ہ الأوضاع السياسية غير المستقرة تؤثر بشكل أو بآخر علي الحالة الفنية والإبداعية.. فلا أحد يتصور أن فناناً أو مبدعاً يستطيع أن يعطي أو ينتج فكراً أو فناً يمتع الآخرين في ظروف استثنائية مثل الظروف التي تمر بها والتي لا تترك خلفها إلا مزيداً من الخوف والقلق وانشغال البال. ہ لا يمكن ان ينفصل المبدع الحقيقي والفنان الجاد عن واقعه وعن مجتمعه ويغلق علي نفسه الأبواب ويقدم إبداعاً وأعمالا من وحي خياله أو روقان باله. ہ الاستقرار السياسي والاقتصادي بلاشك يعطي الجميع نوعا من الاطمئنان النفسي ويزيل بعض آثار التوتر والخوف من المجهول الذي قد يأتي غداً. ہ ومع ذلك فالساسة والمتعلقون في ركاب السياسة لا ينظرون إلا تحت أرجلهم ولا يتحركون إلا في نطاق مصالحهم الحزبية والسياسية ولا يطرحون أفكاراً تنهي هذه الحالة من التوتر التي تصيب المجتمع كله وتضرب بعنف في كل مفاصله الاقتصادية وما يتبعها. ہ نعم الشعب المصري قام بثورة رائعة من حقه ان يعيش حياة كريمة حرة متقدمة لكن هذه الثورة لم تأت ثمارها بعد ويلزمها مزيد من النضال لحصد محصولها. ہ البعض يعجل بالنتائج ويريد ان يختص نفسه بها ويفرض أجندته علي الكل.. والبعض يريد ان يأخذ نصيباً من الكعكة وإذا لم يحصل علي النصيب الذي يريده يكون علي استعداد تام لدهس الكعكة بقدميه حتي لا يأكلها أحد ولا يستفيد بها من استولوا عليها.. فيها لا أخفيها. ہ والشعب الذي ثار وتحرك علي الظلم والطغيان والفساد لم ير كعكة ولا يحزنون وترك أمره لأناس يلعبون بمكاسبه ولا يتركون له إلا الحزن والأسي والقلق والخوف والرغبة فقط في الأمان والاستقرار. ہ مصر تحتاج "راجل"... راجل قوي يستطيع ان يحكمها بقوة ورجاحة عقل.. قوة يسيطر بها علي كل الطامحين والجامعين والمخربين والفاسدين.. ورجاحة عقل ينصف بها المظلومين والبائسين واليائسين والمحتاجين.. رجل يعيد للشعب حقوقه ويرفع قدره وكرامته ويضعه حيث يستحق.. رجل يخشاه اللاعبون في الظلام ويتمناه التواقون إلي الحرية والعدل.. مصر في حاجة إلي رجل يؤمن بالديمقراطية ويسعي إلي تطبيقها بالشكل الصحيح ولا يخشي من يريدون الديمقراطية بالطريقة التي توافق هواهم ومصالحهم. ہ مصر محتاجة زعيم ورئيس صاحب قرار ماضي بات يقف وراءه الشعب كله.