجيري الكوميدية    "برنامج علاجي لتجهيزه".. الأهلي يكشف حجم إصابة أحمد عبدالقادر    «أكثر لاعب أناني».. مدرب ليفربول السابق يهاجم محمد صلاح    ظاهرة جوية تضرب البلاد خلال ال72 ساعة المقبلة.. 10 نصائح للتعامل معها    6 مصابين جراء مشاجرة عنيفة على ري أرض زراعية بسوهاج    مواعيد قطارات مطروح وفق جداول التشغيل.. الروسي المكيف    أحمد السقا عن مشهد الرمال بفيلم السرب لفاطمة مصطفى: كنت تحت الأرض 4 ساعات    ارسم حلمك ب«الكارتون».. عروض وورش مجانية للأطفال برعاية «نادي سينما الطفل»    ندوة توعوية بمستشفى العجمي ضمن الحملة القومية لأمراض القلب    «مايلستون» تنطلق بأول مشروعاتها في السوق المصري باستثمارات 6 مليارات جنيه    الصلاة والقراءات الدينية والتأمل في معاني القيامة والخلاص أبرز أحداث خميس العهد    بالصور.. كواليس حلقة "مانشيت" من داخل معرض أبوظبي الدولي للكتاب غدًا    "بسبب الصرف الصحي".. غلق شارع 79 عند تقاطعه مع شارعي 9 و10 بالمعادى    الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة فرضت عقوبات ضد 280 كيانا روسيا    تجديد حبس عنصر إجرامي بحوزته 30 قنبلة يدوية بأسوان 15 يوما    تراجع مشاهد التدخين والمخدرات بدراما رمضان    وزيرة البيئة تنعى رئيس لجنة الطاقة والبيئة والقوى العاملة بمجلس الشيوخ    برلماني سوري: بلادنا فقدت الكثير من مواردها وهي بحاجة لدعم المنظمات الدولية    نادي الأسير الفلسطيني يعلن استشهاد معتقلين اثنين من غزة بسجون الاحتلال    رسائل تهنئة عيد القيامة المجيد 2024 للأحباب والأصدقاء    النجمة آمال ماهر في حفل فني كبير "غدًا" من مدينة جدة على "MBC مصر"    الفائزون بجائزة الشيخ زايد للكتاب يهدون الجمهور بعض من إبداعاتهم الأدبية    توقعات برج الميزان في مايو 2024: يجيد العمل تحت ضغط ويحصل على ترقية    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية في الطور    ما هو حكم قراءة الفاتحة خلف الإمام وكيفية القراءة؟    إمام الحسين: كبار السن يلاقون معاملة تليق بهم في مصر    بينها إجازة عيد العمال 2024 وشم النسيم.. قائمة الإجازات الرسمية لشهر مايو    الخطيب يُطالب خالد بيبو بتغليظ عقوبة أفشة    لحظة انهيار سقف مسجد بالسعودية بسبب الأمطار الغزيرة (فيديو)    الأمم المتحدة: أكثر من 230 ألف شخص تضرروا من فيضانات بوروندي    القناطر الخيرية تستعد لاستقبال المواطنين في شم النسيم    أذكار بعد الصلاة.. 1500 حسنه في ميزان المسلم بعد كل فريضة    الفندق المسكون يكشف عن أول ألغازه في «البيت بيتي 2»    رئيس الوزراء يعقد اجتماعًا مع ممثلي أبرز 15 شركة كورية جنوبية تعمل في مصر    انتبه.. 5 أشخاص لا يجوز إعطاؤهم من زكاة المال| تعرف عليهم    القوات المسلحة تنظم المؤتمر الدولي الثاني للطب الطبيعي والتأهيلي وعلاج الروماتيزم    فقدت ابنها بسبب لقاح أسترازينيكا.. أم ملكوم تروي تجربتها مع اللقاح    الرعاية الصحية تطلق حملة توعوية حول ضعف عضلة القلب فى 13 محافظة    جرثومة المعدة.. إليك أفضل الطرق الطبيعية والفعالة للعلاج    شراكة استراتيجية بين "كونتكت وأوراكل" لتعزيز نجاح الأعمال وتقديم خدمات متميزة للعملاء    تزايد حالات السكتة الدماغية لدى الشباب.. هذه الأسباب    السكرتير العام المساعد لبني سويف يتابع بدء تفعيل مبادرة تخفيض أسعار اللحوم    دعم توطين التكنولوجيا العصرية وتمويل المبتكرين.. 7 مهام ل "صندوق مصر الرقمية"    الأهلي يجهز ياسر إبراهيم لتعويض غياب ربيعة أمام الجونة    التنظيم والإدارة يتيح الاستعلام عن نتيجة الامتحان الإلكتروني في مسابقة معلم مساعد فصل للمتقدمين من 12 محافظة    هيئة الجودة: إصدار 40 مواصفة قياسية في إعادة استخدام وإدارة المياه    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    كريم بنزيما يغادر إلى ريال مدريد لهذا السبب (تفاصيل)    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقل الداخلي .. أزمة الأقاليم
نشر في المساء يوم 04 - 01 - 2013

معظم المحافظات لا يوجد فيها مرفق نقل داخلي. وإذا وجد فسياراته متهالكة سواء كانت برية أو نهرية. أما تلك التي تعتمد في تنقلاتها علي الميكروباص والسيارات نصف النقل فحدث عنها ولا حرج. فهي غير آدمية. ويتحكم سائقو الميكروباص في الأجرة.
