كان توفيق الحكيم (1989 – 1987 ) أحد ابرز كتاب عصره, كتب المقال والمسرحية والرواية والقصة وكتب في الفكر الفلسفي والسياسي والديني .. وكما جاء في "الموسوعة الحرة" أنه مع ثورة 23 يوليو 1952 أنزله جمال عبد الناصر منزلة الأب الروحي للثورة بسبب روايته [عودة الروح] التي أصدرها الحكيم عام 1933، ومهّد بها لظهور البطل المنتظر الذي سيُحيي الأمة من رقادها, ومنحه جمال عبد الناصر عام 1958 قلادة الجمهورية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في نفس العام. ولم يُذكر أن عبد الناصر منع أي عمل لتوفيق الحكيم، حتى عندما أصدر [السلطان الحائر بين السيف والقانون] في عام 1959، و[بنك القلق] عام 1966، حيث انتقد النظام الناصري ودافع عن الديمقراطية, ووصل الأمر أن عبد الناصر كان بستقبل الحكيم في أي وقت وبغير تحديد لموعد, وهو ما أكده الحكيم نفسه في جريدة الأهرام في 15 مارس 1965. عند وفاة عبد الناصر عام 1970وأثناء تأبينه سقط توفيق الحكيم مغمى عليه وهو يحاول تأبينه وبعد أن أفاق قال خطبة طويلة من ضمنها: [اعذرني يا جمال.. القلم يرتعش في يدي.. ليس من عادتي الكتابة والألم يلجم العقل ويذهل الفكر.. لن أستطيع الإطالة، لقد دخل الحزن كل بيت تفجعا عليك.. لأن كل بيت فيه قطعة منك.. لأن كل فرد قد وضع من قلبه لبنة في صرح بنائك] . إلا أن الحكيم في عام 1972 أصدر الحكيم كتاب [عودة الوعي] مهاجما فيه جمال عبد الناصر بعنف، حيث اختزل الحكيم موقفه من التجربة الناصرية التي بدأت كما ذكر: يوم الأربعاء 23 يوليو 1952 حتى يوم الأحد 23 يوليو 1973,واصفا هذه المرحلة بأنها كانت مرحلة عاش فيها الشعب المصري فاقدا للوعي، مرحلة لم تسمح بظهور أي رأي في العلن مخالفا لرأي الزعيم المعبود, وأعلن في كتابه أنه أخطأ بمسيرته خلف الثورة بدون وعي قائلا :
[العجيب أن شخصا مثلي محسوب على البلد هو من أهل الفكر قد أدركته الثورة وهو في كهولته يمكن أن ينساق أيضا خلف الحماس العاطفي، ولا يخطر لي أن أفكر في حقيقة هذه الصورة التي كانت تُصنع لنا، كانت الثقة فيما يبدو قد شلت التفكير, سحرونا ببريق آمال كنا نتطلع إليها من زمن بعيد، وأسكرونا بخمرة مكاسب وأمجاد، فسكرنا حتى غاب عنا الوعي, أن يري الواحد منا ذلك ويسمعه وأن لا يتأثر كثيرا بما رأي وسمع ويظل علي شعوره الطيب نحو عبد الناصر.. أهو فقدان الوعي؟ أهي حالة غريبة من التخدير؟] ..