الفساد رائحته تزكم الأنوف..يصعب كتمانه.. مؤشرات عديدة تبوح بان هناك أمر ما يحدث ليس طبيعياً ولا منطقياً.. يستطيع رب البيت بسهولة ان يكتشف ظهور فساد في بيته.. مدير الشركة يستطيع بسهولة ان يدرك ان هناك فساد يتسلل الى شركته .. والحاكم يمتلك من العيون والآذان التي تمكنه من اكتشاف الفساد- هذا في حالة ان الفساد لم يبدأ من عند رب البيت او مدير الشركة او الحاكم- المهم هو ماذا سيحدث بعد اكتشاف الفساد؟ الضرب من حديد هو الحل..وهو حل لا يستطيعه الا شرفاء راسخون فيجتثون الفساد من جذوره قبل ان يشتد عوده، لن يجرؤ آخرون على الفساد وهم يشهدون عواقبه.. هنا يموت الفساد رضيعاً..وهنا تكون تكلفة مواجهة الفساد منخفضة فالفساد لم يتوحش بعد..لم تنشب له اظافر ولم تنبت له انياب.. الواقع المرير يتشكل عند الاستسلام لاغراء حلول اخرى.. ادناها ادعاء الغفلة واوسطها استخدام الفاسدين وأعلاها مشاركة الفاسدين فسادهم..هنا يبدأ الفساد في النمو وفي مراحل متتالية يتوغل ويتوحش ويرتبط اطرافه في شبكة قوية ومترابطة .. يتحول الفساد الى نظام.. ثم يتحول الى دولة متكاملة الأركان .. والكارثة تحدث عندما ينشأ مجتمعاً كاملاً يتعايش مع الفساد.. هنا ترتفع تكلفة مواجهة الفساد وربما تكون الحياة ذاتها ثمناً لمواجهة وحوش تعيش على الفساد وتموت بدونه .. على مدار التاريخ لم تخلو حقبة ما من فساد وفاسدين وايضاً لم تخلو حقبة من أقوياء مخلصين يحاربون الفساد ويطلبون الشهادة على اعتابه.. " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ".. خلقهم الله لهذه المهمة.. يدفعهم نحو فاسدين ليحولوا بينهم وبين افساد أرض خلقها الله للعبادة ولم يخلقها للفساد. د. عبدالله ظهري Facebook: Elbarjal