علي مزاج السائق .. في المنيا
المنيا مهاب المناهري :
يوجد بمدينة المنيا مشروع للنقل الجماعي تابع للمحافظة ويضم أكثر من 50 اتوبيساً ويقوم بنقل الركاب بين المراكز التسعة بجانب التعاقد مع بعض المصالح الحكومية في نقل الموظفين. وفي داخل المدينة يوجد أكثر من 220 "سرفيس خاص" ملك للأهالي يعمل في 9 خطوط متفرقة تبدأ في احياء "الشرطة العسكرية الحبشي الاخصاص دماريس فاباس شارع مضرب الأرز كدواني أبو هلال ماقوسة النقابات وتنتهي بمحطة الجامعة" إلا أن بعض الخطوط لا تعمل منها ماقوسة وكدواني وفاباس شارع مضرب الأرز في حين تم اصدار ترخيص لخطوط السير لهم إلا انهم يعملون في خطوط سير أخري.
يقول المهندس نيازي مصطفي بإدارة التخطيط العمراني بالمحافظة بأن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم احترام سائقي السرفيس لآداب وقواعد وارشادات المرور بجانب الكثافة المرورية التي تشهدها المحافظة وشبكة الطرق. مؤكداً بأن وجود سرفيس للنقل الداخلي يحتاج العديد من الضوابط والرقابة الصارمة حتي يجد المواطن الخدمة الجيدة.
طالب بضرورة دراسة شبكة الطرق جيداً ومدي استيعابها للكثافة المرورية والسيارات التي تسير عليها.
سامح محمد رشدي "طالب بجامعة المنيا" أكد أن السائقين لا يلتزمون بخطوط السير نهائياً. فأثناء ذهابي إلي الجامعة فوجئ بسائق السرفيس يخبر الركاب بأنه سيقوم بالعودة إلي خط الحبشي وانزلتهم من السيارة بعدما تقاضي الاجرة عند بنك الاسكان والتعمير حتي يركب الموظفون.
اضاف باسم وجيه "صاحب مطبعة" بأنه لا يوجد اماكن لانتظار سيارات السرفيس بل اصبح هناك عشوائية تحت كوبري الحبشي والبقاء للأقوي. فلا توجد السيولة المرورية الكافية للحركة في الشوارع والميادين لاستيعاب السيارات.
اضاف محمد فؤاد "مدرس" أن غياب عنصر الأمن والأمان والمتانة بالمركبة يعرض الركاب للخطر فتجد السرفيس بدون طفاية حريق وزجاج والأرضية مفتوحة ناهيك عن الكاوتش تحت أرجل الركاب ولايستخدمون الاشارات بل انه يشبه الثعبان الملتوي علي الطريق.
عزت حسين "صاحب محل" أوضح بأن الصبية يقودون السرفيس ولا توجد رقابة مرورية نهائياً كما قام السائقون برفع تسعيرة الركوب من 15 قرشاً إلي 25 قرشاً وبعد الثورة اصبحت 50 قرشاً ولا توجد رقابة نهائياً من الجهات المعنية فالسائقون لا يملكون رخص قيادة لهم أو رخصة تسيير للمركبة ناهيك عن الألفاظ الخادشة للحياء العام.
