قال القس مقار فوزى، راعى كنيسة القديسين بالإسكندرية، أعطينا أصواتنا لمرشحى حزب الحرية والعدالة فى جولة الإعادة من المرحلة الثانية بالانتخابات البرلمانية التى أجريت بالإسكندرية إيمانًا منّا بأنهم عقلاء ومعتدلون على عكس التيارات الأخرى. ونفى القس، فى اتصال هاتفى مع "المصريون"، صحة ما رددته وسائل الإعلام من أن الأقباط متخوفون من صعود التيار الإسلامى واستحوازه على الأغلبية البرلمانية، قائلا "لأننا لو تخوفنا من التيار الإسلامى لما أعطيناهم أصواتنا، إنما نحن متخوفون من التيارات المتشددة التى لا تؤمن بالعملية السياسية وحقوق الأقليات فى المواطنة". وأشار القس إلى أن التيار الذى يقصده هو السلفى، قائلا "التيار السلفى الآن أصبح يطور نفسه سياسيًا وفكريًا وبدأ يصحح أفكاره ومفهيمه عن الأقباط وحقوق المواطنة، لكن هناك جناحًا داخله متشددًا ومازال على عهده السابق، إلا أن هناك أجنحة سوف تتصدى لهم من داخل التيار السلفى أكثر اعتدلًا وقدرة على عدم الانغلاق". ورفض مقار مقولة إن النظام السابق كان أفضل من الإسلاميين قالا: هذا ليس صحيحًا لأن النظام السابق أهدر حقوقنا؛ أما الإسلاميون فإن لهم عهدًا ومواثيق لن يحيدوا عنها وأنا لدى يقين بأن الإسلاميين سوف يطالبوا بحقوقنا أكثر من القبطى الذى دخل البرلمان. وعن المرشح الذى سوف يأخذ تأييد الأقباط فى الانتخابات الرئاسية قال مقار" إننا الآن لم نستقر على مرشح معين إلا أننا فى الوقت المناسب سوف نعلن عن المرشح الذى سنخرج بالإجماع لكى نعطى له أصواتنا". من جانبه، قال الأنبا بسنتى أسقف كنيسة المعصرة وحلوان إننا نسيج واحد ولا يوجد فرق بين قبطى ومسلم، فالكل يعمل على العبور بالبلد إلى بر الأمان ولا يوجد سبب لافتعال الأزمات بين المسلمين والأقباط. وأضاف بسنتى أن الأقباط شاركوا فى الانتخابات البرلمانية، وهم منغمسون فى العمل السياسى وسيكون البرلمان القادم أفضل بالنسبة للأقباط بعد أن يستفيدوا من مشاركتهم فى برلمان الثورة. وطالب مفتعلى الأزمات بأن يكفوا عن أفعالهم لأن التيارات الإسلامية طمأنت الأقباط، وهناك الكثير يتحدثون بأننا أبناء وطن واحد وعلى الأقباط ألا يشعروا بالخوف من صعود الإسلاميين حتى يتم غلق هذه الصفحة نهائيا. ومن جهته، قال الدكتور محمد حبيب، وكيل مؤسسى حزب النهضة، إن الأقباط أخطأوا عندما فضلوا عدم المشاركة فى الحياة السياسية مثل التيار الإسلامى تاركين للإعلام أن يلعب دورا خطيرا فى عملية الاحتقان الطائفى. وشدد على ضرورة تخفيف الحملة الإعلامية التى يشنها البعض ضد صعود الإسلاميين خاصة أن القوى الإسلامية، والتى فازت فى انتخابات مجلس الشعب حتى الآن، والتى سيكون لها الأغلبية بالبرلمان أرسلت رسائل طمأنة للأقباط بأنهم مصريون لهم حقوق وعليهم واجبات وعلى الأقباط أن يتفهموا ذلك جيدًا. لكن من جهته يرى الدكتور ناجح إبراهيم، القيادى فى الجماعة الإسلامية، أن تخوف الأقباط أمر طبيعى ومنطقى ولن يزول هذا التخوف فى يوم وليلة، لأن هناك وسائل إعلام متطرفة تنفخ فى التخويف من صعود الإسلاميين.