قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، إن بلاده لن تتردد في تطبيق قواعد الاشتباك في حال تكرار حالات انتهاك مماثلة لتلك التي قامت بها طائرة "سوخوي 24" الروسية التي أسقطتها مقاتلات تركية، بعد أن اخترقت المجال الجوي التركي. وأضاف أردوغان - خلال اجتماعه بالمخاتير في المجمّع الرئاسي بالعاصمة أنقرة - : "لا ننوي خلق توترات جديدة في المنطقة، بل نسعى جاهدين لإحلال السلام والهدوء فيها. فلا يوجد أي سبب يدفعنا لاستهداف روسيا، التي تربطنا بها علاقات قوية ومتينة، ما لم يكن هناك انتهاك لمجالنا الجوي. هناك فرق بين خلافنا مع الروس بخصوص القضية السورية، وبين تطبيقنا قواعد الاشتباك". وفيما يخص العلاقات التركية الروسية، أوضح أردوغان أن الدولتين تربطهما علاقات استراتيجية، وأن هذا الأمر يتطلب التضامن فيما بينهما وليس تهديد بعضهما البعض. وفي إشارة إلى الغارات الروسية في سوريا، قال أردوغان " البارحة قمتم بقصف شاحنات المساعدات الإنسانية، ونتج عنه مقتل 3 أشخاص وجرح 7 آخرين. وأمام هذا المشهد تدّعون بأنكم تحاربون تنظيم داعش. المعذرة فأنتم لا تحاربون داعش، تقصفون فقط إخوتنا التركمان في شمال اللاذقية بالتنسيق مع النظام السوري من أجل إخلائها من سكانها، وتقتلون المواطنين السوريين". وفي هذا السياق أكّد أردوغان عزم بلاده الاستمرار في دعم مجموعات المعارضة المعتدلة بمن فيهم الفصائل التركمانية التي تواجه نظام الأسد، واصفًا إيّاهم بالضحايا والمتضررين، وأنّهم أصحاب تلك الأراضي وأقرباء الأتراك وأبناء جلدتهم. من جانب آخر، قال الرئيس التركي إن تنظيم "داعش"، يبيع النفط للنظام السوري، وإن كان لا بد من البحث عن الجهة التي توفر المال والسلاح للتنظيم، فينبغي توجيه الأنظار إلى النظام السوري والدول التي تدعمه. وأعرب عن امتعاضه حيال تصريحات بعض المسؤولين الذين يدّعون شراء تركيا النفط من داعش، مؤكّداً أن موارد تركيا من النفط والغاز معروفة لدى الجميع، وأن أكبر وارداتها من روسيا ثم إيران. وأضاف: "نستورد احتياجاتنا من الغاز من أذربيجان، ونشتري النفط من إقليم شمال العراق، ونستورد الغاز المسال من الجزائر، وقطر، وعلى المدعين أن يثبتوا إدعاءتهم، وألا يطلقوا افتراءات باطلة بحق تركيا". وحول مكافحة تنظيم داعش، قال الرئيس التركي " تكاد لاتوجد دولة غير تركيا تحارب التنظيم المسمى ب"داعش"، بشكل جدي. فتركيا أول من وصفت هذا التنظيم بالإرهابي عام 2005، عندما كان يتبنى اسمًا آخر. ومع ظهوره عام 2013 باسمه الحالي، وصفناه بالإرهابي، وواصلنا وسنواصل محاربته". وشدد أردوغان على عدم التساهل والتهاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي السوري) ومنظمة "بي كا كا"، مشيراً في هذا السياق إلى أنّ تنظيم داعش ألحق أضرارًا جسيمة بالإسلام والمسلمين." وفيما يخص الشأن الداخلي، أشار أردوغان إلى الحاجة الماسة لإعداد دستور جديد للبلاد، وأن الدستور المعمول به حاليًا لا يواكب التطورات الحاصلة في تركيا.