أحمد . م . ع "سائق سرفيس" قال: تسعيرة الركوب كانت 25 قرشاً ونظراً للزيادة المفرطة في قطع الغيار وعدم توفر السولار قمنا بالاتفاق فيما بيننا برفعها إلي 50 قرشاً حتي نستطيع تسديد اقساط السيارة والكاوتش والبطارية.
اضاف: انه يقوم بدفع كارتة لإدارة تشغيل المواقف حسب عدد ركاب السيارة وتبدأ الكارتة الشهرية من 30 جنيهاً إلي 35 و40 و45 جنيهاً للسرفيس الكبير الذي يسع 28 راكباً. في حين لم يروا الموظفين إلا اثناء تجديد الرخصة وأحياناً يدفعون الكارتة سنوياً أو شهرياً حسب السيولة.
قال: نعم أحياناً اقوم بتنزيل الركاب في نصف الطريق إذا وحدت ركاب ناحية المدارس أو مديرية التربية والتعليم واني احترم الركاب واقوم بتركيبهم في سيرفيس آخر نظراً لأني تقاضيت الأجرة منهم لأني ارغب أن احقق أكبر قدر من الدخل بالوردية "صباحياً أو مسائياً" لصاحب السيارة.
أكد علي أن سائقي السرفيس يعانون من نقص السولار وأحياناً نلجأ لشرائه من السوق السوداء بسعر الصفيحة ال 20 لتراً ب 40 جنيهاً من بعض القري.
غير آدمي .. في بني سويف
بني سويف أسامة مصطفي :
تعتمد محافظة بني سويف في النقل الداخلي الذي يربط عاصمة المحافظة بمدنها وقراها علي سيارات الأجرة "الميكروباص" وأحياناً "الربع نقل" وذلك بعد عزوف شركات النقل الجماعي من المحافظة الأمر الذي أدي إلي استغلال سائقي الأجرة للركاب بزيادة تعريفة الركوب المقررة بنسبة تصل إلي 100%.
قال عبدالحميد متولي حسان "موظف" استقل سيارات الأجرة يومياً من قريتي منيل موسي التابعة لمركز ببا إلي مقر عملي بمدينة بني سويف في الذهاب والعودة مما يكبدني مشقة وضياع 3 ساعات وأكثر في المواصلات.
أكد عزت عبدالمجيد "بالمعاش" أن سائقي سيارات الأجرة يرفعون تعريفة الركوب المقررة بنسبة 100% بحجة شراء السولار من السوق السوداء.
قال رمضان عاصم محمد متولي "ليسانس آداب" قمت بإعداد بحث عن مشكلة المواصلات والمرور بمدينة ببا وانتهت إلي عدة حلول وهي ضرورة وجود رقابة فعالة من إدارة المرور والمواقف علي تعريفة الركوب. التي زادت من 85 قرشاً إلي 150 قرشاً في الأوقات العادية. وبعد المغرب ترتفع إلي جنيهين بجانب إلزام سيارات الأجرة بالوقوف بالموقف المحدد بدلاً من شغل الطريق العام وكذلك إلزام سيارات النقل الثقيل والسيارات المتجهة إلي الوجه القبلي بالطريق الدائري بدلاً من الطريق الداخلي الذي يمر وسط المدينة.
أكد خالد عباس "معلم" أن سائقي السيارات الربع نقل يقومون بنقل الركاب من قري مركز الفشن إلي مدينمة الفشن بطريقة غير آدمية بالإنسان والحيوان جنباً إلي جنب في الربع نقل وتساءل متي يعود بمساكن المرور الذين ذهبوا بعد الثورة ولم يعودوا.
أما أميرة فرحات جابر "طالبة جامعية" فقالت أسافر يومياً من مدينة سمسطا إلي مدينة بني سويف الجديدة. حيث مقر الجامعة وأعاني وزملائي أشد المعاناة في المواصلات سواء في الذهاب أو العودة. علاوة علي قيام سائقي الأجرة برفع تعريفة الركوب من 150 قرشاً إلي 250 قرشاً وغالباً لا نجد المواصلات. أضافت أنه بعد لقاء أتوبيسات النقل الجماعي أصبحنا تحت سطوة سائقي الميكروباص.
