تشهد مدينة حلب السورية (شمالا)، قصفًا جويًا وبريًا مكثفًا، تشنه قوات النظام وحليفته روسيا منذ 21 أبريل/ نيسان الحالي، مستهدفة المناطق المأهولة بالسكان. وتصدت قوات المعارضة السورية، منذ منتصف الشهر، لتقدم قوات النظام، وحلفائه من الميليشيات الإيرانية، والعراقية، وحزب الله اللبناني، التي تحظى بدعم الطيران الروسي، في محيط بلدة العيس، جنوبي حلب. وعقب محاولات قوات النظام، ومعها الدعم الروسي، الفاشلة في الاستيلاء على العيس، وتكبدها خسائر في الأرواح والعتاد، توجهت حمم غاراتهم، لتستهدف المدنيين، في حلب المدينة، حيث قصفوا المباني السكنية، والمستشفيات الميدانية، والمدارس، والأسواق الشعبية والمساجد. وبحسب المعطيات التي جمعتها الأناضول، من مسؤولي الدفاع المدني في حلب، فإن مقاتلات ومروحيات النظام السوري، والروسي، نفذت 260 غارة جوية، منها 65 هجمة عبر إسقاط براميل متفجرة، على المدينة خلال 10 أيام مضت، إلى جانب 18 هجومًا من خلال صواريخ أرض أرض. ووفق المعطيات التي أكدتها مستشفيات ميدانية، مؤخرًا فإن 196 شخصًا قتلوا جراء تلك الهجمات (برية وجوية)، منهم 43 إمرأة، و40 طفلاً، وأصيب 424 آخرون بجروح بينهم 75 إمرأةً، و96 طفلاً، منذ 21 أبريل الجاري. ولفت مسؤولون في الدفاع المدني، اليوم، للأناضول، أن أحياء كثيرة في حلب شهدت هجمات مكثفة جدًا منها السكري، والصاخور، والمشهد، والقاطرجي، والفردوس، وباب النيرب، والهلك، والكلاسة، وطريق الباب، وباب الحديد، والأنصاري. وعلى الصعيد ذاته، أفادت مصادر محلية، اليوم للأناضول، أن الطائرات الحربية السورية، والروسية، تواصل قصف المدينة، بينما أطلق ناشطون هاشتاغ (وسم) "حلب تحترق"، لإيصال الصورة المأساوية التي تعيشها المدينة جراء القصف العنيف، وسرعان ما انفجرت وسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا موقع (تويتر)، بالوسم، ليحظى بأكثر من نصف مليون تغريدة أمس الجمعة. وتوالت ردود أفعال المجتمع الدولي، حيال تلك الهجمات، وصدرت إدانات لها عن الأممالمتحدة، والولايات المتحدةالأمريكية، وفرنسا، وألمانيا، ومصر، ولاسيما قصف قوات النظام السوري لمستشفى "القدس" الميداني في حلب، في 27 أبريل الحالي، والذي راح ضحيته 30 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى.