قال تقرير استخباراتي، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الاثنين، ببدء سحب معظم قواته من سوريا اعتبارا من الثلاثاء 15 مارس، أمر مشكوك فيه. وأضاف موقع "ديبكا" القريب من الاستخبارات الإسرائيلية، أن معظم القوات الروسية المقاتلة في سوريا سوف تبقى ولن تنسحب، إلا إذا قرر بوتين إخلاءهما أيضًا، وهو أمر مشكوك فيه بشكل كبير. وأضاف المحللون أن هناك خلافات حادة نشبت مؤخرا بين موسكو وطهران حول مستقبل الحرب في سوريا من جهة، وخلافات لا تقل في حدتها بين بوتين وبشار الأسد بشأن المستقبل السياسي للأخير، من الجهة الأخرى. وتابع الموقع المتخصص في التحليلات الأمنية: "رغم فجائية هذا الإعلان، تشير مصادرنا إلى ضرورة الانتظار لمعرفة أي أجزاء من قوات الجيش الروسي ستنسحب من سوريا". وفور تصريحات بوتين، أطلقت دوائر عسكرية واستخبارية تقديرات مفادها أنه حال حدوث تطور جديد في الحرب لا يصب في صالح الأسد مع تجدد القتال، فبإمكان موسكو العمل عسكريا عن بعد، أي من خلال سفنها الحربية في بحر قزوين والبحر المتوسط. وتشير مصادر "ديبكا" إلى أنه كان بالإمكان في منتصف فبراير الماضي الوقوف على إشارات أولية لاستعداد روسيا للانسحاب من سوريا، عندما أطلق الجيش الروسي قطارا جويا وبحريا ضخما إلى سوريا، مزودا جيش الأسد بدبابات ثقيلة متطورة من طراز T-90 وأنظمة مدفعية ثقيلة ذاتية الحركة. ومن جانبه، قال بوتين إن القوات الروسية في القاعدة الجوية حميميم القريبة من اللاذقية وفي القاعدة البحرية بطرطوس، ستواصل العمل كما في السابق. وأشار الموقع العبرى إلى أن تنازل الرئيس الروسي عن القاعدتين الجوية والبحرية في سوريا، وذلك للحفاظ على وجود عسكري شرق البحر المتوسط،لكن مع ذلك يجب الانتباه، إلى أن بوتين الذي أعلن عن بدء سحب قواته من سوريا، لم يحدد فترة زمنية للانتهاء من عملية الانسحاب، كذلك لم يعلن أن روسيا لن تخفض نشاطاتها العسكرية في سوريا بعد الانسحاب المفترض. وقتها قدرت دوائر الاستخبارات في الغرب والشرق الأوسط، أن بوتين يريد من خلال توريد تلك الأنظمة حسم الحرب بالأخص في الشمال السوري حول مدينة حلب، وفي الجنوب تحديدا في درعا. لكن يتضح الآن أن تلك التقديرات جانبها الصواب، حيث يسعى الكرملين عبر توريد تلك الأنظمة إلى تمكين جيش النظام السوري وحلفائه من الاستمرار في القتال وخوض المعارك بأنفسهم دون الاعتماد على تدخل الروس.