بالرغم من الكادر البشرى العملاق الموجود داخل محافظة أسيوط، المصنفة كأفقر المحافظات إلا أن الحكومة عجزت عن استغلال تلك الكوادر، فحرمان حقيقي تعيشه مدينة الصفا الصناعية التي تعد إحدى مدن محافظة أسيوط الصناعية الست حيث تضم المحافظة 6 مناطق صناعية يتباهى بذكرها المسئولون في زيارات الوزراء وللأسف عدد كبير منها مغلق منذ سنوات حتى بات أشبه بالمقابر التي تسكنها الأشباح وربما تكون المعدات قد تآكلت مع مرور الأزمان. المشكلة الأكبر تكمن في مركز تحديث وتطوير الصناعة الذي أنشئ لغرض محدد وهو مساعدة المستثمرين على تطوير مصانعهم وتزويدهم بالخدمات حيث تفرغ المركز لجمع الأموال من المستثمرين دون تقديم خدمات حقيقية لهم. في البداية يقول شريف الشرقاوي مهندس أن مدينة الصفا الصناعية تحولت إلى مقابر تسكنها الأشباح بسبب إغلاق عدد كبير من المصانع التي طواها الحرمان وغلفها النسيان وتركها المسئولون تواجه شبح الدمار بسبب عدم توفير الخدمات اللازمة لتنشيط الحركة من وإلى المدينة. ويضيف عبد العظيم مصطفي، صاحب مصنع موبيليات فى المنطقة الصناعية ببنى غالب أن الاستثمارات التى تم ضخها بالصعيد خلال الفترة الماضية كانت حبرًا على ورق ومجرد تصريحات وردية ولم يتم أية مساعدات للمستثمرين، وأغلب مشروعاتها وهمية. وقال إن مركز تحديث الصناعة الذي أنشئ خصيصًا لتقديم الدعم للمستثمرين ومصانعهم من خلال مساعدتهم في تحديث المعدات وغيرها من خدمات التسويق والإرشاد، فوجئنا أن الهدف منه جمع الأموال من المستثمرين ليس إلا. ويعانى أشرف فوزي، عامل من مشكلة الصرف الصحي التي تعد من أكبر المشكلات التي نواجهها بالمدينة الصناعية، حيث يضطر أصحاب المصانع لحفر آبار أسفل مصانعهم لتصريف المياه، وهو ما قد يؤدى إلى تآكل الأساسات. ومن ثم انهيار منشآت المصنع. والأكثر من ذلك الملوحة غير المبررة فى طعم المياه. حيث يتم سحب المياه من خزانات متهالكة من المياه الجوفية وينعكس ذلك على صحة العاملين بالمنطقة الصناعية حيث ترتفع نسبة المرض بين العمال وهو ما يعطل حركة الإنتاج. أما عمرو عبد الباسط صاحب مصنع بلاط بمدينة عرب العوامر الصناعية أن الضرائب العقارية تطالبنى بسداد مبلغ 55 ألف جنيه فقمت برفع دعوى قضائية ضد الهيئة لعدم استطاعتي دفع المبلغ خاصة أن لا يوجد تسويق للبلاط المازيكوا، مشيرًا إلى أن المصنع يرعى أكثر من 20 أسرة من خلال عمل أبنائهم فى المصنع ومهدد الآن بغلق المصنع بسبب الضرائب العقارية التى تحاصرنا فى رزق أبنائنا دون مراعاة الظروف الاقتصادية وتراجع عملية التسويق والتقديرات الجزافية التيتم وضعها علينا، ونوه شحات إلى أن هذه المشكلة تعانى منها جميع المصانع بالمدينة ولكن يتأثر بشكل كبير أصحاب مصانع البلاط خاصة في ظل تراجع عملية التسويق ولكن المصانع الغذائية والأعلاف تأثرها بسيط لأنها تضيف هذه الضريبة على منتجاتها.