قال "محمد السيد" مدير مشروع المواقف بالمحافظة أنه لدينا شركة نقل جماعي واحدة فقط تعمل علي الخطوط الطوالي وهي شرم الشيخ والغردقة والمنيا وذلك بعد عزوف حوالي 6 شركات للنقل الجماعي عن العمل في بني سويف علي مدار السنوات القليلة الماضية.
إلا أن نظراً لضعف إيرادات مشروع المواقف بعد وقف تحصيل الكارتة المجمعة وتأجيلها أصبحت المحافظة غير قادرة علي دعم الشركة فاضطرت أن تترك بني سويف منذ 18 شهراً.
وحول تطبيق قرار المحافظ بتطبيق غرامة قدرها 500 جنيه علي السيارات المخالفة أوضح مدير المشروع أنها إذا تلقينا أي شكوي من المواطنين أو شاهدنا مخالفة فعند تطبيق الغرامة يقوم السائقون بالإضراب عن العمل في ظل الانفلات الأمني والأخلاقي الذي نعيشه وعندما نتحدث مع السائق عن رفع الأجرة يشكو لك حالة ارتفاع أسعار قطع الغيار واطارات الكاوتشوك والسولار والبنزين وخلافه.
من جانبه أكد المحافظ المستشار ماهر بيبرس أنه تم إلغاء العقد المبرم مع الشركة الهندسية للنقل الجماعي نظراً لأن العقد كان يلزم المحافظة بدفع 40 ألف جنيه شهرياً كدعم لها وتعويضها عن الخسائر التي تتكبدها رغم أن الأتوبيسات الخاصة بالشركة متهالكة ولا تؤدي الغرص المخصص لها. لذلك تم الغاء العقد حفاظاً علي المال العام.
أضاف المحافظ أن شركة أتوبيس الوجه طلبت من المحافظ توفير باكية في موقف محيي الدين فأبدينا استعدادنا شريطة توفير أتوبيسات للعمل علي الخطوط الداخلية كبديل للنقل الجماعي بجانب أتوبيساتها التي ستعمل علي الخطوط الطوالي وسوف ترد الشركة علي هذا الاقتراح الأسبوع القادم.
يحتضر .. في كفر الشيخ
كفر الشيخ عبدالقادر الشوادفي :
بالرغم من ولادته قوياً داخل المحافظة منذ عام ..1976 واستطاع حل أغلبية مشاكل المواصلات بالمدن والقري. إلا أن هذا المشروع العملاق بدأ الآن يموت رويداً رويداً ببطء شديد بسبب عدم التحمس له في الوقت الحالي من المسئولين بالوحدات المحلية. بالإضافة إلي أعمال البلطجة والتهديدات المستمرة التي يواجهها العاملون بالمشروع الذي يضم 56 أتوبيساً وسيارات سيرفيس إلي جانب 120 سائقاً ومحصلاً وميكانيكياً وإدارياً و9 من أعضاء مجلس الإدارة.
يقول الحاج محمد الشاذلي رئيس مجلس إدارة جمعية نقل الركاب بكفر الشيخ استطاعت جمعيتنا تقديم خدمات ملموسة لأبناء المحافظة من خلال هذا المشروع الذي كان يخدم أغلبية مدن وقري المحافظة من أقصاها إلي أقصاها. والآن تغير الوضع وقامت الوحدة المحلية في عهد المحافظ السابق أحمد زكي عابدين واللواء حسين الطاهر رئيس المدينة السابق بنقلنا بالقوة من مكاننا بقلب مدينة كفر الشيخ إلي مكان متطرف خلف حي الزهور بالمدينة. واضطررنا مرغمين لإنشاء مبني جديد لنا كلفنا ما يقرب من مليون جنيه.. وفوجئنا بإحدي الجمعيات الأهلية تقوم منذ عام بحفر قطعة الأرض المجاورة والمخصصة لها لإنشاء مبني مخصص لها وتركت الحفر العميق بجوارنا مما يهدد المبني الجديد الخاص بنا ولا أحد يتحرك وشكونا إلي المحافظ ورئيس المدينة الجديد لانقاذنا. لكن بدونو جدوي.. ونعاني الآن من عدم وجود جراج أو أرض فضاء للأتوبيسات وسيارات السرفيس الخاص بنا ونتركهم في العراء وفي أماكن متناثرة لحين توفير جراج أو أرض فضاء.
