كشف مصدر داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون، عن إهدار أموال الدولة داخل الاتحاد، عن طريق اختلاس أموال عمدًا، أو سكوت البعض والتضليل عليه، مؤكدًا أن الفساد بدأ منذ عهد صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق، عام 1949، حيث اقترح أن يقوم التليفزيون بالتعاقد مع إحدى الشركات الأمريكية، لبث التليفزيون المصرى إلى شمال وجنوب أمريكا، ويتم وفقًا لها تحصيل اشتراكات من الشعب الأمريكى، لمشاهدة التليفزيون المصرى. وأضاف المصدر الذى رفض ذكر اسمه، أن التليفزيون المصرى قام بالتعاقد مع شركة "ديناميك" الأمريكية، وتم ذلك بصيغة "الأمر المباشر" لبث التليفزيون من خلال هذه الشركة حصريًا، وبموافقة وزير الإعلام آنذاك "صفوت الشريف"، وتم ذلك من دون الرجوع إلى إدارة الفتوى المختصة بمجلس الدعوة، التى يجب أن تراجع هذه الأمور قبل التعاقد، لأن المادة العاشرة من الأحكام العامة لمجموعة اللوائح المالية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون بموجب عرض العقود غير النمطية، والتى تزيد قيمتها على 50 ألف جنيه، يجب عرضها على إدارة الفتوى بمجلس الدولة، وهو ما لم يتم فى هذا العقد. كما لم تعرض على الجمعية العمومية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون للموافقة عليها، ويعتبر ذلك مخالفًا لنص القانون رقم 13 لسنة 79، والخاص بإنشاء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بموجب العرض على الجمعية العمومية، كما نصت بعض بنود العقد بين الاتحاد، وشركة ديناميك الأمريكية، على سداد اتحاد الإذاعة والتليفزيون مبلغ 45 ألف دولار أمريكى، كدفعات شهرية متساوية لمدة ثلاثة أشهر، على أن تكون قيمة كل دفعة 15 ألف دولار فقط لا غير، من بدء التوقيع على العقد، وذلك كمشاركة فى قيمة خدمات التشفير، والبث لحين البدء فى العمل وتحصيل الاشتراكات. وأكد المصدر أن المخالفة الكبرى والأساسية فى الموضوع، هى أن القطاع الاقتصادى باتحاد الإذاعة والتلفيزيون، قام بتسديد مبلغ 585 ألف دولار، لشركة ديناميك الأمريكية دفعة واحدة، كقيمة المشاركة فى خدمات التشفير والبث، أى قيمة 39 شهرًا، بدلاً من الشهور الثلاثة المتفق عليها فى العقد بينهما، وذلك بزيادة قدرها 540 ألف دولار تم إهدارها بالمخالفة ً لنصوص التعاقد المبرم، بسداد مبلغ 45 ألف دولار فقط. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل امتدت مخالفات الشريف وزير الإعلام وقتها، حيث تم منح شركة ديناميك الأمريكية قرضًا بمبلغ 2 مليون دولار، والذى وافق عليه الدكتور كمال الجنزورى، بدوره رئيسًا لمجلس الوزراء فى ذلك الوقت، بعد اقتراح من الشريف، وجاء ذلك بدعوى مواجهة بعض الصعوبات المالية لشركة "ديناميك"، فى تغطية خدمات التشفير، وبناء على تعليمات صفوت الشريف، واشترط الجنزورى وقتها، وجود ضمانات للقرض الممنوح ل"ديناميك"، ولكن هذا لم يؤخذ فى الاعتبار من السيد وزير الإعلام ولا مسئولى الاتحاد. والأكثر من ذلك كما يؤكد المصدر، أنه عند حصر التحويلات المسددة عن الفترة من 6/3/1997، حتى 20/7/1999، من القطاع الاقتصادى، التابع لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، إلى الشركة المذكورة، وجد أنه تم تحويل مبلغ 2.6 مليون دولار أمريكى، وليس مبلغ 2 مليون دولار المتفق عليها، والمخالفة للقانون أساسًا.