أثارت الموضوعات التي تواصل نشرها مجلة "الإيكونوميست"، عبر الأسابيع الماضية، غضبًا داخل الأوساط الإعلامية المؤيدة للرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث دأبت المجلة خلال الفترة الماضية على نشر موضوعات تنتقد الرئيس السيسي بحدة سواء على المستوى الاقتصادي أو الحريات. ونشرت المجلة، فى عددها الأخير (أكتوبر 1016)، موضوعين كاملين عن الرئيس السيسى، جاء الموضوع الأول في الجزء الافتتاحي من المجلة، وجاء الموضوع الثاني فى القسم الخاص بالشرق الأوسط وإفريقيا، وينتقد الموضوعان الأوضاع السياسية داخل مصر، سواء ما يتعلق بسجل الحريات والديمقراطية وأوضاع حقوق الإنسان، أو ما يتعلق بالانتخابات البرلمانية القادمة ودور الليبراليين المصريين فيها، إضافة إلى انتقاد صريح لطريقة إدارة الرئيس السيسي لمؤسسة الحكم. جاء عنوان الموضوع الأول حادًا: «عودة فارغة للديمقراطية»، في حين كان العنوان الجانبي أكثر حدة: «السيسي يقود مصر إلى طريق مسدود»، وذكرت المجلة أن السيسي أكثر قسوة مما يحتاج إليه وأشد قسوة حتى من مبارك، وترى المجلة أن مصر «ليست استثناء ضمن الدول التي يصل فيها جنرال للحكم، ثم يعد بالعودة سريعًا إلى دولة الحكم الديمقراطي المدني"، وهو الأمر الذي علق عليه الكاتب الصحفي محمد المنشاوى، بصحيفة "عربي 21"، أنه ما زال الإعلام الخارجي يمثل حلقة صعبة وعصية على النظام المصري منذ سيطر الجيش على الحياة السياسية في الثالث من يوليو 2013. وقال "المنشاوى" في تعليقه على انتقاد المجلة ل"السيسي": "جاءت انتقادات الإيكونوميست لتربك المدافعين عن النظام المصري سواء من المتحدثين الرسميين لأجهزة الدولة أو للصحف الحكومية، وربما يعود السبب في ذلك إلى ما حدث خلال شهر أغسطس الماضي، فقبيل افتتاح مشروع تفريعة قناة السويس استعانت الحكومة المصرية بمجلة الإيكونوميست للترويج للمشروع الجديد. ولِمَ لا؟ وهي المجلة الأهم في العالم، إذ توزع أسبوعيًا 4.59 مليون نسخة مطبوعة يطلع عليها نخبة الكوكب الأرضي من رجال مال وأعمال، وصانعي القرار في أهم عواصم العالم، كما يزور موقعها الإلكتروني 2.7 مليون شخص يوميًا. ونشرت المجلة على غلافها صورة للتفريعة إلى جانب وجه الرئيس السيسي، ونشرت ملحقًا من 7 صفحات تحت عنوان «هدية مصر إلى العالم». وتابع: "ما زال الإعلام الخارجي يمثل حلقة صعبة وعصية على النظام المصري منذ سيطر الجيش على الحياة السياسية في الثالث من يوليو 2013. ورغم جهود أجهزة الدولة، وإعلامها الرسمي المقروء والمرئي، ورغم دعم الحليف الخليجي لحملات ضارية للتجميل، شارك فيها إضافة لجهود السفارات المصرية عدد من منظمات اللوبي وشركات للعلاقات العامة، من أجل تغيير طريقة رؤية العالم، وخاصة واشنطن ووسائل الإعلام الأمريكية، لما جرى ويجري في مصر، إلا أن هذه الجهود لم تفلح في تغيير الصورة التي تركز أولاً على سجل الحريات وحقوق الإنسان واستمرار القمع الأمني المتزايد لكل من يعارض النظام المصري. لا تمر مناسبة إلا وتظهر أجهزة الدولة انزعاجًا وعصبية زائدة من طريقة تناول الإعلام الدولي والأمريكي بالأساس للشأن المصري، وظهر هذا أخيرًا بوضوح في قضية قتل السياح المكسيكيين، وقضية الفاصل المائي بين سيناء وغزة".