أضاف فتحي عبدالفتاح فايد مدير الجمعية نمتلك 28 أتوبيساً و28 سيارة سيرفيس ونتعرض دائماً لأعمال البلطجة والتهديدات من أصحاب التكاتك إذا ذهبنا إلي منطقة غرب مدينة كفر الشيخ ونطالب بحمايتنا من هؤلاء حتي نقدم خدماتنا للمواطنين علي أكمل وجه بمناطق كفر الشيخ المختلفة. ونعاني في الوقت الحالي من ضرورة توفير 50 ألف جنيه رواتب شهرية و16 ألف جنيه سولار و10 آلاف جنيه زيوت ولا نستطيع شراء أتوبيسات جديدة أو اصلاح وصيانة الموجود بسبب قلة امكانياتنا المادية.. ونطالب بتفعيل القانون الذي ينص علي تحصيل جمعيات نقل الركاب نسبة 25% من صافي مشروع مواقف سيارات الأجرة. خاصة أننا حصلنا علي أحكام قضائية بذلك.
سرقة وتحرش .. بأسيوط
أسيوط محمود وجدي :
تعد مشكلة النقل الداخلي في أسيوط من أهم أطراف معاناة المواطن الأسيوطي في حياته اليومية سواء علي المستوي الداخلي في المراكز والقري أو علي مستوي التنقل بين المدن المختلفة. وأما علي مستوي مدينة أسيوط فحدث ولا حرج حيث إن نسبة الزحام تشكل عبئاً كبيراً علي المواطن خلاف الأسلوب غير الأخلاقي. بالإضافة إلي حوادث النشل والسرقة التي يتعرضون لها بسبب ذلك الزحام. ولا سيما أن مدينة أسيوط بها 4 مواقف رئيسية هي نزلة عبدالله. وجامعة الأزهر. وأمام المستشفي الجامعي والأربعين وهي مقسمة ما بين النقل الداخلي والنقل الخارجي سواء بمدن المحافظة أو المحافظات المجاورة وهو ما يؤدي إلي وجود نسبة عالية من الزحام علي تلك المواصلات ومنها تحدث الكثير من المشاكل التي يعانيها المواطن في هذا القطاع الهام.
في البداية يقول سيد عبدالحافظ من قرية أولاد الياس إن مشاكلنا مع النقل الداخلي سواء في انتقالي من القرية إلي مدينة صدفا وأبو تيج. أو إلي مدينة أسيوط هي تلك المعاناة التي تسببها المركبات المتهالكة والتي ينتج عنها الكثير من الحوادث بسبب عدم كفاءتها وهو مايجعلنا نطالب بضرورة عودة الأتوبيسات للربط بين المدن المختلفة.
ويعبر حمدي حسين من الغنايم عن شعوره بالأسي من حال المواصلات. موضحاً أن مدينة الغنايم تقع في الجنوب الغربي للمحافظة بمسافة 40 كيلو متراً تقريباً علي الحدود الشمالية لمحافظة سوهاج وتبعد عن الطريق الزراعي والسكة الحديد بحوالي 16 كيلو متراً تقريباً وهو ماجعل معاناة أهلها مركبة لأنهم مجبرون علي استقلال تلك العربات الخاصة التي تشعر الإنسان بالمهانة والمذلة من جراء المعاملة السيئة من جانب سائقيها.
ويعرب خالد عبدالناصر من أبناء مدينة الغنايم عن أسفه الشديد لما آل إليه حال قطاع النقل الداخلي بعد أن أصبح امتلاك السيارة لأصحاب الأخلاق المتدنية الذين يعاملون المواطنين كأنهم قطعان من الماشية بعد حشرهم داخلها حشراً إذا كانت سيارة ميكروباص. أما إن كانت سيارة "ربع نقل" فيحملون المواطنين بها مع البضائع والماشية بشكل غير إنساني الأمر الذي يصيب الإنسان بالحسرة والألم بعد فقدان آدميته.
