تمكن المواطن "زكي جور" من أن يلفت الأنظار حوله، ومن أن يحظى باحترام وتقدير الناس، من خلال حبه للدراسة، وشغفه بإتمام جامعته على الرغم من عمره البالغ 63 سنة، وعلى الرغم من كونه يعمل راعيا. دخل جور الجامعة عام 1988، ليدرس الفيزياء في كلية العلوم، إلا أنه لسوء أوضاعه المادية لم يتمكن من إتمام تعليمه، الأمر الذي أدى به إلى ترك الجامعة في السنة الثانية. كان حلم "جور" أن يصبح أكاديميا وأن ينال درجة الدكتوراه في الفيزياء، إلا أن الظروف الصعبة حالت دون تحقيق حلمه. وتمكن جور وبعد مرور سنوات طويلة من أن يستفاد من العفو الصادر، بحق طلاب الجامعة، الأمر الذي أدى به إلى العودة إلى مقاعد الدراسة، إذ تمكن بإصراره وعزمه وحبه للدراسة من أن يحصل على حب وتقدير واحترام من حوله. وعبر جور في حواره مع "الأناضول" عن حبه منذ الصغر للعلم، وأنه على الرغم من سوء أوضاع عائلته المادية إلا أنه تمكن من يكمل المرحلة الثانوية، والدخول إلى الجامعة. أفاد جور أنه خلال سنوات انقطاعه عن الجامعة، لم ينقطع عن القراءة، إذ استمر في شراء الكتب المتعلقة بالفيزياء، وقراءة الكتب وهو يرعى أغنامه فوق التلال والجبال. يمتلك جور 1200 كتابا، احتفظ ببعضها في التلال، ليسهل لنفسه مغبة حمل الكتب في أثناء ذهابه إلى المرعى، لكون المسافة بين منزله والمكان الذي يرعى فيه أغنامه طويلة.