سلط موقع " المونيتور" الأمريكي الضوء على تدني مستوى الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية والتحديات التي تواجه الحكومةللارتقاء بها. وإلى نص التقرير: وبعد زيارة محلب، دشن الناشطون حملة شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل صفحة حملت اسم "عشان لو جه ما يتفاجئش" التي تأسست في ال 7 من الشهر الجاري لإبراز الخدمات المتدنية في المستشفيات الحكومية. وحققت الصفحة متابعات هائلة في زمن قياسي. تفاعل عدد كبير من الأطباء والمواطنين مع هذه الصفحة ووصل عدد المتابعين خلال 48 ساعة من تدشينها 3 مليون متابع وتم نشر720 صوره من مستشفيات مختلفة، من صور تُظهر وجود ثعابين وبوم في مستشفى مركز مطاي في المنيا. ونشرت الصفحة أيضا صورا لمجموعة من الماعز والأغنام الموجودة أمام إحدى عيادات "مينا البصل" في الإسكندرية. ويشارك في الحملة 170 ألف طبيب يقومون بالتقاط الصور داخل مستشفياتهم لعرضها علي الرأي العام بهدف إصلاح منظومة الرعاية الصحية. أصبح الإعلام الاجتماعي أداة مهمة لانتقاد القصور والإهمال الحكومي. وقد تسبب نجاح الصفحة في عمل صفحات مشابه لفضح تردي الأوضاع في المدارس والثقافة والمحافظات والكهرباء والزراعة والصرف الصحي بالإضافة إلي ممارسات الشرطة والأوضاع المعيشية في العشوائيات. وبعد زيارته التي قام بها إلى معهدي القلب وتيودور بلهارس مباشرة، اصدر محلب أوامره إلى وزير الصحة عادل العدوي بأن يوقع على قرارات إعفاء المسئولين المقصرين من مناصبهم ، كما أصدر توجيهاته إلى وزير البحث العلمي شريف حماد بإعفاء مديرة معهد تيدور بلهارس للكبد حنان الباز التي كانت غائبة في يوم الزيارة من منصبها حيث أن المعهد تابع لوزارة البحث العلمي وليس وزارة الصحة، كما كلف بإعداد خطة نجاح تعرض عليه خلال أسبوع من تاريخ الزيارة تتضمن تلك الخطة كيفية النهوض بتلك المستشفيات. من جهته، شدد عادل العدوي في تصريحات صحفية علي هامش زيارة محلب للمستشفيات السابق ذكرها علي أن فرق التفتيش بالوزارة انتقلت إلى تلك المستشفيات للكشف عن آليات تقديم الخدمة للمرضى. وأشار العدوي إلى قيامه بنقل الأطباء المقصرين ومن جاء تقييمهم في عام 2014 أقل من 50% إلى العلمين وسوهاج وقنا الجديدة ومطروح والأقصر ، مضيفا أنه أجرى تقييما شاملا لأداء غرف العمليات والعناية المركزة وفرق العاملين. وتابع: " الحالة المزرية التي وصلت إليها المستشفيات ترجع إلى انهيار المنظومة الصحية، التي كانت نتاج سنوات ماضية مليئة بالإهمال والفساد، وأنني لن أستطيع حل هذه الأزمة في يوم وليله حيث أنني توليت حقيبة وزارة الصحة منذ عام واحد فقط". وقال إيهاب الطاهر أمين عام نقابة أطباء القاهرة وعضو حركة أطباء بلا حقوق في تصريحات حصرية ل"المونيتور" إن قرار نقل أطباء هو خداع للشعب المصري حيث أنهم يتحركون كرد فعل للمشكلات وليس لحل جذور المشكلات المتمثلة في نقص المستلزمات الطبية والأدوية وعدم توافر الأجهزة الفنية الخاصة بالأشعة والتحاليل. ولفت إلى أن تلك الأجهزة إن وجدت لا يتوافر لها الصيانة الكافية علاوة علي الأبنية الصحية المتهالكة وضعف التدريب لأطقم التمريض، فضلا عن الإهمال الطبي من بعض الأطباء ، مردفا أن راتب الطبيب في سنة الامتياز 80 جنية أي ما يقرب من 10 دولار شهريا بسبب ضعف المبلغ المخصص للصحة في الميزانية العامة للدولة. واستطرد الطاهر بقوله : " أريد أن أسأل رئيس الوزراء ووزير الصحة هل تعاقبون الأطباء أم تعاقبون المرضى. فإذا كان هناك بالفعل طبيب مقصر ويعمل في محافظة القاهرة هل إذا قمتم بنقلة إلي محافظة سوهاج مثلا في الصعيد تنتهي المشكلة؟ أم أنكم بهذا تعاقبون المرضى في محافظة سوهاج؟ أليس من يقطنون في الصعيد بشر؟ , كما أن النقل مخالف لقانون الخدمة المدنية ويجب معاقبة الطبيب في مكان عملة علي قدر الخطأ الذي ارتكبه". وقالت الدكتورة عفت كامل مدير عام التمريض بوزارة الصحة سابقا ورئيس جمعية أصدقاء الممرضة المصرية ل "المونيتور": " إن سوء الخدمة الطبية يرجع لعوامل عده منها ضعف التدريب للممرضات الذي يبدأ منذ التعليم فنجد أطفالا في المستشفيات الحكومية يقومون بالتمريض حيث يلتحقون بمدارس التمريض بعد إنهاء الشهادة الإعدادية. و هذه المدارس يكون التدريب بها ضعيفا نظرا لضعف الإمكانات سواء في أدوات التدريب أو المدربين علاوة على أن مسئولية رعاية المريض تكون أكبر من وعي هؤلاء الأطفال في هذا السن ." وأوصت كامل الحكومة بضرورة التوسع في إنشاء كليات التمريض لسد العجز في أطقم التمريض المدربة تدريب جيد، وجذب أعداد أكبر من الطلبة للانضمام إليها بدلا من النظرة المتدنية للممرضة علي أنها تعليم فني وليست تعليم عالي.