قال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدّث السابق باسم وزارة الصحة إن الأطباء في مصر "يعملون في ظروف سيئة، ولا يحصلون على حقوقهم المالية والأدبية التي تليق بأي دولة نامية تسعى لتوفير وضعٍ اجتماعي مناسب لقادة أيّ نموٍ من تعليم وصحة وقضاء"، على حد تعبيره. وأضاف عبد الغفار، في تصريحات خاصة ل "هافينغتون بوست عربي" ، أن "العائد المالي للأطباء ضعيف جداً وفقاً لما يتناسب مع طبيعة عمل الطبيب، والمستوى التعليمي الذي حصل عليه ليتأهل للعمل بتلك المهنة". وتابع عبد الغفار قائلا أنه "لا يتخطى راتب الطبيب في بداية عمله ال 2000 جنيه وذلك بعد تعديلات الرواتب وفق القانون الصادر في العام 2014، في مقابل أرقام أكبر تحصل عليها فئات أخرى، مشيراً إلى أن الراتب العادل للطبيب في مصر "يجب أن يتراوح بين ال 15 وال 20 ألف جنيه إذا كان طبيباً متفرغاً". وأكد عبد الغفار أن الأزمة الأخيرة التي تعرض لها الأطباء في المطرية، أثبتت أنهم يعملون في مؤسسات حكومية لا تقوم بدورها في الحفاظ عليهم، والدفاع عنهم ضد أي اعتداء يحدث بحقهم، مشيراً إلى أن هذا الأمر يزيد من جرأة أي معتد على الأطباء، ويعد أهم أسباب تكرار حوادث التعدي على الأطباء بالمستشفيات. وأوضح المتحدث السابق باسم وزارة الصحة، أن الأطباء يعملون في أجواء تشهير بغير الحقيقة بحق الأطباء، وقال "نحن الدولة الوحيدة في العالم التي يتم فيها الحكم على الخطأ الطبي من خلال وسائل الإعلام، ولا توجد قضية واحدة تم التشهير فيها بسمعة أطباء مصر نتيجة حكم قضائي استند إلى تقارير فنية، ولو حدث هذا بالخارج لتسبب ذلك في فرض تعويضات ضخمة على من قام بنشر تلك الادعاءات." ومن جانبه ،قال كامل محمد الطبيب بأحد المستشفيات الحكومية، إن راتبه الشهري وصل إلى 2400 جنيه فقط بعد عمل دام 20 عاماً بإحدى المستشفيات الحكومية، وذلك رغم الزيادات المالية التي يتم الإعلان عنها بالنسبة للعديد من الجهات والفئات من موظفي الدولة، وخاصة من العاملين بالشرطة أو القوات المسلحة أو القضاء. وتابع كامل قائلا "إن راتب الطبيب يتم احتسابه وفقاً للدرجة الوظيفية لموظفي الدولة المصرية، وهنا يتساوى جميع الخريجين الجامعيين مع الأطباء، وهو الأمر الذي لا يتناسب مع المخاطر التي يتعرض لها الطبيب، وتؤدي إلى وفاة العديد من الأطباء بالمستشفيات العامة أو إصابتهم بأمراض كثيرة بسبب العدوى". وفي دفاعه عن الأخطاء الطبية التي بدأت وسائل الإعلام المصرية تسرد قصصها بالتزامن مع أزمة اعتداء أمناء الشرطة على طبيبي المطرية، قال كامل "إن الجانب الكبير من الأخطاء التي يتم تشويه صورة الأطباء بها، تكون نتيجة ضعف الإمكانيات المالية للمستشفيات الحكومية"، منوها إلى الحملة التي دشنها عددٌ من الأطباء تحت مسمى "علشان لو جِه ما يتفاجئش"، وذلك "للكشف عن حجم المعاناة التي يواجها الأطباء في البلد". وكانت الحملة التي دشنها الأطباء في يونيو 2015 بصورة ساخرة، تكشف الوضع المزري بالمستشفيات التي يعملون بها، وكان الهدف منها عند إطلاقها على فيسبوك إرسال إشارة إلى رئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب، "حتى لا يُفاجَأ وقت نزوله للزيارات التي يقوم بها مرة أخرى". وكان محلب قال في تصريح صحفى قبل ذلك أنه "فوجئ بالمستوى غير اللائق لأحد المستشفيات في مصر"، ليرد عليه الأطباء بتلك الحملة. وكان أبرز تلك الصور ظهور عدد من ثعابين الكوبرا المصرية وطائر البوم داخل مستشفى المنيا العام والحيوانات الأخرى كالقطط والحمير بعددٍ من المستشفيات الأخرى، فضلاً عن سكن الأطباء المتردي على مستوى المستشفيات الحكومية، ومنها مستشفى بولاق الدكرور على سبيل المثال.