ويقول عوض محمد من قرية بني شعران مركز منفلوط إن سيارات النقل الداخلي أصبحت وسيلة لتعذيب المواطن وليس وسيلة لنقله من مكان لآخر بعدما أصبح التحكم في المواطن من قبل قائد المركبة أمراً شائعاً ولا يستطيع أحد مخالفته سواء في فرض أجرة معينة وزيادتها أو تركيب ركاب بالزيادة عن الحمولة المقررة وهو ما يقبل به المواطن صاغراً دون مناقشة. ولا سيما إذا كان مرتبطاً بمواعيد عمل أو دراسة أو طبيب وغيره ولذلك نطالب بتشديد الرقابة المرورية علي هذه السيارات.
ويطالب الحاج عبده عبدالعال من قرية الزرابي بمركز أبو تيج بضرورة عودة أتوبيسات النقل العام للعمل من جديد في المرفق الداخلي سواء بين المدن وبعضها البعض. أو بين المدن والقري. ولا سيما البعيد منها والتي يحتاج فيها المواطن إلي وسيلة مواصلات مريحة بدلاً من هؤلاء الذين يعبثون بكرامة المواطن وأمنه وسلامته.
ويضيف ابراهيم اسامة ابراهيم طالب بكلية التربية بجامعة أسيوط من مركز طما قائلاً إنني استقل يومياً سيارة الميكروباص من القرية إلي المدينة ثم من طما إلي أسيوط بموقف عبدالله الذي نستقل منه الميني باص الخاص بجمعية النقل بأسيوط إلي الجامعة والذي يكون أشبه بعلبة السردين. والذي يعاني داخله الراكب كل أنواع الإذلال والسرقات وهو ماتتولد عنه المشاجرات بين الركاب أو قائدي المركبة والمحصل وهذا الأمر يتكرر بصفة يومية.
توضح "مني . أ" موظفة بالجامعة أن ركوب المواصلات العامة في أسيوط أصبح قطعة من العذاب التي تتعرض فيها إلي التحرش من جراء الزحام الشديد والنشل بالإضافة إلي سماع الألفاظ السيئة والقبيحة التي يعف اللسان عن ذكرها والتي تخدش الحياء سواء من قائدي السيارات أو الصبية أو من يستقلونها لبعضهم البعض دون مراعاة لحقوق الآخرين.
أما الحاجة "صفية . م" ربة منزل تصف المشهد داخل سيارات النقل الداخلي بأسيوط بأنه أشبه بالسويقة التي تعج بكل الموبقات التي في الدنيا. بداية من عدم الشهامة حيث يرفض الشباب السماح لكبار السن بالجلوس. ونهاية بانعدام الأخلاق كلية والتي تستبيح حرمات الآخرين سواء كانت بالأقوال أو الأفعال وهذا يصف ما وصل إليه مجتمعنا من حالة التدني الأخلاقي.
كثيرة الأعطال .. في قنا
قنا عبدالمنعم منصور :
يقول نصر الناظر "رجل أعمال" بحكم عملي في التجارة فأنا كثير التنقل بين مراكز المحافظة وقراها. وآخر مرة ركبت فيها أوتوبيس النقل العام كانت منذ 10 سنوات. ففي السنوات الأخيرة ظهرت سيارات الميكروباص الأسرع والأكثر رفاهية وهدوءاً بعكس الأتوبيس الذي كان صوت محركاته مزعجاً. بالإضافة لوقوفه المتكرر مما يضاعف الوقت الذي تستغرقه الرحلة.
أضاف محمود زيدان صاحب مقهي بجوار موقف الأتوبيس القديم بمدينة قنا وهو يتذكر الزحام الذيل كان يشهده الموقف ووقوف مئات الركاب في انتظار الأتوبيس للذهاب إلي مراكز المحافظة المختلفة أن الأتوبيسات كانت هي الوسيلة المفضلة للتنقل بين مراكز المحافظة لمسافة 240 كيلو متراً من إسنا جنوباً إلي أبو تشت شمالاً وكانت منتظمة في مواعيدها سواء في المغادرة أو العودة حتي أنه لم تكن للأتوبيسات أرقام بل كانت تعرف بمواعيد قيامها من الموقف. إلا أن هذا الأمر اختلف الآن. فقد أصبح الموقف مهجوراً وتحول إلي مقلب للقمامة والكلاب الضالة حتي قامت المحافظة بإنشاء سور حوله.
