يبدو أن تحالف "دعم الدولة" الذي يؤسسه اللواء سامح سيف اليزل لم يشكل الغالبية في البرلمان المقبل بعدما أعلنت عدة أحزاب انسحابها منه في توقيتات متقاربة. آخر تلك الأحزاب "حزب مستقبل وطن"، حيث أعلن رئيسه، محمد بدران انسحاب حزبه من الائتلاف أثناء الاحتفالية التي عقدها الحزب بأحد فنادق القاهرة للنواب الفائزين: قائلا: "انسحبنا من الائتلاف حتى لا نسمح لأحد بأن يحوّل البرلمان إلى تورتة". أحمد سامي، مسؤول المكتب الإعلامي بالحزب، أكد أن اجتماع الهيئة العليا لمستقبل وطن، أفرزت نتيجة بعدم الانضمام ائتلاف "دعم الدولة" بعدما تجاهل الائتلاف العديد من الملاحظات التي تقدم بها والخاصة ببنود وثيقة الائتلاف والتي أعطت الائتلاف الحق في اختيار أعضاء المجالس المحلية واللجان الفرعية، فضلا عن الملاحظات الخاصة بمصادر التمويل. وأضاف "مسؤول المكتب الإعلامي" في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن الائتلاف له لجان فرعية ومصادر تمويل، ما يعد حزبا، وهو تحايل على القانون، مشيرا إلى أن آلية تعامل الائتلاف مع مناقشة القوانين داخل البرلمان غير واضحة. وأشار إلى أن جميع الصلاحيات داخل الائتلاف في يد شخص واحد، وهو سامح سيف اليزل، موضحا أن الائتلاف سيتأثر بالانسحابات المتكررة للأحزاب، خاصة أن الوفد والمصريين الأحرار ومستقبل وطن يمثلون أكثر من 46% من البرلمان على حسب قوله، ما يعني أن الائتلاف لم يعد يشكل الأغلبية، فضلا عن أن حزب مستقبل وطن فاز ب51 مقعدا في البرلمان. وتابع أن البرلمان المقبل لا يوجد به أغلبية ولم تتضح المعارضة به حتى الآن، مشيرا إلى أن المعارضة سيتم خلقها تحت قبة البرلمان، موضحا أن ائتلاف دعم الدولة لم يعط لحزب مستقبل وطن حجمه الحقيقى وكذلك لم يستمع لرؤية الحزب واللائحة الداخلية التي تم إعلانها من الائتلاف لم تطمئن الحزب على شكله تحت قبة البرلمان، قائلاً: "الائتلاف لم يستمع لرؤية الحزب" ومن جانبه، قال أيمن أبو العلا، سكرتير عام مساعد حزب المصريين الأحرار، إن انسحاب الأحزاب من ائتلاف" دعم الدولة" بسبب أن ائتلاف دعم مصر يسعى لتدمير الحياة السياسية بشكل عام، والأحزاب بشكل خاص. وأضاف "أبو العلا" أن الائتلاف توقع أن تذوب الأحزاب تحت رايته، مشيرا إلى أن وثيقته حزبية وليست ائتلافية، وهو ما دفع هذه الأحزاب لرفض الانضمام له. وفي سياق متصل، حذَّر حزب المصريين الأحرار من ممارسات ائتلاف «دعم الدولة»، وقال في بيان له: «فوجئنا بأن اللائحة الصادرة عن الائتلاف توصيف لحزب سياسي في المعنى، رغم أنه بدأ كتحالف انتخابى، ما يستلزم التنبيه لمثل هذه الممارسات حرصًا على مستقبل التجربة السياسية والحياة البرلمانية». وأضاف البيان أنه تمت دعوة نواب الحزب الخمسة الذين حضروا اجتماع التحالف دون التوقيع على الوثيقة لجلسة استيضاح لمواقفهم مع رئيس الحزب ورئيس الكتلة البرلمانية. وفي سياق مختلف، وصف النائب مصطفى بكرى، القيادى بائتلاف دعم الدولة، انسحاب الأحزاب من الائتلاف بالتطور الخطير الذي سينعكس سلبا على دعم الدولة، مشيرا إلى أن هذا التطور سيمثل مشكلة في البرلمان متعلقة بالوصول لنسبة الثلثين التي يمكن أن تساعد مجلس النواب في أداء مهمته وإقرار القوانين، موضحا أن الخطورة تزداد في هذا التوقيت مع اقتراب انعقاد جلسات البرلمان، خاصة أن الانسحاب جاء من أحزاب مؤيدة ل30 يونيو. وأضاف: يجب تشكيل قيادة جماعية تختار طريقة وعمل الائتلاف حتى لا يحاول أحد فرض أجندته، مشيرا إلى أن هناك أمرا ما متعلقا بطريقة إدارة الائتلاف أوصلنا لهذا الحال، موضحا أنه سبق وحذر من أخطاء اللائحة الداخلية للائتلاف، مطالبا بضرورة إعادة مناقشتها لنصل لحلول للخلاف عليها. وتابع أنه طرح مبادرة أطلق عليها "مبادرة لم الشمل" لإنقاذ الوضع، تتكون من أربعة بنود وأنه أجرى اتصالات مع قيادات من الأحزاب المنسحبة واستمع خلالها إلى وجهة نظرهم في الائتلاف وتبادل وجهات النظر لبحث التقارب من جديد، غير أنه لم يعرض عليهم المبادرة حتى الآن.