أعرب مفكرون أقباط عن غضبهم بسبب تصريحات القمص بطرس أفابولا، كاهن كنيسة القديسين بالإسكندرية، حول استعداد المسيحيين لسفك الدماء والاستشهاد إذا حاولت أى من التيارات الإسلامية التى حصلت على الأغلبية فى البرلمان أن تفرض أشياءً عليهم، لا تتفق مع شرائعهم. فمن جهته، قال المفكر القبطى، بولس رمزى، إن تصريحات أفابولا تهدف إلى إثارة الأقباط واستفزاز التيار الإسلامى، مشيرًا إلى أن هذا القس وأمثاله يسعون إلى تصوير أن الأقباط مضطهدون ومهددون بالإبادة الجماعية من قبل الإسلاميين. وأوضح بولس أن هذه التصريحات تطلق بهدف تسويقها بالخارج، وهو الأمر الذى ينشده جموع الأقباط، مطالبًا الإسلاميين بعدم الأخذ بأقوال هؤلاء السفهاء، وأن يتابعوا مسيرتهم من أجل مصلحة البلد وتوفير الحياة الكريمة للأقباط والمسلمين، وعدم الانجرار وراء الدعوى الرخيصة التى تهدف إلى جلب الاحتلال الأمريكى لمصر. فى السياق ذاته أعرب ممدوح رمزى "المحامى القبطى" عن رفضه لمثل هذه التصريحات، مشيرًا إلى أنه على يقين بأن الإسلاميين فى حال ما إذا وصلوا للحكم فلن يفرضوا على غير المسلمين أى شىء يختلف مع عقيدتهم. وأضاف رمزى أنه من خلال حواره مع التيار الإسلامى لم يلمس أى استعداد من ناحيتهم لفرض شىء على غير المسلمين، مشددًا على أن الإسلاميين أصبحوا قادرين على التطور وعدم الانغلاق وقبول الآخر. واعتبر المحامى القبطى ما قاله القس أفابولا نوعًا من الخروج على تعاليم المسيحية، لأن المسيحية لا تعرف بالعنف ولا سفك الدماء، ولا تؤمن بالقتل الذى يدعو له هذا القس. ودعا رمزى البابا شنودة إلى اتخاذ إجراء حاسم مع هذا القس كى لايأتى بعده من يردد هذه الدعاوى الطائفية، وحتى لا يتم تضخيم الأمور، ويقوم مسلمون باتخاذ إجراء للرد على هذه التصريحات المستفزة. من جانبه قال طارق زغلول، مدير المنظمة المصرية للحقوق الإنسان، :إن تصريحات أفابولا تعد نوعًا صارخًا من انتهاك حقوق الإنسان اللفظى، لأنه يستدعى الجانب الآخر عليه لأنه يلوح بإراقة الدماء، وطالب زغلول القائمين على الكنيسة بالتحقيق فى هذا الأمر لمنع تكرار الواقعة.