أوضح عبدالرحيم سلامة "موظف" أنه مازال هناك بعض الأتوبيسات التي تعمل بين المركز. لكنها غالباً خالية من الركاب إلا قليلاً بعد أن أصبحت بطيئة للغاية وكثيرة الأعطال وحدث منذ شهرين أن الرحلة من قنا إلي نقادة استغرقت أكثر من ساعة ونصف رغم أنها لا تزيد علي 40 كيلو متراً. حيث كان الأتوبيس يقف في كل مداخل القري. بل أنه يقف لأي مواطن علي الطريق يشير له بالوقوف. لذلك فإن الأهالي أصبحوا يفضلون سيارات الميكروباص أو حتي عربات "الكبوت" للتنقل بين القري والمدن لأنها أكثر سرعة من الأتوبيسات التي أصبح وجودها نادراً وليست لها مواعيد محددة ولا تعمل بانتظام.
وقال المهندس حسني المغربي عضو حزب البناء والتنمية إن مشكلة أتوبيسات النقل العام هي مشكلة القطاع العام بأكمله وهي عدم التطور مع متطلبات العصر. فمازالت تصر علي الأتوبيسات كبيرة الحجم التي تتسع لأكثر من 40 راكباً ولا يمكنها السير بسهولة في الشوارع المزدحمة بالمدن. كما أن الأتوبيسات التي تعمل بين المراكز مضي علي صنعها أكثر من 30 عاماً وافتقدت الجودة والسرعة وهي ماينشده المواطن في وسيلة المواصلات خاصة في محافظة قنا التي تمتد طولياً لمسافة 140 كيلو متراً.
أضاف أن احدي الشركات الخاصة قامت بإنشاء مشروع للنقل الداخلي بين مراكز المحافظة منذ 8 سنوات وفشل المشروع تماماً رغم أن الأتوبيسات كانت حديثة ومكيفة وبأسعار أقل من السيارات الأجرة ولكن مشكلتها كانت في الوقوف المتكرر في كل القري لتحميل الركاب وهو ما يؤدي إلي تأخير وصول الموظفين والطلاب إلي أعمالهم فانصرف الناس عنها وفشل المشروع سريعاً.
وقال محمد عابدين ناشط سياسي إن تجربة المحافظ اللواء عادل لبيب في تسيير 12 أتوبيساً من المحافظة وجامعة جنوب الوادي ومعهد الخدمة الاجتماعية وشركة النقل العام للعمل في النقل الداخلي بمدينة قنا وبتعريفة 50 قرشاً ساهمت إلي حد كبير في تخفيف حدة الزحام في أماكن انتظار السرفيس خاصة في فترة الذروة أثناء خروج الموظفين وتلاميذ المدارس. بل وساهمت في التزام سائقي السرفيس بخطوط السير وتعريفة الركوب. إلا أنه لم ينجح في جذب الركاب نظراً لبطء سير الأتوبيسات في شوارع المدينة المزدحمة وعدم اهتمام السائقين بتحميل الركاب. لأنهم موظفون يحصلون علي رواتبهم في كل الأحوال. إلا أن هذا المشروع يمثل بذرة يجب معالجة سلبياتها لتساهم في القضاء علي مافيا السرفيس والتاكسي التي تحاول استغلال كل مشكلة لمضاعفة التعريفة.
من جانبه أكد العقيد محمود علي رئيس قطاع جنوب الصعيد بشركة الأتوبيس أن الشركة تقوم بأعمال لا يتحملها إلا قطاع حكومي يهدف إلي تقديم خدمة دون النظر للعائد حيث يتم تسيير أتوبيسات للقري والمناطق النائية لخدمة المواطنين البسطاء بأقل تكلفة. مشيراً إلي أن الشركة تقوم بتجديد أسطول السيارات بصفة دورية ولا صحة اطلاقاً لوجود سيارات متهالكة تتسبب في حوادث حيث يقودها سائقون ذوو مهارة عالية. بالإضافة لوجود طواقم للصيانة علي أعلي مستوي مهني ويعملون في أصعب الظروف وخلال العام الماضي لم تتسبب أتوبيسات النقل العام بقنا في وقوع أي حوادث.
