الحزب: مشروعنا مستقل عن الجماعة ومُنافس لها.. وحشمت: لاتأثير على العلاقة بين الطرفين أثار بيان حزب "الوسط" الذي أصدره في الأسبوع الماضي، وشدد فيه على كونه مشروعًا مستقلًا عن جماعة "الإخوان المسلمين"، "مُختلفًا عنها بل ومُنافسًا لها"، جدلاً واسعًا حول ما إذا كان ذلك تدشينًا لمرحلة جديدة في العلاقة بين الحزب والجماعة. وشبه محللون حزب "الوسط" (الراهنة) بتجربة حزب "العدالة والتنمية" التركي الذي أطاح بقادة الجيش التي حلَّت حزب "الرفاه" في فترة التسعينيات والذي عُرف بتوجهاته الإسلامية، فيما خرج من رحم تلك التجربة رجب طيب أردوغان الزعيم التركي الحالي. وجاء في بيان أصدرته الهيئة العليا لحزب "الوسط"، أن "وقوف الحزب كان مع إنجاح تجربة أول رئيس منتخب ديموقراطيًا من الشعب أيًا كانت شخصيته، ولم يكن دعمًا لجماعة الإخوان المسلمين؛ بل للرئيس المنتخب ديموقراطيًا وبصرف النظر كون الرئيس المنتخب في ذلك الوقت قد أخذ بنصائح قادة الحزب أو لم يأخذ بها، فقد قدرت قيادة الحزب في ذلك الوقت موقفها من هذا المُنطلق سواء رأى البعض في هذا الموقف صوابًا أو رآه خطأً فقد كانت هذه دوافعه، وعليه فإن الهيئة العليا تؤكد حقيقة كون حزب الوسط مُستقلًا ومُختلفًا ومُنافسًا للإخوان منذ مُحاولة نشأته الأولى وحتى الآن". واعتبر أن "هذا الموقف لا يتضارب مع رفضنا تعرضهم للظلم.. هُمْ أو أي طرف سياسي آخر مهما اختلفنا معه". وأكد الحزب "إدانة العنف بأي شكل من الأشكال ومن أي طرف كان، ويُؤكد استمرار موقفه من رفضه استخدام العنف في الصراع السياسي، والتمسك بالسلمية التامة، والتزام القانون والدستور مهما كانت النتائج". وتمسك "الوسط" بموقفه الصادر قبل خروج المهندس أبوالعلا ماضي رئيس الحزب من محبسه بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية الحالية بأي شكل من الأشكال للظرف الزماني. وقبلت الهيئة العليا اعتذار أعضاء الهيئة العليا الموجودين بالخارج عن عضويتها وهم: محمد محسوب نائب رئيس الحزب لشؤون الحزب، حاتم عزام نائب رئيس الحزب للعلاقات الخارجية، عمرو عادل عضو الهيئة العليا، أسماء يوسف عضو الهيئة العليا. وعزا بلال سيد بلال، المتحدث باسم الحزب، اعتذار قيادات "الوسط" الموجودين بالخارج إلى "رغبة منهم في ظل عدم قدرتهم على المهام التنفيذية الداخلية نظرًا لظروفهم الخاصة". وأوضح أن "الحزب لم يكن جزءًا من الإخوان من البداية حتى يتبرأ منهم"، لافتًا إلى "دعمهم للثورة المصرية منذ يومها الأول"، وأن "الفترة المقبلة ستشهد خطوات سيجريها الحزب لإعادة الهيكلة". من جانبها، قالت نيفين ملك، القيادية بالحزب، إن "انسحاب المهندس حاتم عزام والدكتور محمد محسوب وعمرو عادل، لصعوبة أداء مهامهم التنفيذية، في ظل إقامتهم خارج مصر"، موضحة أن "تلك الشخصيات تحتفظ بالصفة الحزبية ولم تترك العضوية". وأشارت ملك في تصريحات إلى "المصريون"، إلى أن "الانسحاب يعد أيضًا عملية إعادة تنظيم وبناء البيت من الداخل على الأرض وإعطاء فرصة للموجودين من كوادر". واستبعدت وجود نية داخل الحزب للتواصل مع النظام في مصر من باب الاعتراف بشرعيته أو الاعتراف بقرارات خارطة الطريق (3يوليو 2013)". من جهته، قال الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إن "بيان حزب الوسط لم يؤثر في علاقة الطرفين، مبينًا أنه منذ تأسيس الحزب والإخوان في تفاهم مشترك وإن كانا يختلفان في بعض وجهات النظر وذلك أمر طبيعي". وأضاف حشمت في تصريحات صحفية أن "حزب الوسط كان ضمن أحزاب تحالف دعم الشرعية، وحتى بعد انسحابه لم يغير مواقفه من الوضع الحالي، ودفعت قياداته ثمنًا لهذه المواقف المشرفة على رأسهم عصام سلطان وأبو العلا ماضي وآخرون من القيادات". وأشار إلى أن "الإخوان لم تطلب من أي حزب سواء الوسط أو غيره اتباع نهجها والولاء لها، فالديمقراطية تعنى التعدد الفكري لإنشاء وطن متكامل وبرلمان يعبر عن الجميع، ودون ذلك لن يتقدم وطن لكن الأهم الاستمرار على المبدأ الثوري". في السياق ذاته، وصف عصام تليمة، السكرتير السابق لمكتب يوسف القرضاوي، والقيادي في جماعة "الإخوان"، بيان الوسط ب"العاقل والمتزن"، واعتبر موقف الحزب صريحًا ولا يحتاج إلى تأويل. وأشار تليمة إلى أن "قبول استقالة محمد محسوب وحاتم عزام من منصبهما القيادى فى الحزب، يرفع الخطورة عن الحزب بالداخل، وأمر مطلوب لاستمرار تحركهما فى الخارج بحرية". ورأى سامر إسماعيل، الناشط بجماعة الإخوان، أنه "بعد الإفراج عن أبو العلا ماضي، سيكون حزب الوسط فرس الرهان مستقبلاً كأكبر حزب سياسي إسلامي معارض للنظام لكنه لا يعاديه أو يطالب بإسقاطه، وأنه سيكون بديلًا عن الإخوان في مقعد المعارضة لكنه لن يحمل أفكار أو توجهات التنظيم الذي سيتفكك في المرحلة المقبلة". واعتبر إسماعيل في تصريحات صحفية، أن "الوسط سيكون أشبه بحزب العدالة والتنمية التركى كبديل عن حزب "الرفاه" الذى قاده نجم الدين أربكان خلال رئاسته للوزراء وقبل حله وحظر نشاطه السياسي، متوقعًا أن تشهد المرحلة المقبلة مناوشات بين الإخوان التنظيميين وبين "الوسط" الذى سينضم إليه كثير من الإخوان الذين خرجوا أو انقلبوا على التنظيم". وكان حزب "الوسط" قد انسحب فى أغسطس العام الماضى من "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، المؤيد للرئيس الأسبق محمد مرسي، معلنًا العمل على إنشاء "مظلة وطنية" تحقق أهداف ثورة 25 يناير 2011 المهددة. ورغم أن حزب الوسط كان معارضًا لجماعة الإخوان المسلمين وله آراؤه الخاصة، ولم يكن من داعمى الرئيس محمد مرسى فى حملته الانتخابية، فإنه حينما تمت الإطاحة به فى الثالث من يوليو 2013، كانت قياداته من أوائل المعتقلين فى السجون.