تضامنت معظم الدول العربية مع المملكة العربية السعودية بعد حادثتي إحراق سفارتها وقنصليتها في إيران. وأعلنت دول حليفة للسعودية تضامنها في خلافها مع إيران، حيث قطعت العديد من الدول العربية علاقاتهما الدبلوماسية مع إيران. وكانت السعودية قطعت علاقاتها مع إيران وطردت الدبلوماسيين الإيرانيين من البلاد، عقب هجوم متظاهرين على سفارتها في طهران احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر. من جهته، أعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية عن إدانة مصر لحادثتي إحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد بإيران، مؤكداً على ضرورة احترام حرمة مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية وسلامة الأفراد العاملين بها، والتي كفلتها اتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية. وقال مصدر دبلوماسي خلال تصريحات صحفية، أن مصر لم تتخذ قرارا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الأزمة الرياضوطهران. وأضاف المصدر, أن إمكانية إعلان مصر قرارا دبلوماسيا مماثلا لقرار قطع العلاقات بين الرياضوطهران تضامنا مع المملكة، أوضح المصدر المطلع على ملف العلاقات بين القاهرةوطهران: "حتى الآن لا يوجد جديد في هذا الشأن". وأوضح المصدر: "لا توجد علاقات دبلوماسية كاملة بين مصر وطهران بالفعل كي تقطعها مصر، والتمثيل الدبلوماسي بينهما متوقف عند مستوى مكتب رعاية المصالح، كما هو الحال منذ القطيعة الرسمية بين البلدين". وشدد المصدر، على عدم وجود رابط بين عدم اتخاذ قرار بقطع العلاقات مع إيران، وبين موقف مصر الثابت والراسخ الداعم للمملكة، إزاء التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية، وإدانة مصر الكاملة لحادثتي إحراق السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد الإيرانية. بدورها، نددت الخارجية البحرينية أيضاً بهذا الاعتداء، ووصفت هذه الأعمال بالغوغائية التي تنتهك المواثيق الدولية, وجاء في بيان رسمي على وكالة الأنباء البحرينية الرسمية أن " مملكة البحرين قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتطلب من جميع أعضاء بعثتها مغادرة المملكة خلال 48 ساعة". وقررت المملكة إغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسحب جميع أعضاء بعثتها. وفي تطور جديد، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا رسميا تؤكد فيه "قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بشكل فوري". وكانت وكالة الأنباء السعودية قد ذكرت في وقت سابق أن السودان "قرر طرد السفير الإيراني وكامل البعثة واستدعاء السفير السوداني من إيران". وفي السياق ذاته, قررت الإمارات تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع إيران إلى مستوى قائم بالإعمال وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية. وأعلنت وزارة الخارجية في بيان أنها "استدعت سعادة سيف الزعابي سفير الدولة في طهران تطبيقا لهذا القرار",وهناك مخاوف من اندلاع فتنة طائفية في المنطقة. واتهم وزير الخارجية الإيراني السعوديين "بمواصلة سياسة تأجيج التوتر والمواجهات في المنطقة". وأكد المتحدث باسم الوزارة، حسين جابري أنصاري، أن "السعودية لا ترى مصالحها فحسب بل وجودها في افتعال الأزمات والمواجهات، وتحاول حل مشاكلها الداخلية بتصديرها للخارج". أما الأردن, فقد أدان بشدة حادثة الاقتحام التي تعرض لها مبنى سفارة السعودية في طهران، السبت، واعتبره خرقاً فاضحاً للقانون الدولي واتفاقية جنيف بشأن صون وحماية البعثات الدبلوماسية واحترامها. وأكد وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، تضامن بلاده مع السعودية ووقوفها إلى جانبها في مواجهة التطرف والإرهاب، مستنكراً التدخل الإيراني ضدها وتصاعده عقب تنفيذ السعودية أحكاماً قضائية بحق مدانين من مواطنيها. وشدد الوزير على حرمة البعثات الدبلوماسية، وضرورة صونها، وتوفير الحماية لها التزاما بالقانون الدولي واتفاقية جنيف. وكانت هيئة كبار العلماء الباكستانية قد دانت تصريحات ملالي إيران تجاه السعودية واصفة إياها بالعدوانية. تونس من جانبها، دعت إلى ضرورة توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية والقنصلية والحفاظ على حرمتها من مثل هذه الأعمال التي تمثّل خرقا فادحا لاتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية والمواثيق والمعاهدات والأعراف الدولية ذات الصّلة. كما دعت تونس إلى تجنّب كلّ ما من شأنه أن يؤدّي إلى مزيد توتير الأوضاع في المنطقة وذلك حفاظا على أمن وإستقرار دولها. وعلي النقيض كان الموقف العراقي مخالفا حيث كما طالب علي السيستاني المرجع الشيعي في العراق, بقطع العلاقات السعودية, مما يشكك في جهود رأب الصدع التي تقودها الرياض لدعم تحالف إقليمي ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراقوسوريا. ووصف السيستاني، اليوم، إعدام المعارض الشيعي الشيخ نمر النمر في السعودية ب"الظلم والعدوان"، في رسالة بعثها إلى أهالي محافظة القطيف شرق المملكة. وقال المرجع، في الرسالة التي نشرها موقعه الإلكتروني الرسمي، "تلقينا ببالغ الأسى والأسف نبأ استشهاد جمع من إخواننا المؤمنين في المنطقة الذين أريقت دماؤهم الزكية ظلما وعدوانا، ومنهم العالم المرحوم الشيخ نمر النمر طاب ثراه". فيما انتقدت سوريا السياسة السعودية معبرة عن ردها بإعدام النمر, حيث هاجم مفتي الديار السورية، الشيخ أحمد بدرالدين حسون، قيام السلطات السعودية، بإعدام النمر يقصد منه تدمير الأمة الإسلامية وجر إيران إلى حروب فرعية. وأضاف أن النمر لم يدع يوما إلى قتل أو حرب، بل دعا إلى الإخاء والتكامل بين أبناء الأمة الإسلامية، واصفا عملية إعدامه بالمفاجئة الكبيرة التي تكشف عن مكامن الإرهاب في العالم.