وقال المهندس حمدي عبدالحميد مدير عام فرع قنا انه يتم تسيير رحلات إلي مدن نجع حمادي ونقاده وفرشوط وأبو تشت بالتعاون مع فرع شمال قنا. بالإضافة لتسيير 4 أتوبيسات للعمل داخل مدينة قنا لخدمة طلاب الجامعة ومنطقة الشئون والمساكن شرق المدينة بتعريفة 50 قرشاً وتسيير خط من مدينة قنا لقرية أولاد عمرو لخدمة أهالي 12 قرية. مشيراً إلي أنه من الطبيعي أن يقف الأتوبيس في مداخل القري لتحميل الركاب أو نزولهم. لأن الخدمة في الأصل مقدمة للمواطنين محدودي الدخل بتعريفة أقل من نصف أجرة السيارات الأجرة.
وردية واحدة بسبب البلطجية .. بالبحيرة
البحيرة كارم قنطوش :
مشروع النقل الداخلي بمحافظة البحيرة الذي تم تشغيله في ثمانينات القرن الماضي وحمل آنذاك اسم "مشروع النقل والسياحة" كان واحداً من المشروعات الخدمية لأهالي المحافظة خاصة من البسطاء ومحدودي الدخل بالمدن والقري. وكان هذا المشروع يضم سيارات أتوبيس كبيرة لنقل الركاب من القري والمدن إلي دمنهور عاصمة المحافظة ذهاباً وإياباً وكانت كل وحدة محلية بالمدن أو القري تمتلك سيارة علي الأقل وتقوم بتشغيلها مقابل تعريفة ركوب اقتصادية لا تتجاوز نصف تعريفة الركوب لسيارات الأجرة.
والحقيقة لم يكن المشروع يدر أرباحاً تذكر بقدر ما كان يقدمه للأهالي وطلاب المدارس الذين يتنقلون من قراهم يومياً للمدن للحاق بمدارسهم وكلياتهم. فضلاً عن أنه أثري نشاط الرحلات المدرسية للمواقع السياحية داخل الجمهورية بأجور مخفضة.
ومع بداية هذا القرن تلاشي المشروع واختفت سياراته مع الوجود تماماً بعد تكهينها وبيعها وخلت جميع الخطوط التي تربط عاصمة المحافظة بالمدن والقري التابعة لها من سيارات المشروع وأصبح مجال نقل الركاب قاصراً علي سيارات الأجرة من الميكروباص. واقتصر مشروع النقل الداخلي علي مدينة دمنهور التي تعمل بها 69 سيارة أتوبيس. تبلغ سعة الواحدة من 31 إلي 33 راكباً تعمل جميعها علي أربعة خطوط تبدأ من مجمع مواقف دمنهور وهي: الطريق الزراعي السريع والمستشفي التعليمي وإفلاقه وزاوية غزال. سيارات المشروع تقل يومياً أكثر من 100 ألف راكب معظمهم من أهالي مدن وقري المحافظة الوافدين لدمنهور والسواد الأعظم منهم لطلاب كليات جامعة دمنهور التسع ومدارس التعليم الثانوي العام والفني. ويتجاوز عددهم خمسة آلاف طالب وطالبة يحصل كل منهم علي خصم 50% من تذكرة الركوب مساهمة من المحافظة في التخفيف عنهم.
يذكر أن المشروع ليس من المشروعات التي تحقق أرباحاً طائلة. لكن الثابت أنه يتحمل مسئولية نفسه ولايكبد المحافظة أي أعباء. وبقيام ثورة 25 يناير بدأت المشاكل تتسلل إلي المشروع منها قيام البلطجية باحتلال الأكشاك والتاندات الخاصة بالمشروع بميدان المحطة وتحميل الركاب في سيارات السيرفيس التي تعمل بالمخالفة علي خطوط المشروع وقيام هؤلاء البلطجية بترويع العاملين علي سيارات المشروع من سائقين ومحصلين والاعتداء عليهم في بعض الأحيان ومع استفحال هذه الظاهرة السيئة في ظل الانفلات الأمني تقلص العمل بالمشروع إلي وردية واحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.