من جديد تعود قضية التمويل الأجنبي لتلقي بظلالها علي ساحة الأحداث بعد الاشتباكات الدامية التي عاشها الشارع المصري. لنتساءل: من المسئول عن تمويل العنف الذي أدي لوقوع العديد من الضحايا نتيجة استخدام الأسلحة بكل اشكالها بداية من الشماريخ ومروراً بالأسلحة البيضاء وانتهاء بطلقات الرصاص والخرطوش والمولوتوف حتي وصفها البعض بأنها حرب شوارع وليست تظاهرات سلمية. التصريحات التي أدلي بها السفير رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية والتي أكد فيها وجود مؤامرة لاسقاط الرئيس ويمولها فلول النظام السابق بالمال والسلاح.. هذه التصريحات والأحداث دفعتنا لفتح ملف التمويل الخارجي لمعرفة حقيقة الأمر ومن المسئول عن إشعال نيران الفتنة والانقسام. * المهندس عمرو فاروق المتحدث الرسمي لحزب الوسط يشير إلي وجود تمويل داخلي وخارجي لإشعال الصراعات وإحداث الانقسامات بين صفوف المصريين علي اختلاف ألوانهم واطيافهم مؤكداً أيضاً أن هناك الكثيرين ممن تربطهم مصالح مشتركة مع النظام السابق سواء داخل مصر وخارجها وهؤلاء لاپيريدون الاستقرار لمصر بعد أن تبددت أحلامهم بتولي د. مرسي الحكم. أضاف أنه من الملاحظ في أحداث محمد محمود في 19 نوفمبر ومن بعدها الإعلان الدستوري أن هناك استغلالاً للمعارضة الوطنية المحترمة وتمويل بعض العناصر من أجل أحداث الفتنة والقيام بأعمال قتل وتخريب وهؤلاء ليسوا معارضين لكنهم مأجورون ومدعمون بكل أنواع الأسلحة ولذلك لابد من رفع الغطاء السياسي حتي ينكشف هؤلاء وحتي نكتشف العناصر المندسة التي تستغل التظاهرات السلمية لاسقاط الدولة وزعزعة الاستقرار واشعال الحرائق والفوضي. أضاف أن دخولنا مؤخراً في شراكات مع دولة قوية مثل تركيا تهدد مصالح أعدائنا مما جعلهم يتحركون للاضرار بمصالحنا. طالب بشفافية للحصول علي كل المعلومات التي تكشف حقيقة التمويل الداخلي والخارجي فهذا حق أصيل لكل مصري وفقاً للدستور. اكشفوا المؤامرات * ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل الديمقراطي وعضو مجلس الشوري يؤكد وجود تمويل عربي وأجنبي لكل الأطراف المتنازعة مما ساهم في خروج المظاهرات عن طابعها السلمي إلي مايشبه الحرب الأهلية. أضاف أن الكل أصبح متهماً في نظر الشعب بتلقيه التمويل وانتشار الأسلحة ولهذا أطالب أجهزة الأمن القومي بأن تكشف المؤامرة وتقدم لجهات التحقيق تفاصيل المؤامرة مطالباً بإجراء تحقيقات تطول كل الأطراف سواء المعارضة أو المؤيدة لأن في كل مرة نتحدث عن وجود تمويل ومؤامرة ولا نكشف أمام الشعب تفاصيل هذه المؤامرة بمعلومات واضحة ومؤكدة وحقيقية. * د. نادية مصطفي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومدير مركز الحضارة للدراسات السياسية تري أن قضية التمويل الخارجي قضية متعددة الأبعاد غالباً ما يتم توجيه التمويل الغربي والأمريكي إلي منظمات المجتمع المدني بكل أطيافها سواء ليبرالية أو علمانية أو يسارية وفق أجندات عالمية. أشار إلي أن هناك تمويلاً يستخدم لتقوية فريق علي الآخر وهو ما يستدعي