أكد الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بمحافظة الغربية، تشميع الباب الرئيسي لمستشفى أبو فرحة بمنطقة الإستاد في طنطا بعد خروج آخر مريض كان تحت العلاج بعد ظهر اليوم. وأشار الدكتور شرشر إلى أنه أصدر قرارًا في 24 نوفمبر الحالي، بغلق غرف العناية المركزة والإفاقة والمعمل وتشميعهم بالشمع الأحمر وإحالة قضية محمد العسال، ضحية الإهمال، والذي لقي مصرعه بعد إصابته بفيروس وتلوثت عمليته، وتم على إثرها بتر قدمه. وأشار إلى أن الطب الشرعي يقوم حاليًا بفحص قدمه لإثبات ما بها من ملوثات خطيرة وفيروسات قاتلة. وكانت مدينة طنطا شهدت واقعة إهمال جديدة وخطيرة ارتكبها المستشفى الخاص سقط على إثرها ضحية جديدة بسبب تلوث غرفة العمليات. ونظم المئات من أصدقاء وأسرة العسال وقفة احتجاجية سلمية أمام المستشفى، وطالبوا بغلق المستشفى حتى لا يُقتل مزيد من المرضى الأبرياء. وأخطر اللواء نبيل عبد الفتاح مدير أمن الغربية، وانتقلت قوات الأمن بقيادة اللواء حسام خليفة نائب مدير الأمن، وتم السيطرة على الموقف خصوصًا بعدما قرر المتظاهرون الانتقال من أمام المستشفى بمنطقة الاستاد بطنطا إلى مبنى ديوان المحافظة. وألقى القبض على 3 من الشبان الغاضبين، وتم إخلاء سبيلهم عقب فض المظاهرة حرصًا على عدم اندساس عناصر تخريبية بينهم. وفى سياق متصل طالبت أسرة محمد العسال 23 عامًا، ويقيم في طنطا، الرئيس السيسي بالتصدي لمهازل المستشفيات الخاصة وتوفير العلاج بالمستشفيات الحكومية وغلق جميع المستشفيات التي تفتقر للعناية وغير المطابقة للمواصفات. وكان محمد العسال هذا الشاب الرياضي يلعب كرة القدم مع فريقه المكون من مجموعة من الرياضيين بطنطا عندما سقط على الأرض مصابًا بكسر فى إحدى قدميه، وبتاريخ 26-10 دخل المستشفى الخاص بعد سداد 8 آلاف جنيه مقدمًا، بعدها أجريت له عملية تركيب مسامير، ثم بعد ذلك ب 4 أيام بدأت علامات التعب ومضاعفات العملية تظهر عليه، وتبين أنه أصيب بالغرغرينا فى قدمه، وصدرت الروائح الكريهة منها وأصبحت فى حالة تعفن. اكتشف الدكتور المعالج أن الموضوع "كبر منه"، فخرج وقال لأهل المريض "اطلعوا بيه على الجامعة"!، وبالفعل تم نقل محمد إلى طوارئ الجامعة، وهناك اكتشفوا مهزلة تلوث أدوات العملية الأولى، والتى أجرتها مستشفى أبو فرحة، بميكروب قاتل، ولا مفر من إجراء عملية بتر!، ولأن الميكروب غازي"Gas Gangrene"، فقد تمكن من باقى الجسم. وتم وضعه على جهاز تغيير الدم والتنفس الصناعي "بين الحياة والموت"، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بالفعل، وأصبح محمد ضحية جديدة للإهمال، وكل الشواهد تقول إنه لن يكون الأخير إذا استمر الإهمال في المستشفيات. وقرر سعيد مصطفى كامل تشكيل لجنة بمعرفة الدكتور محمد شرشر وكيل وزارة الصحة للتحقيق فى المهزلة ومتابعة جميع المستشفيات الخاصة للتأكد من عدم مخالفتها للاشتراطات الصحية حرصًا على صحة وحياة المرضى.