ضرورة وجود شفافية ورقابة في استخدام هذه الأموال وانفاقها. أكدت أن الجمعيات ذات التوجه الإسلامي تنفق المساعدات القليلة التي تتلقاها من الخارج وخاصة من بعض الدول العربية علي الأعمال الخيرية والتنموية ويكون هناك اشراف من الجهة الممولة علي انفاق هذه الأموال. أوضحت أن القانون هو الذي يجب أن ينظم ويحكم مسار أموال التمويل وبالفعل كان مجلس الشعب المنحل قد أعد مشروع قانون لهذا الغرض ولكنه حل المجلس عطل مشروع القانون رغم أهميته في هذه الحالة حيث كان سيقضي علي الادعاءات الكثيرة التي تصدر من هنا وهناك فيما يخص حالة الفوضي والاشتباكات الأخيرة ويجب في نفس الوقت ألا تلقي بالاتهامات دون وجود ادلة ومستندات تقدم للجهات المسئولة وتفتح النيابة العامة تحقيقات واسعة فهذا الحل الوحيد لايقاف المهزلة التي تتمثل في الاشتباكات وتبادل الاتهامات.. قالت إن هناك اطرافاً خارجية عديدة سواء عربية أو اجنبية ليس من مصلحتها نجاح الثورة واستقرارها ومن هنا يكون اللعب من وراء الكواليس والتدخل من خلال أدوات مرنة وهي التمويل. طالبت بعدم استخدام الفزاعات الخارجية كما كان يفعل النظام السابق حرصاً علي مصلحة الوطن والمواطن. * د. عبدالموجود راجح القيادي بحزب الحرية والعدالة يقول إن الثورة المصرية لديها اعداء في الداخل والخارج وهناك العديد من القوي لا تريد للشعب المصري أن يعيش مسيرة الديمقراطية لأنها تعني احترام رأي المواطنين وانعكاسه علي السياسة الخارجية للدولة فالقوي الخارجية لا تريد أن تصبح مصر حرة مستقلة فهم لا يرون فيها إلا تابعاً ذليلاً كما عودهم النظام السابق. أضاف: لست منزعجاً مما يحدث فهو ضرورة مجتمعية من ضروريات الثورة لكن في نفس الوقت لابد من كشف الحقائق وأن تسعي الحكومة بالطرق السلمية والقانونية لحفظ كل حق من حقوق المصريين بتوضيح وكشف ما يحدث من مؤامرات بدلاً من تركهم فريسة لما يتداول علي الشبكة الدولية للمعلومات حيث إن هناك معلومات مغلوطة يتم بثها من خلال هذه الوسيلة وكذلك بعض وسائل الإعلام تبتعد عن دورها في كشف الحقيقة وتتبني مواقف جادة لكشف أي مؤامرة تحاك ضد مصر. طالب الجميع باحترام الشعب المصري العظيم بأن نضع تفاصيل الصورة أمامه كاملة. * صلاح الدين حسن عضو مجلس الشوري عن حزب الوفد الجديد: لا نريد أن نلقي بالاتهامات جزافاً كما كان النظام السابق يفعل هذا الأسلوب فلا ينطلي علي أحد أن التمويل الخارجي هو السبب وحده فيما حدث من اشتباكات دامية بين أبناء الشعب ولكن هناك أسبابا عديدة أخري يجب التعامل معها مطالباً الرئيس مرسي بسحب الإعلان الدستوري لاطفاء نيران الحرائق التي اشتعلت وتغليب صوت العقل والحكمة فدولة بحجم مصر لن يستطيع أي فصيل سياسي مهما كان حجمه أن يحكم مصر أو يستولي عليها.. أشار إلي أن السلاح الذي استخدم في المصادمات نتيجة للثورات العربية التي استخدمت فيها الأسلحة وتم تهريب جزء منها إلي مصر التي تمتلك حدوداً مفتوحة مع العديد من الدول مثل ليبيا وغزة إسرائيل وعلينا مراعاة ذلك بعيداً عن المؤامرة والتمويل.